ارتفاع الدولار خلال الفترة الماضية يعني الكثير اقتصاديا، فهي علاقة عكسية بين الدولار والذهب وبقية العملات الآخرى، فحين يرتفع الدولار يعني تراجع الذهب والعملات، فمرض وضعف الدولار له فوائد للأمريكان بالضرورة أكثر من قوة الدولار، فهذا سيمكن الاقتصاد الأمريكي أن يملك قوة بضعف العملة، وهو ما يحفز المصنعين والمصدرين للنمو والتصدير، لأنه في الطرف الآخر هناك العملة الصينية واليورو والين سترتفع ما يعني ارتفاع تكلفة السلع للتصدير، الآن الدولار يزداد قوة ويرتفع خلال الأشهر مقابل العملات الأخرى، والسؤال المباشر الذي يسأله الكثير ماذا نستفيد من تراجع الدولار والأسعار لم تتغير؟! سؤال منطقي ومطلب حقيقي. والإجابة ليست صعبة بالواقع لكي نفهم لماذا الأسعار لا تتغير بسرعة، أول الأسباب كم يدوم انخفاض أو دام انخفاض الدولار ؟ وهذا مهم فكلما طالت المدة " بالأشهر "سيكون هناك أثر وليس انخفاضا اليوم وننتظر ماذا يتغير غدا أو الأسبوع القادم. ثانيا المستوردون لديهم طلبيات مسبقة وبعضها لأجل بمعنى عقود طويلة لا تتغير معها الأسعار، كذلك أهمية كم مستوى الانخفاض فهل يشكل قيمة ملموسة ومؤثرة للتغير السعري؟ نعم تكون مؤثرة بالسلع التي أسعارها مرتفعة وزادت قيمتها. كذلك أهمية معرفة المخزون لدى الموردين، فقد يكون هناك موردون لا يستفيدون من الانخفاض في حال انخفض ثم ارتفع، فتفوت عليهم فرصة مهمة وكبيرة. الدولار ارتفاعه يخدم الدول التي ربطت نفسها بسعر صرفه، والعكس في الانخفاض، هذه هي الصورة العامة وليست التفصيلية، ولكن يجب أن يكون لدينا إدراك أن الأثر لن يكون مباشرا للأسباب التي ذكرتها. كذلك أهمية معرفة أن ارتفاع الدولار سيزيد أسعار السلع المقيمة بالدولار الأمريكي أي المنتجات الأمريكية لمن يشتري بعملات أخرى، فليس كل تاجر " في حالات " يستورد ريالا مقابل الدولار فهناك من يشتري الدولار بعملات أخرى، لحسابات سعر الصرف أنه يتوقع العملات أكثر قوة من الدولار مستقبلا. أتمنى أن تستمر قوة الدولار " المقبولة " لأنه سيزيد قوتنا الشرائية بالعملات الأخرى حين يصرف مقابل الريال. وبذلك نصل إلى أن الدولار ليس هو فقط من يحدد التضخم السعري من عدمه، فهناك تكلفة العمالة فهي مرتفعة أو ارتفعت، تكلفة الإيجارات للمحلات ارتفعت فلا شيء يتراجع هنا من مقياس ومعايير اقتصادية، ارتفاع قيم المواد أيا كانت فلا شيء يتراجع سعره، وهذه معطيات أمامنا، بعدها يمكن القول العملة وأثرها، فهي ليست المؤثر فقط بتحديد الأسعار ارتفاعا وهبوطا كتأثير جوهري، وهذا ما يجب أن نعي ذلك، في ظل نمو متسارع في هذا العالم سعريا لم يتوقف لليوم، وهذا ما يجب أن ندركه أن الأسعار لا يؤثر بها عامل واحد او عاملان بل مزيج من العوامل التي يكون تأثيرها مهما كل حسب نسبته. الأهم هنا أن نعلم أن هناك منافسة بين التجار، والقانون يجرم أي اتفاق للاسعار، بذلك كل يحاول الحرص على شريحته بالسوق، وهذا ما يخلق أجواء تنافسية مقبولة ومقنعة جدا.