شدد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على أن إيران هي جزء من المشكلة، وأنها محتلة لسورية لأنها تدافع عن نظام فقد شرعيته وتقتل السوريين في بلدهم. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير خارجية ألمانيا الاتحادية السيد فرانك فالتر شتاينماير في جدة يوم أمس. ضرورة استمرار جهود التحالف الدولي في إطار مؤسسي حتى يتم القضاء على الإرهاب وأكد الفيصل "لعب إيران دور في المنطقة يتوقف عليها، فليس هناك أي تحفظ على إيران كوطن ومواطنين وإنما التحفظ على سياسية إيران في المنطقة. فهي جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل. فمثلا في سورية لديها قوات تحارب السوريين. وليس من المعقول أن تأتي دولة خارجية وتدخل في حرب اهلية، ويمكن القول إن القوات الإيرانية قوات محتلة لأن النظام الذي طلب مساعدتها فقد شرعيته وبالتالي لا يمكن أن يكون ممثلا للشعب السوري. وإذا أرادت إيران الحل في سورية فعليها أن تسحب قواتها من داخل سورية". لا يمكن لليمن أن ينعم بالأمن إلا من خلال العيش المشترك القائم على المساواة في الحقوق والواجبات وكان الفيصل قد استهل المؤتمر بكلمة قال فيها "عقدنا جلسة مباحثات مثمرة وبناءة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في العديد من المجالات، وفي إطار اللجنة السعودية الألمانية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني، المزمع عقد دورتها التاسعة عشر في شهر مارس القادم بالرياض". مضيفا "فيما يتعلق بالقضايا السياسية، بحثنا مجمل الأوضاع في المنطقة وعلى الساحة الدولية، بما في ذلك جهود التحالف الدولي المجتمع الدولي دائماً ما يتحمل أعباء الاحتلال الإسرائيلي المقيت القائمة لمحاربة الإرهاب في كل من العراق وسورية، باعتباره مسؤولية دولية نشارك جميعا في تحملها، لدرء خطر الإرهاب الذي يهددننا، ويهدد الأمن والسلم الدوليين. وقد أكدت من جانبي على ضرورة محاربة الإرهاب في استراتيجية شاملة أينما وجد ومهما كانت مبرراته أو التنظيمات والدول التي تقف وراءه، وعن الأمل في أن جهود التحالف الدولي الراهنة قاصرة على مهمة محددة، وضرورة استمرارها في إطار مؤسسي حتى يتم القضاء على الإرهاب بشكل تام، حتى لو استغرق الأمر سنوات". الفيصل وشتاينماير في حديث خلال المؤتمر الصحافي وأشار وزير الخارجية إلى أنه تم بحث نتائج المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة الذي استضافته القاهرة وشاركت فيه المملكة وألمانيا، وقال "بلدانا من الدول الأعضاء في لجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية، وإذ تنوه المملكة بالمؤتمر وبجهود الشقيقة مصر وجميع الدول المشاركة فيه، إلا أننا نرى في نفس الوقت أن المجتمع الدولي دائما ما يتحمل أعباء هذا الاحتلال الإسرائيلي المقيت إلى جانب الشعب الفلسطيني. وعليه فإننا نشدد على أهمية إيجاد حل نهائي وعادل ودائم وشامل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في وطن مستقل وآمن وقابل للحياة". النظام السوري جعل الأراضي السورية وكراً للإرهاب.. ولا يمكن الوثوق ببشار فيما يتعلق بالأزمة السورية، التي تعيش عامها الرابع، لابد من الإشارة إلى أن ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح أراضية للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتلهم وتشريدهم، بل ساهم وبشكل كبير في جعل الأراضي السورية وكرا للإرهاب الذي وجد ملاذا آمنا يعبث في أراضيها ويهدد المنطقة والعالم تحت سمعه وبصره، ونحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والعمل على تسريعها لحل هذه الأزمة وعلى أساس مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سورية وفق ما نص عليه إعلان (جنيف 1) ، كما أننا متفقين على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به، وأنه لا يمكن أن يكون جزءا من الحل باعتباره فاقد للشرعية. الأمير عبدالعزيز بن عبدالله والسفير أسامة شبكشي خلال المؤتمر الصحافي (عدسة - محسن سالم) واضاف: استعرضنا تطورات الأوضاع في اليمن، والأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها مؤخرا، ولابد من الإشارة هنا إلى أن اليمن بتركيبته الجغرافية والديموغرافية لا يمكن له أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا من خلال العيش المشترك القائم على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكوناته الاجتماعية والمذهبية دون تغليب فئة على الأخرى، وهذا الحل قدمته المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، لذلك فإننا ندعو اليمنيين بكافة أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تحكيم لغة العقل على صوت السلاح وتغليب مصلحة اليمن الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة، والحرص على عدم المساس بالشرعية وعدم خدمة مصالح أطراف أجنبية في المنطقة لا تروم الخير لليمن ولا لشعبة وحتى للأمة العربية. من جانبه قال شتاينماير "هذه زيارتي الثانية كوزير لخارجية ألمانيا وكانت فرصة لتبادل الآراء مع ممثلي المجتمع المدني، مما أتاح لنا نظرة عميقة للمجتمع الذي معظم أفراده من الشباب. ولابد من فهم المنطقة عبر الزيارات". مضيفا "عندنا علاقات طيبة مع المملكة لاسيما في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية، وخير دليل على ذلك أن ألمانيا سوف تصبح عام 2015 ضيف الشرف في مهرجان الجنادرية". واستطرد شتاينماير" قبل أسبوعين كان لي لقاء مع الأمير سعود في نيويورك حول الأوضاع في الشرق الأوسط، وكان هذا اللقاء قبل الأحداث الأخيرة في اليمن، لذلك خصصنا وقت أطول خلال هذا اللقاء لمناقشة الأوضاع في اليمن. وبفضل المملكة ودول الخليج بدأ اليمن عملية تحول، ولكن الآن يتم تقويض هذه العملية من قبل البعض في اليمن". مشيرا إلى الاتفاق على العمل المشترك ضد داعش وبحث السبل الكفيلة لإيجاد إستراتيجية سياسية مواكبة للعمل العسكري. وقال شتاينماير "أود أن اوضح أن ما نتفق عليه في ألمانيا أننا نرفض أي محاولة للخلط بين الإسلام والتنظيمات الارهابية. فنحن نرفض داعش ونشكر جميع من يرفض أيديولوجية داعش ومن يقومون بهذه الأعمال البشعة، وهؤلاء لا يجوز لهم حتى أن يذكروا القرآن الكريم".