بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام رحلة العودة إلى أوطانهم سالمين غانمين بعد أن منّ الله عليهم بأداء نسكهم بأمن وسهولة ويسر وطمأنينة تامة وبمتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -يحفظهم الله- في ظل تكامل كافة الخدمات التي وفرتها حكومة المملكة والتي تمكنت بفضل المولى عز وجل من تحقيق نجاح كبير لكافة الخطط الموضوعية لحج هذا العام 1435ه. وقد استقبل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح يوم امس الاثنين الثاني عشر من شهر ذي الحجة ثاني أيام التشريق في جو آمن مطمئن تحفهم عناية الله ورعايته ثم جهود العاملين الذين جندتهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لخدمة ضيوف الرحمن. حيث قام ضيوف بيت الله الحرام برمي الجمرات الثلاث اتباعا لسنة الهادي المصطفى صلى الله عليه وسلم مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. وتوجه الحجاج المتعجلون يوم أمس إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع اتباعا لقول الحق تبارك وتعالى (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون). وقد بدات إدارة المرور في تنفيذ المرحلة الرابعة والأخيرة من يوم امس الاثنين الثاني عشر وتستمر لليوم الثالث عشر من ذي الحجة وهي عبارة عن النفرة من منى إلى مكةالمكرمة وإلى خارجها وهذه المرحلة تعتبر مرحلة مهمة. وأضافت إدارة مرور العاصمة المقدسة إلى أنه سيتم توحيد بعض الطرق أثناء النفرة من منى إلى مكة استعدادًا لدخول الأعداد الكثيفة من الحجاج إلى المنطقة المركزية وهذه الطرق هي طريق الملك عبدالعزيز وطريق المسجد الحرام وطريق شارع إبراهيم الخليل وطريق ريع بخش، كما سيتم الاستفادة من بعض الطرق وخصوصاً الطرق الدائرية التي أنشئت هذا العام، وهي من المشروعات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لاستخدامها مؤقتًا للتخفيف من الحركة المرورية على الطرق الأخرى. وتضمنت خطة المرور نفرة منى 50% من الحجاج المتعجلين يوم امس و50% اليوم الثالث عشر لغير المتعجلين وذلك للتخفيف على المسجد الحرام حيث سيتم ذلك بالتنسيق مع القيادات المرورية المختلفة بحيث تسهم في إتمام عملية النفرة من منى إلى مكةالمكرمة بكل يسر وسهولة ودون إعاقة للحركة المرورية. وذلك لأن وجهة هؤلاء الحجاج بعد وصولهم إلى المنطقة المركزية إمّا التوجه إلى محافظة جدة أو الطائف أو المدينةالمنورة، وعدم حاجتهم إلى العودة إلى مشعر منى إضافة إلى عدم وجود محاور رئيسة فعّالة خارجة من المنطقة المركزية تنقل الحجاج الذين قضوا مناسكهم في الحرم ممّا يؤدّي إلى عرقلة الحركة المرورية لساعات طويلة. ولقد ساهمت تلك التغيرات على الحركة في انسيابية الحركة المرورية قياسًا بالأعوام السابقة من مشعر منى إلى الحرم ومن ثم إلى خارج المنطقة المركزية، وأدى ذلك إلى عدم توقف حركة السير بسبب وجود مسارات دائمة الحركة بالطرق المستحدثة. وساهمت الخطة الموضوعة في سرعة تفريغ المنطقة المركزية من الحجيج الذين قضوا مناسكهم في الحرم بنسبة عالية لزيادة استيعابية حركة الدخول من مشعر منى. كما عمل رجال الأمن على تفعيل مبدأ فصل حركة المركبات عن حركة المشاة وتخصيص مسارات إضافية للمشاة في أوقات الذروة في طريق الملك عبدالعزيز، وطريق إبراهيم الخليل دون توقف المركبات، وبدأ تنفيذ هذه المستجدات على الحركة المرورية من الساعة (11صباحًا) حتى الساعة (12 ليلاً) من اليوم نفسه. وأكدت قيادة طيران الأمن بأن طائرات القيادة تواصل مهامها اليومية بطلعات مستمرة للقيام بمهام المسح الجوي والتركيز بكثافة على مشعر منى لمتابعة الكثافة البشرية أثناء نسك رمي الجمرات ومراقبة الحركة المرورية، وتستمر الرحلات المجدولة طيلة أيام التشريق حتى نهاية اليوم الثالث عشر، مؤكداً أن الطائرات المتواجدة في سماء العاصمة المقدسة جاهزة للإخلاء الطبي، ومزودة بأحدث التجهيزات الطبية والكوادر المتخصصة ذات التأهيل العالي من الخدمات الطبية بطيران الأمن، لنقل الحالات الحرجة جواً إلى المستشفيات. وأوضحت قيادة قوة الدفاع المدني بأنه تم دعم الحرم المكي بما يزيد عن 3000 رجل دفاع مدني ينتشرون على مدار الساعة في أكثر من 35 نقطة يتم زيادتها إلى 56 نقطة في أوقات الذروة بدءاً من ظهر أمس لتقديم الخدمات الإسعافية لضيوف الرحمن من المرضى وكبار السن والحجاج الذين يتعرضون للسقوط والإجهاد أثناء السعي أو الطواف والتدخل لمواجهة أي حالات طارئة أخرى. في حين سيمكث الحجاج الراغبون في التأخر إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة في مشعر منى ويرمون اليوم الجمرات الثلاث كما رموها في يومي الحادي عشر والثاني عشر مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى. يتوجهون اليوم إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع ومن ثم يغادرون إلى أوطانهم وألسنتهم تلهج بالشكر لله سبحانه وتعالى على ما من عليهم من أداء مناسك الحج رافعين أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وسمو وزير الداخلية وجميع العاملين في حج هذا العام خير الجزاء على ما قدموه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وتأمين حجهم وسلامتهم. وكان لكافة الخطط الموضوعة بعد توفيق الله بالغ الأثر في نجاح موسم حج هذا العام نجاحا باهرا وكان لمنشأة الجمرات الدور الكبير في استيعاب الحشود الهائلة من حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا تباعا لرمي الجمرات في راحة وطمأنينة بفضل الله عز وجل ثم بفضل خطة تفويج الحجاج عند جسر الجمرات حيث قامت قوات الأمن بتحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين من الجسر عبر مسارات متعددة لا يكون هناك تداخل بينهم يشرف عليها رجال الأمن بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة للتأكد من الالتزام بالجدول الزمني المحدد لتحرك جموع الحجيج. وكان لكثافة رجال الأمن وغيرهم من الجهات المعنية بخدمة الحجيج أيضا دور كبير في تنظيم حركة التفويج على الجسر لمنع الاختناقات والتدافع واستشعارا للشرف العظيم الذي يضطلعون به لخدمة إخوان لهم جاؤوا طلبا لمرضاة ربهم ولأداء ركن من أركان الدين الإسلامي الحنيف. تنظيم رائع لحركة المشاة على جسر الجمرات المتعجلون في طريقهم لمغادرة منى ضيوف الرحمن ينعمون براحة وأمان في جسر الجمرات رمي الجمرات للمتعجلين من ضيوف الرحمن الحجاج يرجمون الشاخص المتعجلون يرمون الجمار