- الأضحية ، سنة مؤكدة وشعيرة من شعائر الإسلام لمن استطاع ، وهي من أعمال الخير في هذه الأيام المباركات التي يكره تركها مع القدرة ، فبها يتقرب العبد إلى ربه ويتواصل مع إخوانه ويدخل السرور على الفقراء ويفرح الجميع بالعيد . - وللأضحية أحكام وضوابط وشروط وضعها النبي صلى الله عليه وسلم ، وبينها وبين الصحة ارتباط وثيق ، وبين هذه الشروط والمحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض التي يمكن أن تنتقل من هذه الحيوانات أثناء الذبح وبعده ارتباط قوي . - فصحة الانسان مرتبطة بجودة ونوعية ما يأكل ، ومن هذا المنطلق فإن الاختيار الجيد لأضحية العيد أمر مهم من الناحية الدينية و الصحية وهو مطلب شرعي ومقصد من مقاصد الشريعة التي تحث على المحافظة على الصحة في كل زمان ومكان وحتى ونحن نتقرب بذبح هذه الأضاحي قربة لله . - كيف نحافظ على الصحة وما هي طرق الوقاية : • شروط الأضحية : - يجزئ في الأضحية من الضأن ما اكتمل له ستة أشهر ومن المعز ماله سنة ، ومن البقر ما كمل له سنتان ، ومن الإبل ما كمل له خمس سنين . - ويستحب أن تكون الأضحية سمينة، عظيمة، حسنة، ويجب أن تكون خالية من العيوب التي تؤثر في وفرة لحمها، وجودته، ولهذا فلا يجزئ التضحية بالعوراء أو العرجاء، أو المريضة التي لايرجى برؤها، أو العجفاء الهزيلة، أو العضباء التي ذهب أكثر من نصف أذنها أو قرنها،لما روى عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع لا يجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها،والعجفاء التي لا تنقى". - فحث النبي صلى اله عليه وسلم على اختيار الأفضل ، الخالية من العيوب والأمراض والتأكد من ذلك ، فالله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبا . - وهذه نصائح مهمة وخطوات عملية يوصي بها المختصون بالطب البيطري للوقاية من الأمراض التي تتعلق بالأضحية : أولا: قبل الذبح: 1- يجب أن تكون فتحات الأنف نظيفة وجافة، ولا يوجد بها آثار إفرازات مائية أو مخاطية أو صديدية، أو أي تقرحات وأغشيته المخاطية وردية اللون . 2- يجب أن تكون العيون لامعة براقة لا يوجد بها التهابات أو احمرار أو أي عتامات ببياض أو عدسة العين، وكذلك عدم وجود إفرازات دمعية مائية أو صديدية، أو التهابات في الجفون وما حولها، علما بأن الاحمرار الشديد للعين يدل أحيانا على وجود حمى عند الأضحية مما يؤثر بشكل كبير على صلاحيتها للاستهلاك. 3- اتصال الصوف والتصاقه بالجلد ولمعته وعدم وجود قاذورات شديدة به وانتشاره بانتظام على جميع أجزاء الجسم، وعند نزع الصوف لا يتم نزعه بسهولة حيث إن نزع الصوف والشعر بسهولة يفيد بأن الحيوان مصاب بالطفيليات الخارجية أو الداخلية. 4- أن تكون فتحة الشرج في الحيوان نظيفة وليس بها كمية كبيرة من البراز حول فتحة الشرج أو آثار إسهال أو مخاط أو دماء (قطرات أو نقط دم) حول فتحة الشرج وعدم وجود تقرحات باللية بالنسبة للأغنام. 5- بالنسبة للفم يجب أن تكون الأسنان سليمة حسب العمر حيث تكون الأسنان جميعها لبنية حتى عمر 9 شهور ثم يبدأ في استبدال أول زوج من الأسنان عند عمر 9-12 شهرا ويجب ألا تكون هناك تقرحات باللثة أو اللسان أو وجود تجمعات لعابية وفقاعات خارج الفم. 6- أن يكون البراز الخاص بالحيوان متماسكا وعلى هيئة كرات صغيرة في الأغنام، وليس لينا أو مائيا وليس يابسا خشنا. 7- أن تم عملية التبرز والتبول دون معاناة أو تعسُّر بما يفيد بوجود بعض الالتهابات التي تصيب الجهاز البولي والأمعاء. 8- أن يكون الحيوان الذكر الخروف له قرون واضحة ومتماسكة، وأن تكون الخصيتان سليمتين ومتماسكتين، وعند الضغط الخفيف عليها لا يتألم الحيوان، وأن يتم التأكد من وجودهما حيث إن عدم وجود الخصيتين يفيد بأن الحيوان ذكر مخصي، أو أنثى، وتكون للأنثى فتحة أخرى غير فتحة الشرج هي فتحة المهبل حتى يتم تفرقة الأنثى، وليس لها قرون. وفي حالة الذكر المخصي لا تكون له قرون ويكون كيس الخصية موجودا وضامرا ولا يوجد بداخله سوى بعض الدهون، ويجب أن نعرف أن الحيوان المخصي تكون في لحومه نسبة عالية من الدهون المترسبة على اللحوم أكثر من الحيوان غير المخصي. 9- أن يكون جسم الحيوان سليما من الجروح والكسور وعلامات العرج وأن يكون نشيطا وشهيته مفتوحة للغذاء. هذه هي أهم علامات الخارجية الظاهرية التي تكشف الحالة الصحية للحيوان قبل الذبح. ثانيا: إعداد الحيوان للذبح وسلامته: 1. يبدأ إعداده للذبح عن طريق إراحته قبل الذبح بفترة لا تقل عن 6-8 ساعات حتى تكون العضلات والقلب في حالة استرخاء وتكون الأوعية غير محتقنة، وإذا تم إنزال الحيوان من سيارة تنقله من مسافات بعيدة فيجب إراحته 12 إلى 72 ساعة قبل الذبح؛ لأن ذبح الحيوان المجهد يؤدي إلى نقص كمية الحمض في العضلات، وهو الوسط المسؤول عن قتل البكتريا الضارة وتكسير الخيوط العضلية باللحم ليصبح سهل المضغ والبلع، علاوة على أن ذبح الحيوان المجهد يجعل لونه أحمر داكنا مما قد يشير إلى أن عملية النزف خلال الذبح لم تحدث بصورة كاملة. - ثم يقدم الماء إلى الحيوان قبل ذبحه بساعتين حتى يتم التخلص من الفضلات وتخفيف أي احتقانات موجودة بأي أوعية دموية في الجسم وخروج الفضلات من البول والبراز بسهولة و لتقليل أعداد البكتريا الموجودة في الأمعاء ولتسهيل عملية السلخ ونزع اِلأحشاء الداخلية، ويتم هذا بالتزامن مع تصويم الحيوان عن الطعام من 8 - 12 ساعة على الأقل قبل الذبح حتى يتحقق النزف بصورة أفضل ولتقليل هجرة البكتريا من القناة الهضمية إلى العضلات والتي تحدث خلال عملية الهضم. - بشكل عام، لكي نتأكد من سلامة الحيوان، يجب شراؤه قبل الذبح بأسبوع على الأقل إن أمكن ، مع وضعه في مكان معزول عن مكان معيشة الإنسان، وذلك حتى نستطيع أن نراقب صحته خلال هذا الأسبوع ونتأكد مما إذا كان يعاني من أي مرض أم لا، ونستطيع كذلك أن نتيح له الأدوية التي قد تعطى للحيوان قبل شرائه، مثل المضادات الحيوية ومضادات الديدان، وإعطاء فرصة كافية لكي يزول أثرها من جسمه ويتخلص منها؛ فلا تضر الإنسان عند تناول لحومها. 2- قبل البدء في الذبح يجب ألا تكون يد الشخص الذي سيذبح مجروحة وإلا فيجب تغطية الجرح أو لبس قفازين للوقاية من الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الجروح .و يذبح الحيوان بسكين حاد، ولا ننسى التسمية قبل الذبح على أن يكون الذبح من منطقة النحر ومن أسفل الرقبة بحوالي 5 سم وألا يكون الذبح قريبا جدا من الرأس خوفا من اختناق الحيوان لوجود الحنجرة في هذه المنطقة. ويتم الذبح بالمرور على الأوردة وقطعها والتأكد من ذلك حيث إنه في الحالة الطبيعية يتم نزف 65% من دماء الجسم في حالة الذبح المثالية ويتبقى 35% من الدماء في العضلات والقلب والأوعية الدموية المنتشرة بالجسم دون أي أضرار على الإنسان، ولكن بقاء الدم بنسبة كبيرة من الدماء في القلب والعضلات والأوعية الدموية يعرض اللحوم للفساد السريع ويؤدي إلى عدم استساغتها، وبالتالي تقل صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، ومن هنا جاءت حكمة الشرع في عدم ذبح الحيوان المريض أو المجهد أو الذي لا يتم ذبحه ذبحا سليما؛ لأن ذبحه يؤدي إلى عدم النزف الكامل وبالتالي فساد اللحوم وعدم صلاحيتها. 3- يجب الانتظار والتأكد من أن الحيوان قد أنهى عملية التيبس الدمي بعد الذبح وهي أن يضرب بأرجله الأمامية والخلفية ويصدر صوتا من منطقة القصبة الهوائية والحنجرة، وتنسكب الدماء من الأوردة والرقبة حتى تنتهي هذه العملية تماما. ويترك لينزف دمه تماما بشكل كامل، وتستغرق العجول مدة 6 دقائق، والخراف حوالي 5 دقائق، وذلك قبل بدأ عملية السلخ التي يجب أن تتم بسرعة عقب إتمام عملية النزف لأن تأخرها يعجل بتعفن الذبيحة. 4- يبدأ بعد ذلك السلخ عندما يتم نزف الحيوان تماما فيتم نزع الجلد بسهولة وتقطيع اللحوم بسهولة وتكون اللحوم بعد تقطيعها ساخنة وتسمى في هذه الحالة باللحوم الطازجة ويلاحظ دائما في المستهلك أنه يقبل على اللحوم الساخنة على أنها جيدة وممتازة في الطعم. والحقيقة أن اللحم الساخن الطازج بعد ذبحه مباشرة يكون غير مناسب للاستهلاك من الناحية الصحية حيث إن نسبة البكتريا والأحماض والتفاعلات الكيماوية تكون عالية ويستحسن أن توضع اللحوم بعد ذبحها في التبريد تحت الثلاجة من 4-8 درجات مئوية لمدة معينة وذلك للتقليل من نسبة الميكروبات واستقرار التفاعلات الكيماوية في العضلات وتصبح مناسبة للاستهلاك والنضج . - ملاحظات حول عملية السلخ : قبل السلخ، يجب ألا يُضخ الهواء تحت الجلد؛ لأنه يمكن أن يؤدي إلى دخول الميكروبات مع الهواء وانتقالها للذبيحة، وتبدأ عملية السلخ بإرقاد الحيوان على ظهره وقطع أرجله الأربع من عند الركبة، ثم قطع الجلد من عند الركبة حتى الذيل، وسلخ الرجل كاملة، ثم نقوم بعمل قطع طولي من الرقبة حتى البطن، ويبدأ السلخ من مكان القطع ويتحرك ناحية الجوانب، ويكون حد السكين في السلخ من الداخل لمنع تلوث الذبيحة بالشعر والقاذورات ويترك الجلد عالقا من الجوانب حول الظهر حتى لا تلتصق الذبيحة بالأرض، وبعد ذلك ترفع وتعلق من الأرجل الخلفية ويستكمل السلخ، ثم تغسل الذبيحة تماما، وبعد تمام الغسل ترقد على ظهرها مرة أخرى لنزع الأحشاء الداخلية . نزع الأحشاء وفحص الذبيحة: عملية نزع الأحشاء الداخلية مهمة جدا؛ لأن أي خطأ فيها قد يؤدي إلى انتشار الميكروبات داخل العضلات؛ لذا تنزع الأحشاء بحذر عن طريق عمل قطع في منتصف البطن مع تجنب خرق المعدة والأمعاء والمثانة لأنه إذا خرقها سكين التنظيف ستكون مصادر عالية للتلوث. بعد تمام نزع الأحشاء، يتم فحص الذبيحة في إضاءة جيدة، فإذا كان دم الذبيحة باهت اللون فهو دليل على إصابتها بالأنيميا، وهذا غير ضار عند تناول لحمها، ولا يؤثر على جودته، أما إذا كان لون الدم داكنا أكثر من الطبيعي فهذا دليل على أن الحيوان كان محموما، والحيوان المحموم لا يؤكل، وهذا أمر يمكن تفاديه عند الشراء. في حالة الأغنام والماعز قد نلاحظ وجود رائحة بول في اللحم وهي تختفي تدريجيًّا بالتبريد وتعود بالتسخين عند غلي اللحم أو شوائه، ويمكن تجنب ذلك بخصي الذكور من 10 إلى 12 أسبوعا قبل الذبح، وذلك لأن الهرمون الذكري "التستوستيرون" هو الذي يسبب هذه الرائحة ويزيد من نشاط الحيوان فيقلل من القدرة على تسمينه قبل ذبحه. أما في حالة الأبقار فقد يؤدي أكل الحيوان لنباتات معينة كالكرنب مثلا إلى راحة كريهة تزول بتجميد اللحم لمدة 24 ساعة قبل طهوه أو شوائه، وهنا تبدو أهمية شراء حيوان الأضحية قبل الذبح بأسبوع كامل على الأقل لنتأكد من تخلص جسمه من تأثير الأدوية والعقاقير التي قد تعطي لحمه رائحة وطعما غير مقبولين. • علامات.. مقبولة وغير مقبولة : - يكثر في حيوانات المراعي أن يكون لون لحمها مائلا للصفرة نتيجة ارتفاع نسبة صبغ الكاروتين وهي المادة الأولية لفيتامين (أ)، وهذه صفرة غير ضارة، خلافا للحوم الحيوانات المريضة بالصفراء، ويمكن التفرقة بينهما ببساطة من الرائحة المصاحبة، حيث لا توجد رائحة لصبغة الكاروتين، بينما تكون رائحة تشبه رائحة البراز وتكون واضحة جدا في حالة الحيوان المريض بالصفراء، بالإضافة إلى أن صبغة الكاروتين توجد في الأنسجة الدهنية فقط، أما الصفراء فتوجد في الأنسجة الدهنية والأنسجة الليفية البيضاء. - في ذبيحة الأبقار، ينبغي أن ننتبه لوجود حويصلة دائرية أو بيضاوية، بيضاء اللون، ويكون حجمها حوالي 5, في 1 سم، ويمكن أن توجد في عضلات الوجه واللسان والقلب والكتف والحجاب الحاجز والمريء والكبد والرئة والغدد الليمفاوية والدهون؛ لأن هذه يرقات الدودة الشريطية التي تكون الأبقار عائلها الوسيط وتنقلها للإنسان، وعند وجود أكثر من حويصلة في منطقة بمساحة قبضة اليد في مناطق مختلفة من الذبيحة، فهي غير صالحة بتاتا للاستهلاك الآدمي، وإذا وجدت في مناطق محدودة فيعدم العضو المصاب، وقد توجد عقد درنية وهي معدية تصيب الإنسان بالاستنشاق أو البلع، لذا يجب أن نعدم العضو الذي يحتوي عليها. - وإذا وجدت دودة الفاشيولا البنية التي تشبه ورقة الشجر، في القنوات المرارية بالكبد، فإنه أيضا يعدم ولا يؤكل، وكذلك الحال إذا وجدت ديدان الإسكارس في الأمعاء، فإنها لا تصلح للأكل أبدا على الرغم من أنها قد تبدو سليمة بلا مرض. - وفي الأغنام، لا يؤثر وجود يرقات ذبابة (أستراس أوفيز) في رأسها على جودة لحومها، حيث إنها تضع بيضها في أنوف الأغنام ويفقس البيض ليعطي يرقات دودية تعيش في التجويف الأنفي أو بالقرب من المخ وتتطور إلى ذبابة كاملة وتطير مغادرة الحيوان. - وفي كل الذبائح ينبغي مراعاة أن يكون لون الرئة ورديا وإذا تغير كأن يكون أحمر داكنا أو فقدت ملمسها الإسفنجي وصارت متحجرة، ففي هذه الحالات لا تصلح للاستهلاك أبدا لأنه يدلل على إصابة الحيوان بالدرن أو التهاب مزمن بالرئة. - وعموما يفضل أن يتم الذبح في مجزر لضمان النظافة وعدم انتشار الأمراض، ويراعى مع الذبح في المنازل ضرورة تنظيف المكان والأواني والأدوات المستخدمة والأجزاء السفلية من الحوائط باستخدام ماء عالي الضغط مع مادة منظفة كالكلور أو الصودا الكاوية. • ملاحظة : يجب ألا يؤكل أي جزء من الأضحية إلا بعد أن يطهى جيدا وذلك لأن اللحوم النيئة قد تنقل بعض الميكروبات التي تموت بالحرارة . - وهذه بعض المراجع التي تم الاستفادة منها ويمكن الرجوع إليها : http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-HealthScience%2FHSALayout&cid=1176025492742 http://www.sciencesway.com/vb/archive/index.php?t-11249.html http://www.alkherat.com/vb/showthread.php?14465-%D8%D1%DE-%D0%C8%CD-%C7%E1%C7%D6%CD%ED%C9-%C8%C7%E1%D5%E6%D1 http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=428637&pg=1 http://seha.alriyadh.gov.sa/ar/contents.aspx?aid=4482 http://www.onislam.net/arabic/health-a-science/science/92162-2004-01-28-000000.html وكل عام وأنتم بخير . * استشاري مساعد طب أسرة