بعد غد تحل علينا الذكرى الرابعة والثمانون لقيام المملكة العربية السعودية على يد الموحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. إنه يومنا الوطني الذي نستذكر فيه الأمجاد ونحمد الله على ما تحقق للبلاد من تطور ونماء، وفي الوقت نفسه تظل أعيننا متطلعة إلى مستقبل مشرق مضيء بإذن الله. هذه الذكرى تجيء هذا العام وسط ظروف حوالينا متقلبة يمنة ويسرة، ووسط أخطار محدقة بنا تتسع دائرتها يوما بعد يوم، وتختلف مصادرها وتوجهات من يقف وراءها. في كل مناطق المملكة ومحافظاتها ومراكزها سيفرح الجميع بهذه الذكرى الوطنية المتجددة وسيعبرون عن مشاعرهم بطرق مختلفة وفق ما يتوفر لهم من إمكانات، وما يتم رسمه لهم من خطط لكل الأنشطة والفعاليات. عين الرقيب ستتسع حدقتها ويزداد تركيزها علينا في يومنا الوطني ليرى كيف يعبر الشعب عن فرحته وكيف يترجم هذه الفرحة إلى تلاحم وتفاخر وتباهٍ بما تحقق في المملكة من نمو وتطور يصحبه أمن واستقرار في كل المناطق وسط أجواء خارجية تعج بالفتن ومظاهر العنف والإرهاب. إننا مطالبون في هذه الذكرى، وفي هذا الوقت بالذات أن تكون مظاهر احتفالاتنا بيومنا الوطني مرآة تعكس ما نعيشه على أرض الواقع من أمن وأمان. إننا مطالبون بأن نُبرز للآخرين كيف أننا ملتفون حول قيادتنا وداعمون ومناصرون لها. إننا مطالبون بأن نقدم الدليل بأن لا خوف لدينا وأننا قادرون على ردع المعتدي والتصدي لكل من يحاول النيل منا. في كل مناطق المملكة ستقام احتفالات يشارك فيها أبناء الوطن بكل حماس وتفاعل، ولكن ماذا نريد من هذه الاحتفالات؟. لا نريد لها أن تدور في فلك المعتاد وتقتصر على معالم الزينة وإطلاق الألعاب النارية والتجمهر في الشوارع وإشاعة الفوضى. نريد في احتفالاتنا هذا العام أن يلمس كل مشارك ومشاهد لها أن تكون شوكة في نحر كل مشكك في ولاء وانتماء أبناء الوطن لوطنهم، وفي نحر كل من يراهن على قوة ومكانة المملكة على الصعيدين المحلي والدولي. نريد أن نرفع راياتنا الخضراء خفاقة تزينها (لا إله إلا الله) وغيرها من عبارات الولاء للوطن وقيادته ترافقها فعاليات تنبض بروح الوطن. الذكرى الرابعة والثمانون تعني لنا بكل وضوح وجلاء أن هناك بناء شامخا تضاف له في كل عام لبنة جديدة. في هذا العام رسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله شكل وأبعاد هذه اللبنة، وأكد أنها لبنة الحرب على الإرهاب بكل أشكاله ومن يقف وراءه. من هنا حذّر وتوعد حفظه الله وناشد المجتمع الدولي وقياداته سرعة التحرك للتصدي لهذا الإرهاب. يوم الثلاثاء القادم هو يوم الوطن فلنوحد الجهود ونثبت للجميع أننا شعب واحد يفخر بماضيه، ويزهو بحاضره، ويتطلع لمستقبل تتعمق فيه كل نواحي الوحدة والانتماء.. ونحن بإذن الله قادرون.