أن تحاول بالكلمات أن تعبر عن ذلك الفيض من مشاعر الحب والانتماء لبقعة من الضوء تسكن أعماقك وتحتويك حتى تستشعرها تخالط نبضك، أنفاسك، فحتما ستعجز !! وهذه حال أقلامنا وهي تحاول أن تطرز امتداد البياض بشيء مما يختلج الفؤاد في ذكرى يوم الوطن، ليكون بوحا صادقا يحمل في مضامينه صدق الولاء والفداء لكل ذرة رمل من وطني الذي تفرد عن باقي الأوطان ليبقى منارة الأرض ومركزها. واليوم والذكرى الثمانون تعبر بنا لن نقف لنقارن السنوات ونحصي الإنجازات وكيف كنا وكيف أصبحنا ؟؟ بل لنقيس مستوى البهجة بهذه الذكرى بين الأمس واليوم، عندما كانت تغادرنا والفرح زهر لا يفوح له عبير، أما اليوم فشيء فينا تجاوز حد الفرح، وحلول الذكرى ثقافة جديدة تجاهد لإعادة صياغة تلك المفاهيم المتعمقة لدى البعض عن الجائز وغير الجائز حول الاحتفاء بالمناسبات الوطنية وضرورة تفعيل المناسبة بما يليق بذكرى توحيد أمة ووطن. كبرنا والاحتفال بذكرى اليوم الوطني يعني أن تبث وسائل الإعلام الأناشيد الوطنية وتستعرض ماضي الوطن وحاضره مع إبراز ملامح التطور في مجالات عدة، وهكذا كنا نعايش المناسبة، وروح الحماسة يصل ذروته بفعل ذلك الحشد المكثف للمشاعر الوطنية من خلال سماع أغنية لأجل الوطن أو قصيدة شعر تشيد به. وفي حاضرنا لم يعد الاحتفال بالذكرى وميضا يوقظ الذاكرة ثم يمضي بل أصبح مناسبة وطنية واحتفاء يجسد أهمية هذا التاريخ لنا كشعب سعودي، حتى بات الكبار والصغار يرقبون هذا اليوم بشغف يعكس حس الوطنية وصدق الانتماء والرغبة في إظهار تلك المشاعر بما يتفق والأنظمه العامة ويليق بالمناسبة. وهذه حكمة الملك عبدالله يحفظه الله في ضرورة إبراز الذكرى والاحتفاء بها على مستوى الوطن حتى تتعمق فينا وتربط حاضرنا بالماضي الذي سجل فيها بطولات وأمجادا جديرة بأن تخلد. وحقيقة إن البهجة حاضرة في كل جزء من وطننا الحبيب وهناك مظاهر للاحتفال بذكرى اليوم الوطني كثفت فيها الاستعدادات بجهد واهتمام واضحين كما لمسنا في جهود اللجان المشرفة على تنظيم الاحتفال في منطقة نجران والتي يتابع سير عملها بصفة شخصية أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله الذي جعل من الاحتفال حدثا وطنيا بهيجا تعيشه المنطقة بل وأتى تزامنه هذا العام مع تواجد ما يقارب 4000 كشاف يشاركون في فعاليات المشروع الكشفي ( أنا الوطن ) الذي تنفذه جمعية الكشافة العربية السعودية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.. وصدقا نسجل لسموه عظيم الشكر لإيقاظه مشاعر الفرح فينا ولسمو وزير التربية على موافقته بإقامة فعاليات المشروع الكشفي في نجران وما صاحبه من تواجد لشخصيات من خارج وداخل الوطن، ولعل في زيارة سمو الوزير بشخصه الكريم لنا خيرا يلحق به غيث تخضر له الأرض وتغادرنا مواسم الجاف !!!. فاطمة آل تيسان عكاط