ادى ارتفاع اسعار الوقود الاحفوري (البترول والغاز) الى تسارع وتيرة البحث عنه بصورة مكثفة في ظل زيادة الطلب العالمي وأفضى ذلك الى تسخين اجواء الخلافات السياسية بين بعض الدول العالمية التي تشترك في الحقول النفطية الحدودية رغم ان هذه الدول تحاول ان تنحي خلافاتها السياسية جانبا والتركيز على الاستثمارات النفطية للاستفادة من الثروات الطبيعية واستغلال تنامي الأسعار في تشكيل عائدات مالية ترفد بها ميزانياتها. وبرز معظم هذا التنافر بين دول آسيا الوسطى وشرق آسيا حيث لوحظ خلال الربع الأخير من العام الماضي وبداية هذا العام نشاط في الاستثمارات الطاقوية والبرامج الاستكشافية في مناطق حدودية لا يزال توزيع ثرواتها التي تكمن في اديم اراضيها محل خلاف ومنها على سبيل المثال المناطق بين الصين واليابان رغم اعلان شركتين يابانيتين أمس الأول عن عزمهما على البدء في برنامج استكشافي عن النفط والغاز في بحر الصين الشرقي ما قد يرفع درجة الخلاف بين الدولتين على الثروات الحدودية التي لم يتم الاتفاق على تقسيمها او كيفية استثمارها اذ ظلت المحادثات بين الطرفين تسير بصورة سلحفائية مع تخوف اليابانيين من ان تفضي الاستكشافات الصينية الى امتصاص الغاز من مناطق ترى انها ضمن ثرواتها الطبيعية. وتظهر الخلافات جلية ايضا في الدول المطلة على بحر قزوين حيث بقيت ثرواته النفطية دون توزيع يرضي جميع الدول المتشاطئة على هذا البحر المغلق رغم قيام بعض المشاريع مثل انشاء خط لأنابيب النفط يعبر شبه جزيرة البلقان لنقل النفط الخام من بحر قزوين الى اوروبا الغربية والاستثمارات الفردية من بعض الدول في محاولة لاحياء الإنتاج من بحر تحيق به خلافات ومناطق ساخنة سياسيا. وتحاول الدول المنتجة للنفط ان تستغل تنامي الأسعار وضخ كميات من النفط للاستفادة من العائدات في تنمية الصناعة النفطية وتحاول ان تدفع بهذه الكميات بصورة متزنة لا تحدث اغراقا يهوي بالأسعار فعلى سبيل المثال تسعى العراق الى اصلاح منشآتها النفطية المدمرة لاعادة انسياب النفط في نهاية الشهر الحالي كما اعلنت مجموعة شل انها اعادت الإنتاج من حقل (دروغن) ببحر الشمال الى طاقته الكاملة التي تصل الى 140 الف برميل يوميا. بيد أن ذلك لم يعمل علي تخفيض اسعار النفط في الأسواق الامريكية كما كان متوقعا حيث زاد سعر نفط ناميكس امس تسليم فبراير بمقدار 92 سنتا ووصل الى 45,96 دولارا للبرميل كما ان اسعار الغاز ارتفعت بمقدار 50 سنتا الى 6,78 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية كما زاد سعر زيت وقود التدفئة بمقدار 4 سنتات الى 1,38 دولار للجالون. وصعد سعر برنت المؤرخ الى 46,13 دولارا للبرميل في موجة ارتفاع يعتقد المراقبون ان تصل به الى مستويات الخمسين دولارا خلال الربع الأول من هذا العام تدفعها احوال الطقس في الولاياتالمتحدةالأمريكية وشح المخزون من وقود التدفئة. اما اسعار الذهب فقد تذبذبت عند الافتتاح يدفعها تأرجح الدولار وهوت امس في بداية التداولات 1,9 دولار للأوقية لتصل الى سعر 422 دولارا للأوقية.