شجع ارتفاع أسعار البترول إلى مستويات قياسية تخطت 60 دولاراً للبرميل خلال الفترة الماضية شركات بترولية عالمية إلى رفع نسبة استثماراتها النفطية بنسبة 30٪ من اجل مضاعفة أرباحها واستغلال الثروات الكامنة في أديم الأرض لمواجهة الطلب المتزايد على الوقود الاحفوري نتيجة إلى النمو المضطرد في الدول الصناعية والذي أفضى بدوره إلى زيادة الإنتاج الصناعي حيث أشارت إحصائية حديثة أن إنتاج الولاياتالمتحدةالأمريكية الصناعي ازداد بنسبة 9٪ خلال شهر يونيو الماضي متخطيا توقعات الخبراء الذين كانوا يعتقدون بأنه لن يزيد عن نسبة 4٪. وقال خبراء اقتصاديون عالميون ان ارتفاع أسعار النفط وتوقع تنامي الطلب على الطاقة بمعدلات كبيرة دفع شركات النفط إلى إعادة النظر في ميزانياتها المخصصة للاستثمارات في مجال الاستكشاف وبناء المصافي والمعامل البتروكيمياوية بضغط من الدول الغربية التي ترى بأن الاستثمارات الحالية لا تفي بمتطلبات الصناعة في ظل الازدياد الذي تشهده في الفترة الحالية. ولوحظ خلال الأشهر القليلة الماضية تناميا في النشاطات الاستكشافية وإحياء للمناقشات حول عقود مد خطوط الأنابيب وحقوق التنقيب بين البلدان التي تحتوي أراضيها ثروات كربوهيدراتية وشركات نفط عالمية، غير أن بعضها قد يحيي نزاعات بين الدول كتلك المنطقة الواقعة بين الصين واليابان حيث أعربت الصين أمس عن «قلقها الشديد» حيال خطة الحكومة اليابانية بمنح شركات نفطية خاصة حق الحفر التجريبي تنقيبا عن الغاز في منطقة بحرية متنازع عليها في بحر الصين وهي صورة تختلف عن مباحثات جرت بين الهند وباكستان وإيران لمد خطوط أنابيب لنقل الغاز من الأخيرة إلى الهند المتعطشة إلى الوقود الأزرق. بيد أن أهم المناقشات ما جرى بين شركة أرامكو السعودية والصين بشأن إقامة مشاريع بترولية وتعزيز التعاون الصيني وهي خطوة في مجمل خطوات تجريها أرامكو السعودية من اجل فتح آفاق جديدة من الاستثمارات النفطية العالمية ومحاولة الاستفادة من الأسواق الشرقية لتسويق نفطها وتطوير تقنية الطاقة. عوامل الطقس شكلت ضغطا أمس على أسعار النفط حيث ارتفع خام ناميكس تسليم أغسطس إلى 58,30 دولاراً للبرميل وسط حالة من التذبذب في ظل الأنباء المتضاربة حول مستوى الإنتاج و مسار إعصار «إميلي» الذي يأخذ طريقه في البحر سربا إلى سواحل خليج المكسيك حيث المنشآت النفطية الأمريكية، كما ارتفع الخام في سوق لندن إلى 57,35 دولاراً منهيا أسبوعاً من التأرجح. وازداد سعر خام برنت بمقدار 1,2 دولار إلى 57,35 دولاراً للبرميل. غير أن الغاز عاود الارتفاع إلى 8,08 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. واستمر تدهور أسعار المعادن النفيسة حيث هبط الذهب إلى 418,5 دولاراً للأوقية كما هبطت الفضة إلى 6,99 دولارات وانخفض البلاتين إلى 864,5 دولاراً للأوقية.