احتدم الوسط الرياضي بين مؤيد ومعارض بعد طلب إدارة نادي الهلال إعفاء لاعبيها الدوليين من مشاركة المنتخب استعداداً لكأس الخليج المنتظرة والمشاركة في نهائيات كأس آسيا وخرجت أصوات كثيرة تندد بالطلب وتبادر لذهني تغريدة قائد الهلال ياسر القحطاني الذي قال فيها (أقسم بالله أن الهلال نادٍ سعودي) فقد أثارت تساؤلات عدة لدي بعد كل هذا الصخب حول هذا الطلب وهل الهلال فعلاً نادٍ سعودي سيمثل الوطن في الدور نصف النهائي الآسيوي.؟ هل الهلال السعودي سيلاقي ممثلاً للكرة السعودية أم الإماراتية في نصف النهائي الآسيوي.؟ وما يدعو للتساؤل أكثر هو تصريح رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد عندما قال (سندعم جميع الأندية السعودية في مشاركاتها الخارجية)، ولكن لا نشاهد هذا الدعم بل اختفى وتلاشى فجميع هذه التساؤلات محيرة أكاد لا أجد لها إجابة بعد ردود الفعل العنيفة من اتحاد كرة القدم السعودي ومن وسطنا الرياضي وربما نسي من تتعالى أصواتهم حالياً بالتنديد بمطالب الهلال بأن ناديي الاتحاد والأهلي سبق وأجلت لهما المشاركات المحلية وتفريغ لاعبيهما لأجل ذلك فقد أجلت مشاركات نادي الاتحاد عام 2009 مايقارب 34 يوماً من أجل معسكرهم الآسيوي ومشاركتهم كممثلين للوطن وأيضاً الأهلي أجلت له سبع مباريات وأهمها كانت مباراته الدورية أمام نادي الاتحاد وصولهما للأدوار النهائية بالبطولة الآسيوية بل وأكثر من ذلك ذهاب رئيس الاتحاد السعودي وحضور مباراة الأهلي النهائية دعماً لممثل الوطن ومع ذلك الغالبية لزموا الصمت ورحبوا بالقرار لماذا من أجل تمثيل الوطن والإنجاز إن تحقق يجير للوطن وخرجت في ذلك الحين بعض الأصوات تندد ولكن على استحياء والبعض الآخر نسي شكل البطولة الآسيوية وربما لا يتذكر أهميتها لبعد أنديتهم عن المشاركة لذلك لزم الصمت ولم يقل شيئاً وأن البعض منهم (مايدري وش السالفة ولكن مع الخيل يا شقراء). ولا ينكر أحد أنه سبق واستفاد الهلال كما هو حال الشباب والاتفاق من التأجيل لمشاركتهم الآسيوية ولكن خروج هذه الأصوات النشاز بهذا التوقيت بالذات لقرب الهلال من تحقيق اللقب السابع بإذن الله وهو الممثل السعودي الوحيد بعد خروج الاتحاد يثير تساؤلات لا جواب لها إلا الخوف من فوزه باللقب وإضافة كأس للخزينة الزرقاء وتمثيل الوطن ببطولة أندية العالم من الملعب فهنا أقول وأذكر من عاصر حقبة الثمانيات الميلادية وأوصل المعلومة لمن لم يعي تلك الفترة ماحدث للهلال في مشاركته الآسيوية عام 1988 عندما انسحب من النهائي أمام يوميروي الياباني الذي توج بالبطولة الآسيوية السابعة بسبب حرمانه من تسع لاعبين بحجة معسكر المنتخب للبطولة الأولمبية الآسيوية التي ستقام بعد شهر من موعد النهائي الآسيوي آنذاك وأيضاً يعيد التاريخ نفسه في عام 2006 وسبق بأن نوهت لذلك بمقال سابق عندما قدم الهلال ليس عشرة لاعبين فقط بل والجهاز الفني له بقيادة باكيتا وذلك لحاجة المنتخب واعتبرها الهلاليون خدمة للوطن وتضحية يجب أن تقدم ولكن الاتحاد السعودي لم يراع ذلك وحرمهم من مشاركة لاعبيه في المنافسة الآسيوية وسمح بعد شد وجذب شديد بمشاركة ثلاثة لاعبين فقط وخرج الهلال من الأدوار التمهيدية لتلك البطولة خالي الوفاض. الأصوات دوماً تعلو وتتكالب وتتحالف الخصوم ضد كل ماهو أزرق هلالي. وأود أن أضيف أنه قد خرج أيضاً من يشكك بإصابة اللاعب سالم الدوسري وأنه يتهرب عن المشاركة مع المنتخب باتفاق مع إدارة الهلال لإراحته لمباراة العين فأي جهل أصاب العقول حينما تتحدث عن هروب لاعب لن يشارك وموقوف عن المباراة المرتقبة أصلاً بسبب البطاقات الصفراء أم أن إدارة الهلال لم تعد تستطيع التفكير والاستيعاب لما يحدث حولها فلو كانت بحاجة لإبعاد لاعب عن مشاركة المنتخب لأبعدت "الزلزال" ناصر الشمراني. وأختم بأمنية هي بأن تزول غشاوة التعصب عن وسطنا الرياضي من جميع درجاته ابتداءً من الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه وصولاً لأصغر مشجع حتى نرى الأندية السعودية الممثلة للوطن بشعار الوطن بعيداً عن اختلاف الميول والشعارات.