عندما تم الإعلان عن مباركة خادم الحرمين الشريفين لمشروع إنشاء جسر ثان يربط البحرين بالسعودية، لاحظت طرافة التعليقات بربط هذا الجسر والجسر الأول بالسينما، معادلة ربط طريفة بطبيعة الحال، ولكنها وبتجرد واقعية، ومؤلمة في الوقت نفسه!. إعلامي عربي صديق سألني ما الأمنيات الأكثر حديثاً عنها في المملكة التي نتوقع أنها أمنيات تحقيقها في الأحلام، هنا سألني عن أمنيات، لكي لا يفهم البعض القصور في التفكير، لأنه لو قال احتياجات هامة، لقلت له أزمة الإسكان والبطالة والنظرة القاصرة للمرأة ... الخ، ولكني لخصت إجابتي بوجود صالات السينما وقيادة المرأة للسيارة. أعرف أنني تناولت موضوعين من المفترض أن يتم تدريسهما في كليات الإعلام، بأنهما من أسهل وأصعب المواضيع التي من الممكن لأي كاتب محترف أو مبتدئ أن يتناولهما، والميزة له حرية الرفض أو القبول بهذين الأمرين، والمبررات جاهزة ومعلبة ولا تحتاج لبحث أو تدقيق، وستكون من الخيرين والفضلاء لو عارضت هذين الأمرين المستحيل تحقيقهما، والعكس لو طالبت بهما وأنت تعلم أنك تتحدث عن الأحلام!. نستغرب التضييق على الشباب في أمور توفير الترفيه البريء لهم، ولا نستهجن استغلالهم والضحك عليهم باستدراجهم باستراحات وأماكن مشبوهة لتغذية مفهوم الإرهاب وواجب الإنسان الشاب المسلم لاعتناقه والانتحار الهمجي لتحقيقه، قبل أيام شاب في تويتر أرسل تغريدة لثلاث جهات مسئولة، يطالبهم بتمديد فترة مقاهي القهوة إلى بعد الساعة ال 12 ليلاً في الرياض، تغريدة طريفة ولكنها تحمل هموم كثير من زملائه، ممن يريدون الاستمتاع أمام الجميع وليس بأماكن مشبوهة، نسمع عنها باستمرار بجهود رجال وزارة الداخلية. مجتمعنا الغالبية العظمى منه شباب، ومنفتح بشكل كبير جداً، ولكن للأسف وسائل الترفيه لديه شبه محدودة، فقط تابعوا حركة الشحن النفسي السيئة لبعض البرامج الرياضية على بعض الشباب، لاحظوا، المتابعة الكبيرة بأدق التفاصيل لكثير من شبابنا عند متابعتهم لبرامج الغناء والمواهب، ال 90 بالمئة من السعودية، إذن ما الحل للتعامل معهم؟ هل نستمتع بتشنجهم الرياضي وإيجاد ثقافة العدوانية والكراهية بينهم؟ أم نستمتع بتعليقات سخيفة على المطربة أحلام وغيرها؟. هذا هو واقعنا للأسف، خلقناه بأيدينا، فبينما الإساءة لنا ولبلدنا لتصرفات غير مقبولة من بعض موظفي جهاز الهيئة على سبيل المثال، نجد من يبرر لهم ويعتبر أن من وقف ضدهم ملحدون وفاسقون وغير خائفين على محارمهم، بينما الأمر لا يتعدى كونه أخطاء ولابد من الشجاعة لإصلاحها. تخيلوا معي الفارق الثقافي على مجموعة من الشباب يشاهدون في الوقت نفسه فيلما سينمائيا بتقنيات عالية يتناول في قصته ظاهرة مستقبلية أو إنسانية، وبين شباب أمام التلفاز يشاهدون شتائم بين نقاد رياضيين ومختلفين حول أمر تافه، ما الفارق ثقافياً بينهم بنظركم، ولن أدخل المغرر بهم باستراحات الداعمين للإرهاب.. لأن الحديث سيطول!!.