حذر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم أمس الأحد من استمرار هجرة العقول العربية للخارج وحرمان دولهم من الفكر الحضاري والتطويري. وقال سموه خلال تدشينه الأولمبياد العربي السابع للكيمياء بالمدينةالمنورة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة: "إن أمتنا العربية قد تصدرت العالم ردحاً طويلاً من الزمان حين حملت رسالة الإسلام إلى أرجاء الدنيا عقيدة سامية تواكب حضارة علمية وعملية باذخة أنتجتها جهود علمائنا المسلمين الأوائل وكشوفاتهم غير المسبوقة التي نهل منها الشرق والغرب وبني عليها، ثم دارت الأيام دورتها حتى جاءت أزمنة الألم والمعاناة والقصور العربي والفقر والأمية وأصبحنا ننشد العلم في مشارق الأرض ومغاربها وهاجرت العقول العربية النيرة المميزة في أزمة جديدة تحرم الأمة العربية من قدراتها الفاعلة لتأسيس نهضتها المرتبطة بدينها وبقيمها". ووجه الأمير خالد الفيصل خطابه لرؤساء وفود الدول العربية قائلاً: "لقد منحتكم دولكم ومجتمعاتكم، الثقة في رعاية أبنائها وبناتها المميزين ليكونوا قادة نهضتها في المستقبل وانتم إن شاء الله أهل لهذه الامانة فابذلوا قصارى جهدكم وغاية عنايتكم كي يحظى أبنائكم وبناتكم الطلاب والطالبات بأفضل فرص التعلم والمهارات التي تؤهلهم لكفاءة علمية مميزة، تعود بالنفع على أوطانهم ومجتمعاتهم". بدوره، ألقى أمين عام اتحاد الكيميائيين العرب الدكتور ضيف الله الضعيان كلمة رحب فيها براعي الحفل والحضور، وأشار إلى أن الاولمبياد السابع تميز عن الاولمبياد السابقة بكون من وضع أسئلته النظرية لجنة دولية مشكلة من عدد من الدول العربية بإشراف مكتب الأولمبياد العربي وذلك لإضفاء مزيد من الشفافية والحيادية، مضيفاً أن رعاية وزير التربية والتعليم لهذه المسابقة والوقوف بنفسه على استعداداتها ليعطي دفعة جديدة للقائمين والمهتمين بمثل هذه الأنشطة. وقدم بعد ذلك مجموعة من الطلاب لوحة حوارية إنشادية عن جهود علماء العرب والمسلمين في علم الكيمياء، واختتم الحفل بتكريم رؤساء وفود الدول العربية المشاركة والرعاة والداعمين. وفي وقت سابق لانطلاقة المونديال، دشن وزير التربية والتعليم عدداً من المشاريع التعليمية بالمنطقة، وفي مستهل الزيارة قام سموه بزيارة لمدرسة طيبة الثانوية واستمع لشرح تفصيلي من مدير المدرسة أيمن توفيق عن تاريخ المدرسة ومراحل تأسيسها التي تعد أبرز الصروح التعليمية في المنطقة ومعقلاً من معاقل العلم والمعرفة في بلادنا الغالية التي تخرج منها العديد من الوزراء. ثم تجول الأمير خالد الفيصل في قاعات الدراسة وناقش عدداً من طلاب المدرسة واستمع إلى شرح المعلمين للطلاب وكيفية إيصال المعلومة. بعدها انتقل لمجمع دار القلم، حيث قدم مدير المجمع محمد قشقري شرحاً تفصيلياً عن أهداف الدار التي تتمثل في نشر الثقافة بشكلها العام والثقافة التاريخية بشكل خاص بين منسوبي التعليم من معلمين ومعلمات وطّلاب وطالبات، إضافة إلى المجتمع المديني كافة. وبين قشقري أن الدار يضم معهد تحفيظ القرآن الكريم ومعهد الخط العربي والمتحف التعليمي، ويشتمل على وثائق تاريخية خاصة بالتعليم في منطقة المدينةالمنورة منذ أكثر من (80) عاماً وصوراً قديمة للتعليم ومناسباتها في المدينة ومكتبة عامة تراثية وبعض التحف والمقتنيات الأثرية وسجلات الملفات القديمة التي كانت تستخدم في أقسام إدارة التعليم والمدارس في المدينةالمنورة. كما اطلع سموه على المسرح الذي يعد من أقدم المسارح في المملكة. عقب ذلك، دشن وزير التربية والتعليم مبنى مدرسة عمر بن علي بن أبي طالب الثانوية الذي يقع على مساحة تبلغ (20000) م2، بتكلفة (36000000) ريال، ويضم (24) فصلاً وصالات وملعب عشبي ومرافق أخرى، ويستفيد من المبنى (720) طالباً. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر مبنى الثانوية نائب وزير التربية والتعليم الدكتور حمد آل الشيخ ووكيل وزارة التربية والتعليم للبنين الدكتور عبدالرحمن البراك ومدير عام التربية والتعليم بالمنطقة ناصر بن عبدالله العبدالكريم ومساعداه للشؤون التعليمية والمدرسية وعدد من القيادات التربوية بالمنطقة، حيث استمع إلى شرح موجز من العبدالكريم عن مكونات المشروع والمراحل التي واكبت البناء والتشييد. من جهته، ألقى مدير عام التربية كلمة نوه فيها بما يشهده التعليم العام في المملكة من نقلة نوعية تركزت أهم ملامحها في وضع وتنفيذ خطة إستراتيجية لتطوير التعليم العام تختص بالعملية التعليمية، تعمل على إيجاد بيئة تعليمية مناسبة للطلاب والطالبات شاملة المناهج والمبنى المدرسي وتطوير أداء المعلمين والمعلمات. وبين العبدالكريم أن التعليم ركيزة مهمة من الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم وهو بوابة المنافسة في تحقيق التميز وكذلك الاستثمار في الإنسان الذي هو الثروة الحقيقية لكل بلد لضمان استمرار التنمية وتفعيلها والرقي بمستوى الخدمات وبناء مجتمع متسلح بالعلم والمعرفة ونتيجة لهذه الرعاية المتميزة التي أولتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لقطاع التعليم في مملكتنا الغالية. وشاهد الأمير خالد الفيصل والحضور عرضاً مرئياً للمشاريع التعليمية الجديدة التي تم تدشينها بمنطقة المدينةالمنورة. وفي ختام الحفل أعلن سموه عن تدشين (115) مدرسة تم ترسية مشاريعها بتكلفة تبلغ ملياراً وأربعمائة مليون ريال تشتمل على (72) صالة رياضية و(63) ملعباً رياضياً، إضافة إلى ترسية مجمع لطلاب التربية الخاصة "بنين" وآخر "للبنات" في ثلاثة مجمعات تشتمل على جميع التجهيزات ووفق أفضل التصاميم بتكلفة تبلغ تسعين مليون ريال، واعتماد مركزين علميين للمدينة المنورة بتكلفة تبلغ أربعة وخمسين مليون ريال، وإعادة التأهيل والترميم ل(100) مبنى مدرسي وإضافة صالات رياضية وملاعب عشبية بقيمة إجمالية تبلغ (230) مليون ريال، ليصبح إجمالي مصروفات المشاريع المعتمدة ملياراً وسبعمائة وأربعة وسبعين مليون ريال. وكان وزير التربية والتعليم قد زار مساء أمس نادي الحي بمتوسطة الإمام علي بن أبي طالب بالمدينةالمنورة، يرافقه أمير منطقة المدينةالمنورة، وشملت الزيارة الحارة القديمة بنادي مدرسة الحي التي تحتوي على أقسام للأكلات الشعبية المعروفة في طيبة الطيبة ونماذج من أساليب التعليم القديمة "الكتاتيب"، إلى جانب زيارة ملعب التعليم التاريخي الملحق بالمتوسطة. ويتحدث لوسائل الإعلام سموه يتسلم درعاً تذكارياً ويتفقد مدرسة طيبة الثانوية الأمير خالد الفيصل والأمير فيصل بن سلمان خلال الحفل عرض إنشادي وطني قدمه الطلاب