يقيم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ندوة عامة بعنوان "الثورة السورية.. ثلاث سنوات من الصراع" للدكتور توماس بيريه أستاذ دراسات الإسلام المعاصر بجامعة ادنبره، وعن موعد ومكان الندوة فإنها ستكون يوم السبت المقبل في الساعة الرابعة والنصف عصرًا بقاعة المحاضرات بمؤسسة الملك فيصل الخيرية. الجدير ذكره أنه قد صدر للمحاضر قبل فترة عن وحدة الدراسات المستقبلية في مكتبة الإسكندرية كتاب «التيار الإسلامي في سورية»، رأى فيه أن التيار الإسلامي في سورية يمثل شكلاً مختلفاً عن «النموذج المصري»، «فحملة القمع الدامية التي تعرض لها هذا التيار خلال انتفاضة عامي 1979 و1982 والتي كادت تقترب من تكرار نموذج الثورة الإيرانية، أحدثت ثقلاً مقابلاً عبر حركة اجتماعية قوية أدت إلى ازدياد واضح لمظاهر التدين في الحياة اليومية السورية. فمع حلول التسعينات كانت المساجد امتلأت بالمصلين، وأصبح الحجاب، وللمرة الأولى في تاريخ سورية منتشراً لدى النساء. كما انتشرت مدارس تعليم القرآن الكريم، وازداد عدد العائلات التي تفضل تنظيم حفلات القرآن «الإسلامية» (حيث يتم فيها الفصل بين الجنسين). بل إن النظام البعثي استجاب للحركة الاجتماعية في سياق هذه العملية منذ اللحظة التي تخلى فيها تدريجياً عن مواقفه العلمانية مبدياً تسامحاً أكبر تجاه الأنشطة الدينية غير السياسية.