(نجر ظلال منسية .. على الروحة وعلى الجيَّة) تلك كانت جزئية من مسرحية «أحلام سلوم - 1986م» التي قدمها ثُلة من الشباب في ذلك الوقت, يتذكرون لعبة «طاش ما طاش», لكنهم لم ينفذوها كعمل تلفزيوني. هناك ثبَّتَ ناصر القصبي وعبدالله السدحان اسميهما كعنصر لامع في الدراما السعودية في عقد الثمانينات الميلادية من القرن الماضي, ليحظوا بسيادة الفترة الانتقالية في العمل التلفزيوني. جاءت مسرحية «أحلام سلوم», لتجد الاهتمام البالغ من الوسط الفني والاجتماعي, قدمها مجموعة من الموهوبين " عبدالله السدحان – ناصر القصبي – خالد سامي – بشير الغنيم - علي ابراهيم - علي المدفع" اخراج عامر الحمود عندما ولِدَت تلك «الأحلام» من اعماق فكر المؤلف محمد العثيم أحد أهم جهابذة التأليف المسرحي وصناع الأغنية. سيطرت تلك الثنائية "السدحان والقصبي" على المشهد التلفزيوني قبل ثلاثة عقود ماضية حتى شهدت عروض المسرحيات والسهرات, رغم ان فكرة المسرحيات التلفزيونية مستوحاة من الرائد فيها دريد لحام "غوار الطوشي" ونهاد قلعي" حسني البروزان" وصياغة "ضيعة تشرين" ليستنبط الحمود منها اشياء في "أحلام سلوم".!. هناك وقبل أن تمثل الانقلابة الحقيقة في الكوميديا السوداء, كان للتصوير الموسيقى أثره رغم تواضع الأجهزة الصوتية, الا أن المطرب المختلف عبدالرحمن النخيلان استمد من أغنيته "إلى مرَّت على درب الهوى .. نجمه خلاويه" روحاً توازي "أحلام سلوم" ذلك الشاب البسيط الذي يعيش بين عمدان بيته الطيني في "بطن الحوي" قريباً عند سحارة والدته. المطرب المعتزل عبدالرحمن النخيلان رغم مكانة المطرب عبدالرحمن النخيلان كاسم لامع في عالم الاغنية المتحضرة, مختلفاً عن ابناء جيله من الفنانين.! الا انه دائماً مايراهن على تفوقه وعلى من سبقوه من الفنانين. خلال مشاركته في "خيال/احلام سلوم" الذي ظهر من رحم ذاك البيت الطيني واستفاقت معها حديث الموسيقى الشعبية المتحضرة البعيدة عن الاعتباط؟, تلك هي الفكرة والتأثير السابق على الجمهور وعلى اذن المستمع وقدرته اللامتناهية في عزف آلة العود والتصوير اللحني, هو نفسه ذاك الذي أتى من تأثير الكلمة المختلفة على النغم الشعبي, وجعل منها نغمات تتساقط في أعماق الحس البشري بعيداً عن بقية المطربين في ذلك الوقت, ليعبّر مع سلوم وأحلامه عن بيع سحارة والدته المليئة بقطع القماش وبشت ومِسحات والده. عبدالرحمن النخيلان لم يكن الا ذكرى مميزة في عالم الغناء السعودي, صاغ تلك الجزئيات في فكر العثيم فكون أغنية رائدة خليطة من علم الموروث ورومانسية التلحين. في تلك الحقبة الزمنية شكلت آلة العود منعطفاً مهماً لمتذوقي الأغنية في الثمانينيات, حاول النخيلان ان يختصر اشياء كثيرة منها بعض من السنين القادمة, قدم نفسه في "أحلام سلوم" متزامناً مع ثورة الثنائي السدحان والقصبي وانفصالهما بعد ثلاثة عقود لتعيد لنا ذاكرته بعد الاعتزال. خلال تلك الحقبة يستنطق التاريخ أن الكثير من الوسط الفني أشاروا على النخيلان بتسجيل "إلى مرَّت" موسيقياً وضمها في ألبومه الجديد, يعتبرونه عملا خلاقا مختلفا عن غيره, لابد منه حينها الا أن يسارع في تسجيلها في استديوهات مصر ليجعلها تتصدر ألبومه, وتعيش في تلك المرحلة من التطوير في الموسيقى الشعبية والتي بدت على غالب اعماله فكان أثرها باقياً. إلى مرت على درب الهوى نجمه خلاويه عقب سنين ياناسين .. وقالت هيه هيه كان احباب كان ايام منسيه كان الليل غير الليل .. وكان الناس غير الناس إلي مرت وأنا مريت نداري شقة الأشواق هي صدت وانا صديت سنين..يادار الهوى حنا نجي .. ونروح نجر ظلال منسيه..على الروحه وعلى الجيه. عبدالله السدحان وناصر القصبي - أحلام سلوم 1986م