ثمن العلماء والخبراء وكبار المفكرين الكلمة الضافية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للأمتين الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي والتي جاءت لتشخص حال الأمة والعالم اليوم، وما يعيشه من أحداث سبق وأن حذر منها سابقاً بدعوته إلى إنشاء "المركز الدولي لمكافحة الإرهاب". ومن مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية خاطب -أيده الله- قادة وعلماء الأمة الإسلامية ودعاهم لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله وتحمل مسؤولياتهم العظيمة. وجاءت هذه الكلمة محذرة من خطر يلوح في الأفق، ومعبرة عن كل ما يجيش بقلب كل مسلم غيور على دينه. فرسالة الدين الإسلامي العظيم تدعو إلى نبذ الغلو والتطرف وتحث على الوسطية في الأمور كلها. وذكرت الكلمة أن الأمة الإسلامية تعيش واقعاً مؤلماً في كثير من أقطارها نتيجة للصراعات في سبيل شعارات واهية ما أنزل الله بها من سلطان. وفيها وجد أعداء الإسلام آذاناً صاغية لهم من فئة ضئيلة فأضلوهم السبيل. وحمّلت الكلمة المسؤولية كاملة لكل الذين تخاذلوا أو الذين يتخاذلون عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة، محذراً إياهم بأنهم سيكونون أول ضحايا هذا التطرف والإرهاب. وفي كلمته والتي عبر فيها خادم الحرمين الشريفين عن الرفض التام للإرهاب بكل أشكاله وصوره سواءً من قبل الأفراد او الحكومات، وإن من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين تطرف وكراهية وإرهاب لابد وان يجدوا لهم رادعاً من قادة وعلماء الامة الإسلامية لكي يبينوا لعموم المسلمين الرؤية والمنهج الإسلامي القويم. وندد –حفظه الله– في كلمته بما يجري في قطاع غزة في فلسطينالمحتلة من عدوان شرس وظالم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية ومن إبادة جماعية لم تستثنِ أحداً من المدنيين الأبرياء خاصة الأطفال والشيوخ والنساء والمدنيين العزل. وانتقد بشجاعة الصمت الدولي ووضع مجلس الأمن والمجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه ذلك الأمر. إن الخطاب الملكي الرصين والذي أتى في يوم الجمعة الخامس من شهر شوال لعام 1435ه حمل أبعاداً ودلالات مهمة منها ما هو إسلامي بحت، فركز على هموم الأمة الإسلامية وتوحيد كلمتها والوقوف صفاً واحداً للتصدي لظاهرة الإرهاب الذي بات يهدد المجتمعات كافة. والإحساس الصادق من خادم الحرمين الشريفين القلب النابض للأمة الإسلامية والعربية الذي يحمل همومها ويتألم لقضاياها ويحرص على حلها. ولا شك بأن البعد الإنساني ظهر جلياً على محيا المليك –حفظه الله– بما تناوله في خطابه وظهر واقعاً ملموساً فظاهرة الإرهاب تجعل الإنسان يعيش في خوف وذعر عندما يفقد نعمة الأمن والأمان التي يعيش فيها وعدم المحافظة عليها يفقد الشعور بالراحة النفسية فيعيش خائفاً مما يحيط به من مخاطر ومصاعب، فالإنسان يبحث دوماً عن تحقيق الأمان لنفسه وعائلته ومجتمعه. وقد تباينت هذه الكلمة في منهجيتها وأبعادها الاستراتيجية فناقشت أبعاد المرحلة الراهنة وتطوراتها وخطورتها مستقبلاً على الأمة والعالم بأسره. إنها أبعاد مهمة لا تقبل المساومة ولذلك ختم حفظه الله كلمته المؤثرة بقوله: "اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).