لو عاش مقاتلو النينجا إلى زمننا المعاصر، ترى كيف كانوا سينفذون مهامهم الاستخباراتية بالتجسس وجمع المعلومات من الأعداء؟ أكاد أجزم بأنهم سيصبحون قراصنة معلومات (هاكرز) في العالم الافتراضي على الانترنت... في مقالة اليوم نستعرض النماذج المعاصرة لحروب النينجا! نبدأ من تصريح الجنرال (هربرت كارلايل) قائد سلاح الجو الأمريكي في المحيط الهادي مع محطة (إن إتش كي) اليابانية في (13/7/2014) والمتضمن أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت في الماضي متفوقة وبمراحل على الصين في تقنيات سلاح الجو وخاصة طائرات الشبح غير أن الوضع اختلف الآن بسبب الهجمات السيبرية عبر الانترنت والتي أتاحث للصين، وبطرق غير شرعية، الاطلاع على أسرار عسكرية سمحت لها بتطوير منظومتها القتالية لطائرات الشبح بوتيرة سريعة". ومع الرفض الأكيد لقرصنة المعلومات فتظل هذه معلومات من طرف واحد لا يمكن الجزم بصحتها، ولكي أكون عادلاً في هذه الأسطر بين التنين الصيني والنسر الأمريكي فاستشهد بما دونه المؤرخ (دورون بن عطار) في كتابه (أسرار التجارة) بأن أمريكا تزعمت المجالات الصناعية عالمياً بالاستيلاء، وبصورة غير شرعية، على المبتكرات الميكانيكية والعلمية من أوروبا. ولمن أراد الاستزادة فأحيله على المقالة المنشورة في مجلة النيويوركر في عددها الصادر في (9/6/2014) بعنوان (جاسوس ضد جاسوس!) والتي تشير إلى أن الحكومة الأمريكية في نهاية القرن الثامن عشر شجعت قرصنة الأسرار التقنية وقامت بتمويل استيراد الآلات المهربة بل ووصل الأمر إلى دعوات لمكافأة الذين جلبوا لأمريكا أسراراً من تلك النوعية!! ولاشك أنه من الصعب حصر الآثار المترتبة على سرقة المعلومات وقرصنتها، ولكن حسب دراسة صادرة عام 2014م يقدر بيت الخبرة الأمريكي (CSIS) الخسائر السنوية المترتبة على الجرائم السيبرية بما يقارب 400 بليون دولار أمريكي سنوياً وهو رقم يتجاوز الناتج القومي الإجمالي لأكثر من 160 دولة حول العالم. ويعتبر (جوليان أسانج) وموقعه المثير للجدل (ويكيليكس) مثالاً حياً للزلازل الدبلوماسية المترتبة على قرصنة المعلومات.. وننتقل إلى أرض فلسطين حيث يصرح وزير الدفاع للكيان الصهيوني (موشيه يعلون): "أن استخدام الحرب الالكترونية ضد برنامج إيران النووي أمر طبيعي..أي شخص يظن أن تجارب إيران النووية تشكل خطراً على أمن بلاده له الحق في محاربة هذا البرنامج بشتى الوسائل". وتحدثت التقارير عن هجمات لكتائب إسرائيلية سيبرية على مفاعلات نووية إيرانية باستخدام فيروسات متنوعة ومن آخرها الهجمات على أجهزة المفاعلين النوويين "نطنز" و"فردو" القريبة من مدينة قم. من ناحية أخرى، تنشر أخبار بين فترة وأخرى عن هاكرز من العالم العربي يخترقون مواقع إسرائيلية،، لكن ما شدني هو خبر نشرته صحيفة معاريف (14/2/2004) مفاده أن التقنيات الخاصة بمنظومة الصواريخ الدفاعية الاسرائيلية، والتي تشتهر باسم "حيتس"، من الممكن أن تكون قد تسربت للمخابرات المصرية بسبب أن مهندساً مصرياً يدعى خالد الشريف يعمل في مكتب شركة آي بي إم في القاهرة كان مسؤولاً عن تطوير واختبار البرامج الحساسة الخاصة بالتحكم في الصواريخ ولم تدر عنه أجهزة الموساد وأخواتها في الكيان الصهيوني إلا بعد نشر الخبر.... وأخيراً،، لست أدعو إلى قرصنة المعلومات! لكن من المهم التعامل مع هذه التحديات على المستويات الوطنية بتطوير برامج حماية ذاتية دون الاكتفاء بالبرامج التجارية الأجنبية لأمن المعلومات مع ضرورة امتلاك وتطوير قدرات هجومية للردع إذا استلزم الأمر ذلك.. وأختم بتأكيدات رئيس وزراء الكيان الصهيوني (بنيامين نيتنياهو) أن الأعوام القادمة ستضع إسرائيل ضمن أقوى الدول في العالم الافتراضي وأنهم يسارعون الجهود للوصول لذلك الهدف.. إنه التحدي، وإنها الحرب الضروس حتى في العالم الافتراضي!!