انهارت هدنة ال72 ساعة «الإنسانية» في غزة صباح أمس بعد سويعات من بدئها، وواصل جيش الاحتلال ارتكاب مجازره الرهيبة بحق المدنيين الفلسطينيين وأحدثها في رفح جنوب القطاع المحاصر، حيث سقط أكثر من 85 شهيداً في قصف جوي ومدفعي وحشي، معترفاً بفقدانه ضابطاً برتبة ملازم في لواء النخبة «غفعاتي» هو هادار غولدن (23 سنة) في جنوب قطاع غزة، فيما أعلنت المقاومة الفلسطينية أسره حياً. واتهمت حركة «حماس» العدو الإسرائيلي ب»خرق التهدئة» بعد مقتل أكثر من 85 فلسطينياً في قصف إجرامي حاقد على رفح. وقال فوزي برهوم في بيان صحافي ان «الاحتلال الاسرائيلي هو الذي خرق التهدئة والمقاومة الفلسطينية تعاملت وفق التفاهمات التي تعطيها حق الدفاع عن النفس». وتابع «العالم كله الان مطالب بالتدخل العاجل لوقف ما يجري من مجازر بحق أهلنا». وأبلغ الوسيط المصري في وقت لاحق أمس مسؤولين فلسطينيين تأجيل مفاوضات الهدنة في القاهرة بعدما اشتكت (اسرائيل) بأن المقاومين خطفوا أحد جنودها. وقال زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي ان «المصريين أخبروا الجهاد الاسلامي أن اسرائيل ابلغت مصر بان جنديا خطف» مضيفا ان «المباحثات ستؤجل». من جانبها، اتهمت حكومة المتطرف نتنياهو المقاومة بارتكاب «انتهاك فاضح» للتهدئة التي دخلت حيز التنفيذ في قطاع غزة عند الساعة الثامنة من صباح أمس. واندلعت أمس معارك ضارية في محيط رفح. وحذر جيش الاحتلال سكان المدينة وطلب منهم البقاء في منازلهم. وتلقى السكان رسائل صوتية على هواتفهم تقول «على سكان رفح البقاء في منازلهم. الجيش يطارد عناصر إرهابية في رفح».-على حد تعبيره- الوسيط المصري يؤجل مفاوضات «التهدئة» بعد شكوى إسرائيلية من خطف الضابط «هادار غولدن» وتوعدت دولة الاحتلال باتخاذ «اجراء قوي» ضد المقاومين الفلسطينيين. وأفاد بيان من الجيش الإسرائيلي»سوف تتخذ إسرائيل اجراء قوياً رداً على اعتداء حماس والمنظمات الإرهابية الاخرى في قطاع غزة». وتحدثت مصادر إسرائيلية عن قرار حكومة الحرب بإعادة إحتلال محافظة رفح بالكامل. وقد وصلت الدبابات الإسرائيلية بالفعل أمس إلى شارع صلاح الدين الموصل إلى معبر رفح بمحاذاة الحدود المصرية. في بروكسل، دعا الاتحاد الاوروبي الى احترام التهدئة مجدداً في غزة. وقبل إعلان الجيش الاسرائيلي عن تنكره للتهدئة، عبرت متحدثة باسم الاتحاد عن أسفها «لأنه لم يتم الالتزام بوقف اطلاق النار». وقالت مايا كوسيانسيتش المتحدثة الدبلوماسية باسم الاتحاد الاوروبي «نعتبر انه من الضروري اعلان وقف لاطلاق النار واحترامه ووقف سقوط قتلى من المدنيين». أسر مشردة تحمل بعضاً مما استطاعت الحصول عليه من بين أنفاض منازلها المدمرة بفعل قذائف الحقد الإسرائيلية. (رويترز)