في تطور لافت، ردت حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي» بشكل مشترك على الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت جنوب قطاع غزة، وأطلقتا أكثر من 20 صاروخاً على جنوب إسرائيل، ما أثار مخاوف من اندلاع موجة عنف جديدة واسعة النطاق. وكانت الغارة الإسرائيلية استهدفت مساء الأحد منطقة رفح وأسفرت عن سقوط شهيد وجرح عشرة، بينهم خمسة أطفال. كما استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ شابين كانا على دراجة نارية في حي البرازيل في رفح قال الجيش الإسرائيلي إنهما من «مجموعة متفرعة من شبكة الجهاد العالمي». وأعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح المسلح ل «حماس»، في بيان أمس: «رداً على إصابة المدنيين في الغارة الأخيرة على رفح، كتائب القسام وسرايا القدس تقصفان مواقع العدو العسكرية بعدد من القذائف الصاروخية». وأوضحت: «في تمام الساعة 6:30 من صباح الإثنين (امس)، تمكنا بعون الله تعالى من قصف مواقع الاحتلال العسكرية كرم أبو سالم، وكيسوفيم، وإسناد صوفا وموقع العين الثالثة بعدد من القذائف الصاروخية، وعاد مجاهدونا إلى قواعدهم بسلام». واضافت ان «هذه العملية المباركة جاءت رداً على جرائم العدو المتكررة والمتواصلة بحق أبناء شعبنا العزل». وتعهدت «ألاّ نحيد عن درب الجهاد والمقاومة، وان نرد على جرائم الاحتلال حتى يرتدع عن غيه وجبروته». بدورها، قالت «سرايا القدس» في بيان مقتضب لاحقاً، إنه «في رد مشترك على العدوان: السرايا والقسام تقصفان موقع إسناد صوفا بقذيفتي هاون الساعة العاشرة والربع صباحاً». وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني ل «كتائب القسام»، حذر الناطق باسمها «ابو عبيدة» إسرائيل من أن «التمادي في العدوان على قطاع غزة سيجلب رداً أقوى وأوسع من المقاومة الفلسطينية». واعتبر أن «قصف المقاومة لمواقع العدو ما هو إلا رسالة للاحتلال الصهيوني بأن المقاومة لن تسمح بمعادلة العدوان من طرف واحد من الاحتلال تحت ذرائع واهية». وأضاف أن «هذه العملية المشتركة بين كتائب القسام وسرايا القدس تؤكد على تنسيق عالي المستوى بين فصائل المقاومة في إدارة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني». من جانبها، اتهمت «حماس» الدولة العبرية بالتصعيد، وقال الناطق باسمها فوزي برهوم في بيان، إن «التصعيد الإسرائيلي على غزة الذي استهدف المدنيين والمساجد والأطفال، تصعيد خطير وغير مبرر، وتجرؤ على الدم الفلسطيني، وإمعان في الجريمة». وحمّل «حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير، ونحيّي المقاومة الفلسطينية التي رفضت وبكل قوة أي معادلة صهيونية تفرض على شعبنا». يذكر أن «حماس» تسعى رسمياً منذ اكثر من سنة إلى الحفاظ على هدنة ضمنية وهشّة مع إسرائيل، إلا أنه تخللتها موجات للعنف، خصوصاً مع عدم التزام الجماعات السلفية الجهادية في قطاع غزة هذه التهدئة، ومواصلتها إطلاق الصواريخ على إسرائيل التي تسارع بالرد عبر توجيه ضربات إلى غزة. وفي إسرائيل، أكدت الشرطة سقوط 22 صاروخاً فلسطينياً على جنوب إسرائيل اقتصرت أضرارها على الماديات. وقالت الناطقة باسم الشرطة لوبا سمري: «سقطت 19 قذيفة صاروخية على منطقة اوفاكيم، وتحديداً في منطقة مجلس اشكول الاقليمي قرب الشريط الحدودي مع قطاع غزة»، موضحة أن «أضراراً مادية لحقت بمنزل نتيجة تطاير شظايا صاروخية عليه». كما أشارت إلى سقوط «ثلاثة صواريخ في منطقة كرم أبو سالم في مناطق مفتوحة، ولم يسجل أي أضرار بشرية أو مادية». وفي وقت لاحق، أكدت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي، أن الدبابات قصفت غزة. وقال الجيش في بيان: «رداً على قصف لبلدات جنوب إسرائيل بوابل من الصواريخ في الصباح، استهدف الجيش مواقع إرهابية لحماس وخلايا إرهابية مسؤولة عن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة». وأشار إلى أنه خلال عام 2012 «أُطلق أكثر من 470 صاروخاً من قطاع غزة على إسرائيل». وفي ضوء هذا التصعيد، طالبت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية سكان مناطق جنوب الدولة العبرية بالبقاء قرب الملاجئ خلال الأيام والساعات المقبلة، فيما اعتبر إجراءات احتياطية لاحتمالات التصعيد خلال الساعات والأيام المقبلة. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش لن يسمح باستمرار قصف البلدات والمدن في جنوب الدولة، معتبرة أن «حماس» و «الجهاد» أصبحتا معنيتين بالتصعيد أخيراً، في ظل التهديدات التي اطلقها زعيم «الجهاد» رمضان شلح وقيادات من «حماس» بخطف جنود إسرائيليين وأسرهم. وأوضحت أن جبهة غزة ستشهد تسخيناً وتصعيداً ما لم توقف الفصائل الفلسطينية رشقات الصواريخ والقذائف التي تطلقها من أماكن سكنية. تعزيزات حدودية في سيناء في هذه الأثناء، تشهد الحدود المصرية مع إسرائيل في شبه جزيرة سيناء، وكذلك الحدود المصرية مع غزة، تعزيزات أمنية مكثفة وإجراءات مشددة. ونقلت وكالة «سما» عن شهود، أن سيارات الجيب الإسرائيلية والكلاب المدربة تقوم منذ فجر امس بتمشيط المناطق الحدودية، وهناك حال من الارتباك الشديد على الحدود من الجانب الإسرائيلي خشية حدوث أي عمليات تسلل من الجماعات الجهادية للانتقام من القصف الإسرائيلي على غزة. وصرح مسؤول امني مصري بأن هذه الإجراءات عادية، وكثيراً ما تقوم بها إسرائيل عقب عمليات القصف المتبادل والتوتر في غزة، موضحاً ان الحدود المصرية مؤمنة، وان مصر تراقب الموقف عن كثب، ولم تسجل خروق من الجانب المصري أو محاولات تسلل إلى إسرائيل أو من غزة.