رفض وزير الشؤون الدينية الجزائري محمد عيسى الكشف عن هوية الحركات العالمية الإرهابية التي يلتحق بها الجزائريون لكنه أكد أن شبابا جزائريين "جنّدوا فعلا في النهر البارد في لبنان وفي العراق والآن يجنّدون في تنظيم داعش في العراق والشام" وأن الأفكار المتطرفة التي تصدّرها هذه الحركات "لا تتهدّد المسجد وإنما محيطه" وقال وزير الأوقاف في حوار نشر أمس السبت في صحيفة "الخبر" بشأن تهديد التيار السلفي للمرجعية الدينية في الجزائر والفتاوى التي يطلقها واحد من رموزه الشيخ فركوس أن الأخير: "دكتور وأستاذ جامعي أحترمه كثيرا، هو لا يهدف إلى التشويش وإنما هي مواقفه منذ زمن وأدعوه لأن يتقرب من الوزارة" ويكشف عن استعداد قطاعه "العمل على التحاور والتقارب في الأفكار معه ومع السلفية" ونفى الوزير الجزائري انتشار حركة التنصير في الجزائر وقال إنها "بدأت تتقلص شيئا فشيئا" وأن سبب التحوّل إلى المسيحية ليس دينيا وإنما سياسيا لأن غالبية أصحابه "مسكونون بروح المعارضة" ويصف تنصّرهم ب "المصطنع" ويقول إن عددهم ليس كبيرا (13 متنصرا خلال الستة أشهر الماضية) ويشير أن الدولة تعرف أسماءهم وعناوينهم وأن على هؤلاء "التعبير عن معارضة النظام بعيدا عن الدين" ويختم أنه لا "التنصر المصطنع ولا الإفطار العلني في رمضان سيضر النظام في شيء، وإنما يؤذي الجزائريين فقط ويشوش عليهم فقط" في إشارة إلى حادثة الهتك العلني لرمضان في ساحة عمومية قام بها شباب بولاية تيزي وزو، العاصمة الكبرى لبلاد القبائل الأمازيغية شرق العاصمة الجزائر. وبشأن الجدل القائم حاليا في الجزائر بشأن إعادة فتح معابد اليهود المغلقة مطلع التسعينيات على خلفية اندلاع العنف المسلح، اتهم محمد عيسى أوساطا دون أن يسمها بتحوير كلامه وإخراجه عن سياقه ويشير أنه تطرق لموضوع فتح المعابد كان في إطار لقاء جمعه مع ممثل الجالية اليهودية في الجزائر، لم يذكر اسمه، ذكّر فيه ب "مبادئ الجمهورية ودستورها الذي يتيح فتح هذه المعابد إذا توفرت الشروط الأمنية" ويلفت أن اليهود أنفسهم "يرفضون في الجزائر الخروج إلى العلن" وأنه طلب من ممثلهم في حال رغب أن يحظى اليهود بالقبول في الجزائر إلى تحرير نداء ضد ما يحصل للفلسطينيين في غزة وفصل أنفسكم عن التيار الصهيوني. وتثير تصريحات وزير الأوقاف الجديد، الذي خلف عبد الله غلام الله، الذي بقي على رأس قطاع الأوقاف ثلاث عهدات كاملة، الجدل السياسي والإعلامي بعدما صار يخوض في مسائل كان قطاع الشؤون الدينية ينأى بنفسه عن الخوض فيها مثل وضع الجالية اليهودية في الجزائر والإسلام السياسي والإسلام الرسمي والتيار السلفي و"الجهاديين" الجزائريين في سورية والعراق و ليبيا وغيرها من المواضيع التي صارت تفتح على الوزير باب الجدل.