واصلت أسهم المفاجآت وعدد الأهداف وقوة المستوى هبوطها الحاد للجولة الثانية على التوالي، فبعد أن كان المؤشر أخضراً منذ بداية كأس العالم وحتى نهاية دور المجموعات، إلا أنه انتكس وظهر أحمراً في الجولتين الماضيتين إذ انخفض معدل المفاجأة بشكل كبير وقلت الأهداف وانخفضت المستويات مع تقدم البطولة، إلا أن مؤشر الإثارة بقي ثابتاً بلونه الأخضر مدعوماً بصعود الكبار ووصولهم دور الأربعة من البطولة. "المكائن" تتفوق على "الديوك" واصل المنتخب الألماني طريقه نحو المراحل المتقدمة في كأس العالم بعد أن أقصى المنتخب الفرنسي في مواجهة أوروبية كبيرة كانت كلمة الحسم فيها لصاحب الهدف اليتيم المدافع المميز ماتس هوميلس، ذو ال(192 سم) والذي كرس طوله الفارع في الصعود ببلاده إلى دور الأربعة بتسجيله هدفاً جميلا من رأسية. بداية المباراة كانت المانية السيطرة حتى حقق "المانشافت" مبتغاهم من كرة ثابته نفذها توني كروس بدقة على رأس العملاق هوميلس الذي أودعها الشباك الفرنسية معلنا تقدم الالمان بالهدف الأول، واصل الالمان أفضليتهم وتفوقهم على الفرنسيين حتى نهاية الشوط الأول. مع بداية الشوط الثاني بدأ مستوى الفرنسيين في الارتفاع وبدأوا يجارون خصمهم ويتفوق عليه أحيانا إلا أن الدفاع الالماني كان منظماً ومن خلفه حارس عملاق، زج المدرب الفرنسي ديديه ديشامب بمهاجمين بخلاف وجود بنزيما مما جعل فرنسا تصل أكثر للمرمى الالماني إلا أن مانويل نوير كان في قمة حضوره الذهني حتى في آخر اللحظات وهو يتصدى لتسديدة كريم بنزيما القوية، ليعلن بعدها حكم المباراة الأرجنتيني نيستور بيتانا نهاية المباراة التي حضرها (74.240) مشجعا. لويز البرازيل يتفوق على رودريغز كولومبيا هيبة البرازيل تقصي كولومبيا تكفل مدافعا منتخب البرازيل تياغو سيلفا وديفيد لويز بحمل بلادهما نحو دور الأربعة من كأس العالم بعد تحقيقهما هدفا الفوز على المنتخب الكولومبي الرائع في المباراة التي انتهت لصالح الأول بنتيجة 2-1، وقال أبناء (السامبا) كلمتهم في المباراة الأكثر صعوبة حتى الان حينما واجهوا الفريق الأفضل مستوى وفق رأي أغلب محللي ونقاد البطولة. بداية البرازيل كانت قوية بهدف مبكر جاء عن طريق ركلة زاوية نفذها نيمار داسيلفا نحو القائم الثاني متخطية الجميع لتجد حامل شارة قيادة البرازيل المدافع تايغو سيلفا متمركزاً ليسدد الكرة في الشباك، الهدف المبكر منح راقصي (السامبا) دفعة معنوية كبيرة وسط دعم جماهيرهم التي تجاوزت 60 ألف مؤازر يهتفون لرفاق نيمار، أفضلية البرازيل كانت واضحة طوال الشوط الأول ومطلع الشوط الثاني حتى بدأت الكفة تتساوي بين المنتخبين عندها أطلق ديفيد لويز رصاصة الرحمة في نحر الكولومبيين بتسديدة قوية من مسافة لم يراها الحارس الكولومبي دافيد راميريز إلا وهي مستقرة في شباكه، دفع مدرب كولومبيا بيكرمان بكامل أوراقه الهجومية بغيت تقليص الفارق قبل البحث عن التعادل، وتحقق له ما أراد حين تحصل البديل كارلوس باكا على ركلة جزاء تقدم لها نجم المونديال جيمس رودريغيز وسددها في المرمى هدف تقليص النتيجة، واصل الكولومبيين الضغط العالي على مرمى المنتخب البرازيلي الذي فقد نجمه نيمار إثر تدخل عنيف من المدافع زونيغا مما تسبب في كسر في الظهر لنيمار، وظل الدفاع البرازيلي متماسكاً حتى أطلق الحكم الإسباني فيلاسكو كاريلو صافرته معلناً تأهل البرازيل وخروج كولومبيا. هدف مبكر يصعد بالأرجنتين تجاوز المنتخب الأرجنتيني نظيره البلجيكي في دور الثمانية من كأس العالم في مباراة الهدف اليتيم الذي سجله المهاجم جونزالو هيغواين كأول هدف له في المونديال الحالي، بينما ودع المنتخب البلجيكي الرائع من البطولة بعد أن قدم عروضاً جميلة نالت استحسان وإشادة الكثير من الشارع الرياضي. خطف راقصوا (التانغو) هدفاً مبكراً بعد أن مرر أنخيل دي ماريا الكرة لهيغواين الذي سدد الكرة من على رأس منطقة الجزاء لتعانق شباك الحارس البلجيكي تيبوت كورتوا. لام الأفضل في التمرير وبورخيس عداء المونديال شوط المباراة الثاني شهد سيطرة بلجيكية تامة مع اعتماد المدرب مارك فيلموتس على الكرات العرضية خاصة بعد وضعه للمحور مروان فيلايني داخل منطقة الجزاء للاستفادة من طوله الفارع في الكرات العرضية وهو ماكان ناجحاً إذ هيأ فيلايني أكثر من كرة لزملائه اللاعبين اللذين لم يستثمروها بالشكل المطلوب، ورغم زج المدرب البلجيكي بالثلاثي ناصر الشاذلي وروميليو لوكاكو وميرتينز إلا أن سابيلا واجه ذلك بإعادة ماسكيرانوا لخط الدفاع ليلعب بطريقة 5-4-1 وهو ما صعب كثيراً من مهمة البلجيك الذين ودعوا البطولة مرفوعي الرؤوس. الحارس البديل يصعد بهولندا صعد المنتخب الهولندي لدور الأربعة من كأس العالم بعد تغلبه على نظيره الكوستاريكي بركلات الترجيح والتي تفوق فيها (البرتقالي) بنتيجة(4-3) بعد أن انتهت المباراة سلبية النتيجة. عجزت (الطواحين) الهولندية رغم قوتها وسرعتها عن كسر الحواجز الدفاعية الكوستاريكية التي شكلت جداراً مانعاً أمام روبن ورفاقه بقيادة رجل المباراة الأول الحارس الكوستاريكي كايلور نافاس الذي نجح في التصدي ل15 كرة بين الخشبات الثلاث، المباراة التي شهدت إستحواذاً هولندياً قدر ب65% مقابل 35% لكوستاريكا انتهت سلبية في وقتها الأصلي والإضافي مسجلة 20 هجمة هولندية مقابل ست هجمات كوستاريكية، وأظهر لاعبو كوستاريكا قوة دفاعية هائلة أمام الهجمات الهولندية التي تناوب على قيادتها روبن تارة وشنايدر تارة أخرى، بينما تاه فان بيرسي وسط كثرة مدافعي كوستاريكا. أجرى المدرب الهولندي لويس فان جال تبديلاً في الدقيقة (120) من عمر المباراة حين أخرج الحارس الأساسي ياسير سيلسين وزج بالبديل تيم كرول، هذا التبديل منح هولندا بطاقة التأهل فالبديل كرول قاد منتخب بلاده حين تصدى لركلتي جزاء كوستاريكيتين إحداها لنجم كوستاريكا وقائدها براين رويز. معدل تهديفي عالٍ ورودريغز الهداف اهتزت الشباك في كأس العالم حتى نهاية دور الثمانية (158) مرة خلال 60 مباراة من أصل 64 من المقرر أن تلعب في المونديال، أي أن المعدل التهديفي حتى اليوم (2.6) لكل مباراة وهو مايتفوق على المونديال السابق 2010م الذي سجل الرقم (2.3) لكل مباراة. المنتخبان الهولندي والبلجيكي هما الأكثر تسجيلاً في المونديال بوصولهما للرقم (12) هدف يأتي خلفهما ثلاث منتخبات برصيد عشرة أهداف هي البرازيلوفرنساوالمانيا. يتربع الكولومبي الرائع جيمس رودريغز على صدارة ترتيب الهدافين برصيد ستة أهداف يأتي خلفه بفارق هدفين الثلاثي توماس مولر وليونيل ميسي ونيمار داسيلفا بأربعة أهداف لكل منهم. الأفضل حتى الان المنتخب البلجيكي هو الأفضل في الشق الهجومي ب91 محاولة متجاوزين متوسط عدد المحاولات لكل المنتخبات والذي قدر ب(49.9) محاولة. أما على الجانب الدفاعي بالمنتخب الكوستاريكي هو الأفضل حتى الان بتصديه ل144 محاولة متجاوزاً المتوسط لكل المنتخبات والذي قدر ب(89.7) محاولة. المانيا هي الأفضل في التمرير ب(2938) تمريرة متجاوزة المتوسط بأكثر من ألف تمريرة، إذ أن المتوسط العام للمنتخبات قدر ب(1485) تمريرة. تصدر المدافع البرازيلي ديفيد لويز قائمة أفضل اللاعبين محققاً الرقم (9.79) من عشرة مبعداً جيمس رودريغز للمركز الثاني ب(9.74) بينما جاء مهاجم فرنسا كريم بنزيما ثالثاُ ب(9.7). أفضل العدائين في المونديال حتى الان هو الكوستاريكي سيرسو بورخيس والذي قطع أكثر من 60 كيلو متر في المونديال حتى الان. الألماني فيليب لام جاء من الخلف ليتصدر قائمة أفضل الممررين بعد أن أكمل (408) تمريرة ناجحة من أصل (471) تمريرة لعبها في المونديال أي بمعدل نجاح (86.6%). أفضل الحراس حتى الان يتصدر قائمتها الكوستاريكي كيلور نافاس الذي تصدى ل21 كرة بنسبة تصدي (91%). ديفيد لويز المنتخب البلجيكي