مكة المكرمة - تركي الغامدي لمساته الساحرة وطريقة لعبه جعلت المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو يُشبهه بالأسطورة زين الدين زيدان، تمريراته تضرب أقوى خطوط الدفاع، المهاجمون يطمعون في اللعب أمامه لأنه عندما يمرر لهم يطبق معهم مقولة "انت وضميرك"، انه لاعب الوسط الألماني مسعود أوزيل الذي قاد منتخب بلاده إلى الدور ربع النهائي في مونديال البرازيل 2014م، ويُعتبر أوزيل واحدا من نجوم البطولة الذين سُلطت عليهم الأضواء قبل أن تبدأ، ووضع أوزيل بصمته في المباراة الأخيرة مع الجزائر عندما سجل ثاني أهدافه في تاريخ كأس العالم بعد ذلك الهدف الذي هز به شباك منتخب غانا في مونديال 2010م بجنوب افريقيا، صحيح أن أوزيل لم يظهر بمستوياته المعروفة عنه في هذه النسخة خلال مباريات دور المجموعات إلا أنه من عينة اللاعبين الذين يستفيقوا في أي لحظة ويحسم لك المباراة، أوزيل اعترف بغيابه عن مستواه في المونديال عندما قال: "أريد أن أظهر بمستوى افضل وارغب في اظهار هذا الامر على ارضية الملعب، لا يتعين علي ان اغضب عندما افقد الكرة لانها امور تحصل للاعب يحب تمرير كرات ماكرة، لكن من غير المسموح لي على الاطلاق ان اقف في مكاني والافصاح عن غضبي، يجب ان استمر في بذل الجهود". مسعود أوزيل ذو الأصول التركية والذي يجيد التحدث باللغة التركية بطلاقة ولد في غيلسنكيرشن الألمانية يوم 15 أكتوبر عام 1988م وبدأت مسيرة الشاب أوزيل مع عدد من فرق المدينة التي ولد ونشأ فيها، ولعب خمسة أعوام بشعار روت فايس إيسن، وفي عام 2005م انطلق أوزيل إلى عالم الإحتراف في كرة القدم بعد انتقاله إلى فريق شالكه إذ لعب للفريق الشاب لمدة موسم واحد، وبعد مستوياته الكبيرة صُعد للفريق الأول، وقدم معه مباريات كبيرة واستبشر عشاق النادي بموهبة أوزيل الكبيرة، ولعب لشالكة في الموسمين 30 مباراة، لم يتفق أوزيل مع مسيري النادي الألماني على توقيع العقد الجديد بسبب ضعف المقابل المادي. سمعت الأندية الألمانية باختلاف أوزيل مع إدارة شالكة، دخلت في مفاوضات جادة معه لأنها تدرك حجم موهبته وأنه سيكون لاعباً مميزاً في مقبل الأيام، أخيراً وقع إختيار مسعود على فيردر بريمن إذ وقع معه في يناير من عام 2008م عقداً لمدة ثلاثة أعوام مقابل خمسة ملايين يورو، وفي موسم 2008-2009م قاد أوزيل فريقه إلى تحقيق لقب كأس الاتحاد الألماني على حساب بايرلفركوزن، ليس كذلك فحسب بل أنه أوصل فيردر بريمن إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي الذي خسره أمام شاختار الأوكراني، ولعب أوزيل في ذلك الموسم 47 مباراة سجل خلالها خمسة أهداف وصنع الكثير منها. المسلم أوزيل الذي عُرف بقراءة القران قبل المباريات وبتمسكه بهويته الإسلامية فرض اسمه على المنتخب الألماني فأختير للمشاركة في مونديال 2010م، هنالك في جنوب افريقيا خطف أوزيل الأضواء من الجميع وأختير كأفضل صانع لعب بصناعته ثلاثة أهداف إلى جانب مواطنه مولر والبرازيلي كاكا وشارك في تلك البطولة مع الألمان في جميع مبارياتهم السبع والتي توجت بالميداليات البرونزية، فأصبح التعاقد معه هدفاً لأغلب الأندية العالمية، برشلونة وريال مدريد وأرسنال يبحثون عن جلبه، أسطورة التدريب فيرجسون يطمح في ضمه لمانشستر يونايتد، أخيراً ومقابل 15 مليون يورو ريال مدريد وفيردر بريمن يعلنان في 17 أغسطس 2010م إنتقال أوزيل للنادي الأسباني بعد أن حرص المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على التعاقد معه. بعد التوقيع بخمسة أيام ظهر أوزيل لأول مرة بشعار ريال مدريد ودياً أمام ايركوليس ودياً، وجاء ظهوره الرسمي الأول في مباراة مايوركا الدورية عندها لعب بديلاً للأرجنتيني دي ماريا، وشارك أوزيل لأول مرة في دوري أبطال أوروبا أمام أياكس الهولندي عندها صنع أول هدف له مع الريال وسجله الأرجنتيني هيجوين، الهدف الأول لأوزيل مع الريال دورياً سجله في شباك ديبورتيفو لاكرونيا، أما أول أهدافه في دوري الأبطال فسجله في شباك ميلان الإيطالي، ويُعد الموسم الأول للاعب الوسط الألماني مع ريال مدريد ناجحاً بكل المقاييس إذ توج مع الريال بكأس ملك أسبانيا كما تمكن من حجز مكان أساسي في التشكيلة وشارك في 53 مباراة سجل خلالها عشرة أهداف وصنع 25 هدفاً كأعلى لاعب في أوروبا يفعل ذلك، الأسبان سواءاً كانوا عشاق لمدريد أو محايدين أشادوا كثيراً بمستويات أوزيل مع الريال. وبالرغم من تصريحاته التي أطلقها غير مرة برغبته في البقاء مع ريال مدريد أطول مدة ممكنة إلا أن أوزيل قرر الرحيل إلى البريمرليج واختار أرسنال وجهة جديدة له إذ وقع معه عقدا جديدا لمدة خمسة أعوام مقابل أكثر من 40 مليون جنية استرليني كأغلى لاعب في تاريخ المانيا، اوزيل تحدث في الإعلام عن أسباب رحيله من الريال واختياره للمدفعجية إذ أكد بأنه فقد الثقة والاحترام في أخر ايامه مع ريال مدريد بعد ثلاثة مواسم جيدة قضاها هناك ولكن الأمور تغيرت في الفترة الماضية مما دفعه للرحيل عن الفريق الملكي، وأشار أوزيل بأنه عندما حادثه آرسين فينجر أعطاه الثقة من جديد والاحترام الذي فقده مما جعله لايتردد في قبول الرحيل للأرسنال بالإضافة لوجود صديقيه لوكاس بودلوسكي وبير ميرتساكير في الفريق الإنجليزي مما سيساعده للتكيف بسرعه مع العاصمة الإنجليزية لندن. أوزيل الذي يواجه انتقادات لاذعة من الألمان بسبب عدم ترديده النشيد الوطني قبل مباريات المونديال، لعب 59 مباراة دولية سجل خلالها 18 هدفاً، وكان الظهور الأول له بشعار المنتخب الألماني في التاسع من شهر فبراير 2009م أمام النرويج إذ اختار اللعب ل"المانشافت" على حساب المنتخب التركي، ويعول مدرب المانيا في المونديال يواكيم لوف كثيراً على أوزيل ويعتبره أحد أهم أوراقه في التشكيلة، لم يخف المدرب الألماني ذلك بل أفصح عنه في وسائل الإعلام عندما قال: "انه لاعب يتناسب تماما مع افكاري، يلعب على اعلى المستويات، وبامكانه ان يفتك الكرة بسهولة وان يطلق بعدها الكرة نحو المرمى، انه صانع العاب وبامكانه ان يقوم بتمريرات تتسبب بخلق المساحات في دفاعات الخصم". اليوم هنالك اختبار صعب ينتظر الماكينات الألمانية مع المنتخب الفرنسي، كل المباريات الأربع التي خاضها المنتخب في كفة وهذه المباراة في كفة أخرى كونها لا تقبل أنصاف الحلول، أوزيل واحد من جنود موقعة الليلة، أنصار المنتخب الألماني لن يقبلوا بالخسارة إطلاقاً، اللاعب ذو الأصول التركية مطالب بتسخير كامل إمكانياته في المستطيل الأخضر الليلة للرد على منتقديه من جهة ولرد الجميل لمدربه الذي وثق فيه وتحمل انتقادات الإعلام والجماهير.