يخوض صانع ألعاب منتخب ألمانيا لكرة القدم مسعود اوزيل نهائيات كأس أوروبا 2012 برأس مرفوعة بعد أسابيع على تتويجه بطلا للدوري الاسباني مع فريقه ريال مدريد إثر معركة ضارية مع الغريم التاريخي برشلونة. تأقلم اوزيل جيدا مع الفريق الملكي بعد انتقاله عام 2010 من فيردر بريمن، وأصبح ركنا رئيسا في تشكيلة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، لدرجة أنه ساهم في إبعاد البرازيلي كاكا أفضل لاعب في العالم سابقا، كما قدم لمحات فنية نادرة مع البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة. سيسعى اوزيل مجددا إلى إثبات نفسه بأنه قادر أن ينسي الجمهور الألماني لاعب الوسط المعتزل قصرا ميكايل بالاك، عندما يخوض النهائيات القارية لأول مرة في مسيرته. أصبح المنتخب الفائز بكأس أوروبا ثلاث مرات (1972 و1980 و1996) يملك صانع ألعاب من الطراز الرفيع، على غرار توماس هاسلر واندرياس مولر وبالاك. إنه من صانعي الألعاب الذي يتمتعون بخيال ورؤية ثاقبة داخل المستطيل الأخضر ويستطيع أن يقلب مجرى أي مباراة في لحظة واحدة. يؤكد اوزيل بأن الدفاع عن ألوان المانشافت كان خياره الأول والوحيد على الرغم من جذوره التركية. ولد اوزيل ابن الثالثة والعشرين من عمره في ألمانيا وترعرع فيها من ابوين تركيين، وقرر تمثيل منتخب ألمانيا على الصعيد الدولي، علما بأنه خاض مباراته الرسمية الأولى مع المانشافت في فبراير عام 2009. كان تألقه اللافت في نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 وقيادته منتخب بلاده إلى المركز الثالث جواز سفره للانتقال من فيردر بريمن إلى ريال مدريد العريق. يتكلم اوزيل التركية بطلاقة وهو فخور بجذوره، لكن أيضا يفخر بالدفاع عن ألوان المنتخب الألماني ويكشف «أنا من الجيل التركي الثالث الذي ولد في ألمانيا وترعرع فيها، واشعر بالراحة جراء ذلك». ولد اوزيل في مدينة غيلزنكيرخن الصناعية، وسرعان ما بلغ القمة في صفوف ناديه شالكه حيث خاض أول تجربة له في دوري أبطال أوروبا، وفي تلك الفترة كان اوزيل يقود خط الوسط في منتخب ألمانيا في الفئات العمرية، وكانت نقطة التحول في مسيرته عندما انتقل إلى صفوف فيردر بريمن في يناير عام 2008 حيث شهدت مسيرته انطلاقة صاروخية بعدما حل بدلا من صانع الألعاب البرازيلي دييغو الذي انتقل إلى يوفنتوس الإيطالي. نجح اوزيل في قيادة بريمن إلى إحراز لقب بطل كأس ألمانيا بتسجيله هدف المباراة النهائية الوحيد في مرمى باير ليفركوزن على الملعب الأولمبي في برلين. وكانت الأسابيع القليلة التي تلت التتويج من أهم المراحل في مسيرة اوزيل، إذ أنه فرض نفسه الملهم لمنتخب بلاده في بطولة أوروبا 2009 لتحت 21 عاما فر في السويد إذ قدم مستويات رائعة واختير أفضل لاعب في المباراة النهائية التي أنهاها «مانشافت» بفوز كبير على انكلترا 4 صفر، وذلك بتسجيله هدفا وصناعة آخرين. كافأ المدرب يواكيم لوف هذه الموهبة الصاعدة من خلال منحه الفرصة لخوض أربع مباريات في تصفيات كأس العالم، فلم يخيب اوزيل الآمال خصوصا إنه كان وراء التمريرة التي سجل منها زميله ميروسلاف كلوزه هدف الفوز في المباراة الحاسمة ضد روسيا في موسكو في اكتوبر 2009. يقول لوف عن اوزيل «اوزيل هدية لكرة القدم الألمانية». يتمتع اوزيل بالتواضع خارج الملعب، لكنه يصبح شخصا آخر عندما تطأ قدماه المستطيل الأخضر، وهو يستطيع أن يلعب على الجهة اليسرى وخلف المهاجمين، ما يمنحه الحرية لكي يجعل دفاعات الفرق المنافسة تعاني. «لطالما بحثنا عن لاعب رقم 10، والآن وجدناه»، هذا ما قاله بدوره المهاجم ميروسلاف كلوزه عن اوزيل، لم يتأخر اوزيل في البوندسليغا إذ خطفه الميرينغيس بعد بروزه في مونديال 2010 في صفقة ناهزت 15 مليون يورو، ليحرز معه كأس الملك عام 2011 ولقب الليغا الأخير على حساب برشلونة.