أعلن حزب العدالة والتنمية رسميا ترشيح زعيمه رئيس الوزراء المحافظ رجب طيب اردوغان، للانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل. وقال نائب رئيس الحزب الحاكم محمد علي شاهين خلال اجتماع حاشد كان موضع ترقب في انقرة ان "مرشحنا للانتخابات الرئاسية هو رئيسنا العام والنائب عن اسطنبول رجب طيب اردوغان". ورجل تركيا القوي البالغ من العمر 60 عاما، والذي يحكم تركيا بلا منازع منذ 11 عاما، سيفوز بحسب التوقعات بمنصب رئيس الدولة لولاية من خمسة اعوام وسيصبح بذلك المسؤول الذي حكم البلد اطول فترة منذ مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك. وبعد اشهر من الترقب والغموض تم الكشف عن اسم اردوغان ظهر أمس الثلاثاء في غرفة تجارة انقرة اثناء اجتماع حاشد لمجموعة الكوادر في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه. وكان دخول اردوغان السباق الرئاسي حسم منذ الفوز الساحق لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية التي جرت نهاية شهر مارس على الرغم من الانتقادات وفضيحة الفساد غير المسبوقة التي هزت حكومته. ومساء الاحد، صرح نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي للتلفزيون "نعتقد جميعا انه افضل مرشحينا". وازال رئيس الدولة الحالي عبد الله غول بنفسه كل الشكوك حول ذلك عندما اعلن انه لن يترشح لولاية ثانية. واردوغان الذي تجبره مادة في النظام الداخلي لحزب العدالة والتنمية على مغادرة رئاسة الوزراء في ختام الانتخابات التشريعية للعام 2015، اعلن منذ اشهر انه لا يعتزم وضع حد لمسيرته السياسية. واردوغان الذي غالبا ما وصفه انصاره وخصومه على السواء بانه "السلطان" التركي الجديد، يبقى بفارق كبير الرجل السياسي الاكثر شعبية في بلد غالبية ابنائه من المحافظين والملتزمين بديانتهم الاسلامية. وعلى الرغم من اعتباره مهندس التنمية الاقتصادية غير المسبوقة في تركيا منذ بداية سنوات الالفين، فان رئيس الحكومة اصبح مع ذلك منذ سنة الوجه الاكثر اثارة للجدل في البلاد. ومنذ حركة الاحتجاج الشعبي منتصف عام 2013، ياخذ عليه الكثير من الاتراك انحرافه نحو "التسلط" وميله "الاسلامي" وينددون بالفساد السياسي المالي الذي هز نظامه. وقد سبب له القمع العنيف للتظاهرات التي تحدته في الشارع والقوانين الاخيرة التي تعزز الرقابة على الانترنت او القضاء، انتقادات حلفائه الاوروبيين ايضا. ومع ذلك، فان كل استطلاعات الراي التي نشرت نتائجها في الاسابيع الاخيرة ترجح فوزه بغالبية كبيرة في الانتخابات الرئاسية منذ الدورة الاولى. والاسبوع الماضي، منحه استطلاعان للرأي من 52 الى 54 بالمئة من نوايا التصويت لدى 52,6 مليون ناخب تركي. غير ان فرص منافسه الرئيسي ضئيلة، فاكمل الدين احسان اوغلي هو مثقف سبعيني معروف باعتداله ولكن غير المعروف لدى عامة الناس ولم يشتهر بكونه سياسيا. وتبدو ايضا فرص صلاح الدين دمرتاش النائب والمرشح الذي عينه الاثنين حزب السلام والديموقراطية الموالي للاكراد، ضئيلة هي الاخرى. ولجذب اصوات الاكراد المقدر عددهم ب15 مليون نسمة من اصل 76 مليونا، طرح اردوغان الاسبوع الماضي على البرلمان مشروع اصلاح يرمي الى احياء عملية السلام مع المتمردين الاكراد والمتوقفة حاليا. وكثف ايضا الخطابات في حملته الانتخابية لدى الجاليات التركية في الخارج، في المانيا والنمسا وفرنسا، الذين سمح لهم للمرة الاولى بالادلاء باصواتهم في البلد الذي يعيشون فيه. ونددت الصحافة الليبرالية مسبقا برئيس دولة سيكون في رأيها تسلطيا. وكتب محمد يلماظ في افتتاحيته في صحيفة حرييت "تركيا تنجرف بخطى سريعة نحو نظام الرجل الواحد". من جهتها رحبت صحيفة يني سافاك الموالية للحكومة بالفوز المعلن لبطلها. وكتب لقمان كويونجو اوغلو في افتتاحيته يقول انه "نموذج اقليمي" بفضل "مواقفه الصريحة والمستقلة في كل المجالات ونجاحه في مجال الاقتصاد".