أسفرت الأزمة المالية التي طرأت في عام 2008م عن حالة من الركود والهبوط الحاد في أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم وفي أجزاء كثيرة من العالم، ارتفع مستوى البطالة وعانى الكثير من المستثمرين تراجعا كبيرا في مدخراتهم وصافي قيمتها ومن البديهي أن معظم المستثمرين شعروا بالخوف أو الالتباس في ذلك الوقت. إذا كان هناك ثمة درس واحد نجم عن الأزمة فهو أن على المستثمرين أن يركزوا على وضعهم المالي بحيث يستبدلوا عبارة "الخوف والارتباك" بعبارة "الثقة والاستعداد"، سواء كان ذلك من خلال مزيد من الادخار أو عبر مراجعة طريقة توزيع الأصول الخاصة بك أو في كثير من الأحيان الحصول على مشورة المستشار المالي المعتمد. هذه ليست سوى بعض الطرق التي تجعلك أكثر ارتياحا في حالة تعثر الأسواق مرة أخرى. من يخطط يملك زمام السيطرة السؤال الأهم هو ماذا نحتاج للسيطرة على شؤوننا المالية. الجواب الأقصر هو التخطيط. لقد دلت الأبحاث على أن العديد من المستثمرين في جميع أنحاء العالم ما يزالون - حتى الآن- يعتقدون أن المصارف والمقرضين هم السبب في اندلاع الأزمات. في حين أن مسؤولية التأهب لأي ظرفٍ طارئ تقع على المستثمر وحده وفي الواقع إن زيادة الادخار وامتلاك المزيد من الدراية بأمورك المالية هي الخطوات الأولى للسيطرة عليها. كيف يمكنك السيطرة على أمورك المالية؟ فكر في هذه الخطوات الأربع للسيطرة على أموالك الشخصية وتعزيزها. 1. فكر بذكاء أكثر لمستقبلك وتقاعدك في حين اننا لا نستطيع السيطرة على الأسواق، ولكن يمكننا تحسين عادات الادخار لدينا وهذا يمكن أن يأتي بثمار كبيرة في المستقبل. فقد وجدت دراسة حديثة للمؤشر الوطني السندات والادخار بدول مجلس التعاون الخليجي أن 72٪ من السعوديين لا يدخرون بانتظام وأن 92٪ يرون أنهم لا يدخرون بما يكفي للتقاعد. لكن عادة "عدم الادخار" السيئة هذه يجب أن لا تكون هي القاعدة. فالشخص يمكن أن يتحمل مسؤولية وضعه المالي من خلال القيام بعدد من الأمور مثل الاشتراك في خطة ادخار مع الجهة التي يعمل بها أو فتح حسابات ادخار شخصي مما يتوفر لدى المؤسسات المالية العاملة في السوق. المزيد من الادخار يمكن أن يصنع الكثير من الفرق المسألة الأهم هي إيجاد وسيلة لتشجيعك على الادخار بانتظام. ومن أفضل الطرق هي فتح حساب ادخار باقتطاعات تلقائية. فالادخار المنتظم مهما كان المبلغ صغيراً يمكن أن يكون له تأثير كبير على نمط حياتك في المستقبل وأثناء التقاعد وبعده. وثمة طريقة جيدة لجعلك تبدأ في الادخار وهي الاشتراك في برنامج ادخار تديره جهة العمل إذا توفر مثل هذا البرنامج. وبالنسبة لمعظم الأفراد، يجب أن يكون على رأس أولوياتهم الاشتراك بمبلغ كاف والحصول على النسبة التي تساهم بها الشركة، حيث ان عدم القيام بذلك يعني إهمال فرصة مجانية للحصول على مبلغ إضافي. 2. الإعداد لما هو غير متوقع إن وجود ما يكفي من المدخرات للمساعدة في حالات الطوارئ غير المتوقعة يساعدك في الحفاظ على استثماراتك على المدى الطويل في المسار الصحيح. وينصح الخبراء أن يحتفظ الشخص بما لا يقل عن ستة إلى ثمانية أشهر من النقدية في حسابات عالية السيولة مثل صناديق أسواق النقد. ويمكن أن يعيدك استخدام صناديق التقاعد لدفع نفقات غير متوقعة إلى الوراء شهوراً أو حتى سنوات – وهذا ما كنت تريد تجنبه خصوصاً إذا كنت على وشك التقاعد. 3. إعادة النظر في المخاطر المستثمرون الذين ينظرون بعناية إلى كل من العائد والمخاطر في قراراتهم الاستثمارية يحصلون في العادة على نتائج أفضل في المدى الطويل. أما التركيز فقط على الحصول على العائد فقد يضع المستثمر في متاعب مالية بل وربما خسائر ليسوا مستعدين لتحملها. وبالمثل، فإن التركيز فقط على المخاطر قد يضيع على المستثمرين فرص استثمار مشروعة لتنمية ثرواتهم. حتى ان المستثمرين المتمرسين ربما يشعرون بالمضايقة وهم يشاهدون الأزمة المالية تبدد ثروة محافظهم. وبالتالي، فإن الكثير منهم - وفي ردة فعل غير محسوبة - إما خرجوا بسرعة من السوق أو تحولوا بشكل بديهي إلى مزيج استثمار أكثر تحفظاً. لكن المستثمرين المتمسكين بخططهم المتوازنة وبقوا في السوق ربما كانوا أكثر سعادة. ومع أنهم ربما خسروا أكثر في بداية الأزمة، إلا أنهم استفادوا من ارتفاع بنسبة 64٪ في مؤشر تداول منذ مارس 2009م (المصدر: الأهلي كابيتال). في المقابل، قد يكون المستثمرون الذين فروا من سوق الأسهم بحثاً عن الأمان الذي توفره السيولة النقدية أو تجنباً لانخفاض العائد من الاستثمارات قد فوتوا على أنفسهم فرص الانتعاش تلك. للمساعدة في اجتياز تقلبات السوق، فكر في الاقتراحات التالية: هل لديك استراتيجية تتمسك بها على المدى الطويل تخدم احتياجاتك ورغبتك في المخاطرة. فكر في دفع اشتراكات شهرية منتظمة في برنامج ادخار أيا كانت ظروف السوق. راجع برنامجك سنوياً على الأقل وأعد توازنه إذا لزم الأمر بناء على ظروف السوق. 4. لا تعمل وحدك العبرة الأخيرة المستفادة من الانكماش هي أن لا يعمل المستثمر بمفرده. وللابتعاد عن التخمين وضغوط إدارة الاستثمارات في سوق متقلبة، يمكن للمستثمر النظر في تكوين محفظة استثمارية تدار باحتراف مع التركيز على رغبته في المخاطرة وأهدافه على المدى الطويل. كما أن الخدمات المهنية المتخصصة في إدارة الثروات توفر منافع قيمة مثل التنويع والاستثمار في فئات أصول وأساليب استثمار مختلفة في محفظة واحدة. اتباع هذه الخطوات بدقة يجعل المستثمرين أكثر استعداداً ويبعد عنهم القلق والخوف من تعثر السوق مرة أخرى. * الأهلي كابيتال