إن النسبة العظمى من المستثمرين في صناديق الاستثمار المحلية، لا يجيدون أبجديات التعامل معها فحسب، بل أنهم يودعون مدخراتهم كيفما اتفق، دون معرفة سياسة الصندوق المستثمر فيه، والأدهى والأمر أنهم يقترضون أموالا طائلة من أجل الربح السريع والبحث عن الثراء في أقصى وقت ممكن.. هذه الإستراتيجية المتبعة عند الأغلبية. صناديق الاستثمار المشتركة، هي أحدى الأوعية الاستثمارية الناجعة للأموال المعطلة، لاستثمارها في أسهم الشركات - الحديث هنا عن صناديق البورصة أو الأسهم - يديرها مختصون يفقهون كيفية التعامل مع المخاطر الناجمة عن الآثار التي قد تحدث على الاقتصاد بشكل عام سواءً داخلية أو خارجية، وتوظيفها بطرق سليمة كي تجنب المستثمرين المخاطر المالية وتبعاتها، ولكن الاستثمار في الصناديق لا يقل عن ثلاث سنوات لمتوسطي الأجل، بحسب رأي النخب الاقتصادية. ربما يسأل سائل، ماذا جنينا من استثماراتنا في تلك الصناديق خاصةً بعد انهيار فبراير 2006وانكشاف المستور؟، أولاً: الأمر يعود على أن البعض الكثير من إدارات الصناديق تعاملت معها بعقلية المضاربة الطائشة لا بمنطقية الاستثمار الأمثل في الشركات ذات العوائد المجزية والتي نتج عنها خسائر فادحة بسبب العقول الخاوية الطامعة بالعمولات البنكية، ربح من ربح وخسر من خسر.. ما يدل على أن الإدارات السابقة يتم اختيارها بطرق عشوائية لا بمنهجية علمية رصينة متخصصة في المجال الاستثماري. ثانياً: المستثمر - وهذا محور اهتمامنا - يتحمل الجزء الأكبر، لأنك لم تحدد أهدافك المالية، ومدى مخاطرتك إما بنفسك أو بمساعدة خبراء ماليين. حينما تحدد الأهداف التي تدخر لأجلها توفيرك، ومتى تريد المال، ومدى المخاطرة التي قد تتحملها، تكون أكثر قرباً من خياراتك. في الوقت الحالي تسجل الصناديق معدلات نمو جيدة بعدما تم فصلها من البنوك التجارية وجلب خبراء أجانب ليديروا دفة أصول تلك الصناديق، ولكن لا يعتبر ذلك التحسن ربحاً حقيقياً وإنما هو تقليص للخسائر المتراكمة في السنوات الماضية، ومستقبلاً سيجنى المستثمر ثمار هذا التحسن في أدائها. تختلف الاستراتيجيات الاستثمارية للصناديق المشتركة بحسب الأهداف التي وضعت لأجلها، وبناء على تلك الأهداف يمكن لك أن تحدد أيها أنسب لك. صناديق النمو تقع صناديق النمو في الفئة عالية المخاطر وقد تعطي عوائد وتوزيعات قليلة، لأن تذبذب الصندوق متماشٍ مع تذبذب السوق، فهذا يعرف بمخاطر السوق أو المخاطرة السوقية. صناديق العائد والنمو تستعمل صناديق النمو المتوازنة لتحسين العائد من خلال السحوبات المتزامنة لرأس المال التي من شانها أن تضع مجموع العوائد والرساميل في المستوى المرغوب. ربما يكون هذا النوع فعالاً على المدى الطويل بشرط ألا يكون معدل السحوبات من رأس المال عالياً جداً. صناديق القطاعات تختار صناديق القطاعات أن تستثمر في صناعة محددة أو جزء من السوق. على سبيل المثال لا الحصر: المصارف، و البتر وكيماويات. وتُعد صناديق القطاعات أقل تنوعاً من معظم الصناديق الاستثمارية المشتركة، لكنها تعرض تنويعاً على أسهم صناعة معينة أو قطاع معين. [email protected]