السينما هي إحدى قواعد بناء الفكر والوعي في المجتمع، كما أنها عامل مهم في نشر ثقافة المجتمعات، وهي أيضاً قناة مهمة في التربية والسلوك. مما يجعلنا في حاجة ماسة إلى التفكير العملي في إحداث دور للسينما بشرط وضع نظام واضح لهذا الدور حتى تكون ذا فائدة للمجتمع المحلي والعالمي. فالسينما ليست مقصورة على الترفيه والمتعة بل هي مجال كبير للمنفعة الاجتماعية وحسن تقديم الرسائل التثقيفية والتوعوية والإصلاحية في مجال تهذيب السلوك. وإذا كنا نريد إحداث دور للسينما فيجب أولاً أن نهتم بكيفية المادة والوسيلة والطريقة بحيث تتمشى مع رغبات مجتمعنا وفي نفس الوقت تخدم الدين والمجتمع، بمعنى أن تكون السينما سعودية مائة في المائة % تأليفاً وإعداداً وإخراجاً وتمثيلاً حتى نحصل على التميّز والرفعة وحسن القبول، ولن يتحقق ذلك إلا إذا عمدت الهيئة على استحداث معاهد فنية للتدريب على التمثيل والإعداد والإخراج. وبذلك نحصل على سينما سعودية كاملة، إما إن اعتمدنا على السينما العالمية فسوف نضيع بالتقليد والتبعية. إن الافتخار بالسينما السعودية التي تتمشى مع ديننا ومجتمعنا هو المطلوب، فدور السينما السعودية يحسن أن تكون مادتها سعودية فالتمثيليات الأجنبية والعربية نشاهدها يومياً في التلفاز ولا حاجة إلى تكرارها، وهيئة الإعلام المسموع والمرئي مطلوب منها التفكير جدياً في كيفية الحصول على النص السينمائي السعودي المفيد للأخلاق والطموح وسلامة الهدف وقيمته فيما يعرضه من مضامين الطيبة وتكون بقالب ترفيهي ممتع وعليها وضع النظام الذي يكفل النجاح والتميز. إن الاهتمام بنص التمثيل السينمائي هو الركيزة الأولى عند التفكير في إحداث دور للسينما في بلادنا، نريد نصاً متميزاً يخدم ثقافة الوطن والمجتمع والدين الإسلامي بصورة حديثة وعصرية، ومن المعروف أن السينما تعالج أمراض الثقافة إذا أحسن أداؤها، تقول الحكمة (ما فات مات ولك الساعة التي أنت فيها) فتكرار القديم غير مقبول وتشجيع المعاصر نقطة ضوء للتحفيز والإصلاح. ومن المهم أن تعمد الهيئة إلى اختيار متخصصين في تأليف النص السينمائي شرط أن يكونوا سعوديين وإذا لم يتوفر السعوديون فيجب أن تبتعث مجموعة سعودية للخارج للتدريب على كيفية التأليف والإخراج والتمثيل السينمائي الذي يعايش الزمن الحاضر، تقول الحكمة (ابدأ من حيث انتهى الناس). ومن الملاحظ تقصيرنا في إبراز المنتجات الثقافية المعاصرة وكثرة تحدثنا عن أنشطة الأجداد وكأن الحاضرين لا يعرفون وليس لهم إنتاج نتيجة عدم التوازن في الرسالة. إن التفكير في إحداث دور للسينما همة جيدة ونظرة عميقة لنشر الثقافة السعودية السليمة إن شاء الله. حقق الله الآمال.