يختار الناقد الدكتور حافظ المغربي "صور اللون في الشعر الأندلسي" محوراً لنيل درجة الدكتوراه منذ سنوات طويلة، ولكون ان الموضوع يحمل كثيراً من الجدة ولم يستهلك من قبل الباحثين فقد ارتأى أن يخرجه في كتاب عن دار المناهل لتعم الفائدة وليوثق لجهده في هذا الباب الذي كان أول الوالجين فيه. يقول المؤلف في معرض مقدمته: إن الدراسات التي تناولت اللون في الشعر خاصة قليلة جداً، وأزعم – حسب علمي – أنه غير مسبوق بدراسة عن ذات الموضوع في الشعر الأندلسي، ما قد يمنح الكتاب شيئاً من الأهمية، من حيث كونه يعد مرجعية معتبرة لكل من يراود الشعر الأندلسي بحثاً عن دراسة تقارب بين فنين كالشعر والرسم. انطوى الكتاب على ثلاثة أبواب اشبعها المؤلف درساً ونقداً وأظهر مقدرته البحثية في استجلاء جماليات اللون في شعر الأندلسيين، وقد جاء الباب الأول عن مصادر اللون في الزهور والثمار والرياض والقصور والطيور والأنهار والغدران والبحار والسحب والليل والنهار والملابس والطعام والشراب، فيما ناقش في الباب الثاني دلالات اللون في القصيدة الأندلسية والتي منها الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض والأسود والأزرق، وكذلك دور اللون ومكانته من المشاعر. في حين خصص الباب الثالث عن اللون الدراسة الدلالية حيث تحدث عن اللون والصورة الشعرية واللون والموسيقى الخارجية والداخلية وكذلك اللون ووحدة القصيدة. هذا وقد اعتمد الدكتور المغربي في مؤلفه على جمهرة من المصادر والمراجع والفصول ناهزت المئة والثلاثين مادة.