قدمت الكاتبة والناقدة مستورة العرابي، دراسة نقدية عن جماليات ديوان «رحلة البدء والمنتهى» للشاعر عبدالعزيز خوجة، في كتاب أصدره النادي الأدبي الثقافي في جدة بعنوان «التشكيل الجمالي في شعر عبدالعزيز خوجة»، الذي جاء في نحو 308 صفحات من الحجم المتوسط. وحمل الفصل الأول عنوان «عتبات النص»، ووقفت فيه الكاتبة في «الشرق»، على ظاهرة عنونة القصائد بوصفها إضافة جديدة لنسيج الإبداع الشعري، بعد استقراء لديوان الشاعر وتصنيفها إلى: عناوين على المستوى التركيبي، وعناوين على المستوى المجازي، وعناوين مباشرة، كما وقفت على علاقة هذا الديوان بالعناوين الداخلية فيه. وترى العرابي أن خوجة قد وضع عناوين لقصائده ومقطعاته جميعاً، وبدت عميقة في الالتقاء بطريقة تثير فضول القارئ لقراءة الديوان واقتنائه، وكثيراً ما تكون معاني قصائده مختصرة في عنوان الديوان، أي أنه يكون جامعاً لها، مما يدل على أن كلمة العنوان أو جملته تدل على حضور معناها في وعي الشاعر وتفكيره، وأغلب عناوين قصائده تشير إلى ذاته، وذلك عن طريق الإضافة إلى ياء المتكلم، كما تحمل عناوين قصائده عدداً من الدلالات الثقافية والاجتماعية والوطنية، إلا أن القليل من عناوينه بدا مباشراً، كل عنوان يدل على موضوع قصيدته أو مقطعته. وتناول الفصل الثاني من الكتاب تشكيل الخطاب الشعري موسيقياً في شعر خوجة؛ بدءاً بالإيقاع الخارجي باستعمال التشخيص الإحصائي لوصف البحور وأوزانها في قصائده ومقطعاته، والوقوف على القصيدة الكلاسيكية التي تقف إلى جانب القصيدة الحرة، والإشارة إلى القصيدة القريبة من الموشحة الأندلسية، والتطرق لمسألة الزحافات والعلل، ودورها الإيقاعي في التشكيل الموسيقي، كما تناول التناوب الشكلي بين الشكلين العمودي والحر. ووقفت العرابي في هذا الفصل على عدد من الظواهر في مطالع القصائد والمقطعات وثناياها في القصيدة العمودية والحرة، إلى أن وقفت بعد ذلك على تشكيلات القوافي من حيث الإطلاق والتقييد وحروف الروي، وكيفية توظيفها توظيفاً خاصاً لإنتاج شعرية النص، وتناولت الحديث عن قوافيه المزدوجة، وقوافيه الداخلية في قصائده الحرة، إلى أن ناقشت بنية الإيقاع الداخلي، وتناولت عدة ظواهر موسيقية من أبرزها التجنيس، والترديد والتصدير، والتقسيم والموازنة، ثم ظاهرة التكرار والمفارقة وطرائق الشاعر في استعمالها، ودورها في إثراء الإيقاع، وإنتاج الدلالة. وعرضت في نهاية الفصل تحولات التشكيل الموسيقي في شعر خوجة، ومحاولاته التجريبية. وبينت المؤلفة أن خوجة حاول أن يطوّع أوزانه بما يخدم تجربته الشعرية؛ فتصرف في التفعيلات حذفاً وزيادة لكسر أحادية التوجه الإيقاعي للقصيدة، كما لعبت القافية بتنوعاتها المختلفة مثل: القافية المقيدة، والقافية المشبعة، والقافية الداخلية دوراً موسيقياً وإيحائياً معاً، مستدلة بأن الشاعر قد اتخذ من الموسيقى وسيلة أسلوبية، تغني القصيدة بالنغم الفياض بطاقة إيحائية عالية، قادرة على تصوير تجربة الشاعر تصويراً جمالياً موحياً. وفي الفصل الثالث وعنوانه «الصورة الشعرية»؛ قدمت العرابي مدخلا عن الصورة الشعرية، وأهميتها في بناء الشعر، ثم تناولت ظواهر بارزة في الصورة الشعرية عند خوجة، وتحدثت عن الصور الجزئية لدى الشاعر، ثم الصوة الرمز، إلى الصور الكلية، إلى أن وقفت على أبرز مصادر الصورة الشعرية عند خوجة. أما الفصل الرابع «المعجم الشعري»، فتناولته في محورين، وقفت في أولهما على إبراز مصادر الثراء اللغوي في شعر خوجة، أما ثانيهما؛ فتجلى في حقول الدلالة، وهي: حقل الدين، حقل الطبيعة، حقل العاطفة، حقل أسماء الشخصيات، حقل الزمان، وحقل المكان. وعمدت إلى إحصاء مفردات كل حقل، ثم الانطلاق منها إلى عملية التحليل الدلالي له من خلال الاعتداد بدور السياق في تحديد دلالة هذه المفردات. ويشارك النادي الأدبي الثقافي في جدة بالكتاب في معرض الرياض الدولي للكتاب. وقال رئيس النادي، الدكتور عبدالله السلمي، إن خدمة الأدب والأدباء من أهم مسؤوليات النادي، بقيامه بطباعة الكتاب، وتحكيمه علمياً وإبداعياً، ومن ثم تزويد مؤلفه بما أخذ عليه من ملاحظات المحكمين لكي يستفيد منها ليقوم فيما بعد بتحسين مستوى جودة كتابه ليتسنى بعد ذلك للنادي طباعته. وبين السلمي أن النادي شارك في المعرض بأكثر من 300 عنوان، مشيرا إلى أن هذه الإصدارات متنوعة بين مختلف الفنون الإبداعية شعرها ونثرها، إلى جانب الدراسات.