حينما تفتح إشارة المرور الخضراء عينها في تقاطع رئيسي في أحد شوارع المدن الرئيسية في المملكة، لا تتحرك السيارات إلا بعد ثوان قد تصل إلى العشر، في مشهد قد لا تراه إلا في المملكة، والسبب في ذلك يعود إلى أن المسار الذي أضاءت إشارته بالأحمر سيقتطع عنوة العشر ثوان الأولى من المسار الذي انطلقت إشارته للتو، في سلوك مروري غير حضاري ينمو ويزداد كل يوم أمام أداء مروري خامل. تنامي الفوضى المرورية يخلق قيادة غير حضارية وتوشك هذه الظاهرة أن تصبح سلوكاً عادياً في نظر كثير من قائدي السيارات، ففي مدينة كالعاصمة الرياض لا يتوقف من أضاءت لهم الإشارة بلونها الأحمر مصرين على المرور في مخالفات مرورية جماعية تجبر المسار الآخر على التأني، وأحياناً إلى المواجهة بين السيارات التي انطلقت مع إشارتها للتو والأخرى التي واصلت سيرها على الرغم من أن إشارتها حمراء. هذه الظاهرة نمت، واستشرت منذ تركيب كاميرات ساهر في بعض الإشارات المرورية، وكأنه الأمر قد أصبح نوعاً من ردة الفعل تجاه كاميرات ساهر، فالإشارة التي لا تعتليها كاميرات ساهر قد أصبحت مباحة لدى الغالبية العظمى من قائدي السيارات. وتهدد هذه الظاهرة حياة مرتادي الطريق من أولئك الذين لا زالوا يظنون أنه من حقهم التحرك بمجرد أن تضيء إشارة المرور بالأخضر، والذين قد يكونون ضحية لسائق متهور جاء مسرعاً طمعاً في أن يظفر بالثواني الأولى من احمرار إشارة مساره، والتي أصبحت وكأنها لا تعد مخالفة مرورية. وعلى الرغم من أن كل هذه الفوضى تحسب على وعي سائقي السيارات ومدى حرصهم على الانضباط والحفاظ على السلامة، إلا أن الأمر يزداد غرابة حين تستمر أفواج من السيارات في مواصلة سيرها على الرغم من إضاءة إشارة مسارهم باللون الأحمر وفي حضرة دورية مرور يبدو قائدها لا يعير ما يحدث أمامه أي اهتمام.