رغم الاحتجاج المستمر على نظام "ساهر" المروري من قبل العديد من السائقين، إلا أن وجود "كاميراته" أصبحت مقياسا لالتزام العديد منهم بالأنظمة المرورية في شوارع العاصمة، إذ يبدو السائقون ملتزمين بشكل كبير في المواقع المزودة بالكاميرات، في حين أن بعضهم "يسرحون" و"يمرحون" في المواقع التي لم تركب فيها الكاميرات خاصة أمام الإشارات الضوئية. وخلال رصد "الوطن" المتكرر لبعض المواقع في العاصمة لاحظت مخالفات مرورية بالجملة، أبرزها عكس الشوارع وقطع الإشارات الحمراء الغائبة عنها كاميرات "ساهر" وسط استياء كبير من السائقين الملتزمين بالأنظمة، ووسط استغراب مقيمين بينهم "غربيون" يصطدمون بالموقف ولا يملكون إلا التأفف من هذا الوضع الذي يرونه أمام أعينهم صباح ومساء كل يوم. ففي نهاية طريق خالد بن الوليد شمال شرق الرياض الشهير ب"إنكاس" وتحديدا قبل تقاطعه مع طريق الدمام توجد إشارة مرورية خالية من "ساهر"، ولا يتوقف عندها إلا القليل من السائقين أثناء إضاءتها بالأحمر، في حين لا يتجرأ أحد على قطع أو تجاوز خطوط المشاة في إشارة أخرى بعدها بأقل من 800 متر مزودة بالكاميرات. ورصدت "الوطن" في الطريق نفسه العديد من الكتل الخرسانية التي وضعت على جانب الطريق حتى لا يتجاوز السائقون المخالفون الأرصفة، إلا أن تلك الكتل لم تجد نفعا حيث يتحايل عليها بعض المخالفين ويعكسون الطريق العام والعودة للإشارة والوقوف أمام السيارات بطريقة عرضية وسط عشوائية وفوضى كبيرة لا يمكن أن تحدث لو كان هناك رجال مرور يراقبون المكان أو كاميرات ساهر ترصد تلك المخالفات. ويحدث الأمر نفسه في مواقع أخرى من العاصمة علّق عليها المواطن تركي العتيبي بقوله إنه كان أحد المتذمرين من ترصد "ساهر" للمركبات في كل مكان، لكنه بعد مشاهدته للفوضى المرورية والمخالفات التي يرتكبها مستهترون أمام بعض الإشارات والتقاطعات التي تخلو من كاميرات ساهر، تراجع عن رأيه في "ساهر" بل أصبح أكثر المنادين بوجوده لضبط الفئات المستهترة بحياة الناس، لافتا إلى أنه يقف على فوضى مرورية يومية عند ذهابه لدوامه في إحدى الإشارات التي تتكدس فيها السيارات المخالفة كيفما اتفق، في حين ينتظم السائقون على مقربة منها في إشارة أخرى مزودة بكاميرات ساهر ما يعكس الوعي لدى بعض الفئات التي لا تلتزم بالنظام ولا يردعها إلا العقوبات الصارمة والغرامات المالية. من ناحيته، وضع "مرور الرياض" على موقعه على شبكة الإنترنت استفتاء عن "مدى احترام سائقي المركبات لأنظمة وقواعد المرور" وأظهر الاستفتاء الذي صوت عليه مرتادو الموقع حتى أمس أن 67% من المصوتين يرون أن السائقين لا يلتزمون بالأنظمة المرورية، و17% يلتزمون، و16% يلتزمون إلى حد ما.