أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية، فرح دخل الله، أن قرار حكومة بلادها رفع صفة الائتلاف السوري المعارض إلى بعثة دولية يُعد مؤشراً على التزامها بدعمه، وأكدت بأن هذه الخطوة لا تمنح بعثته في لندن صفة دبلوماسية تامة. وقالت دخل الله امس "سنقدم 30 مليون جنيه استرليني لمساعدة الائتلاف المعارض على بناء قدراته لتمكينه من توفير الخدمات على الأرض وبشكل ميداني داخل سورية، ودعم الاستقرار في المنطقة". واضافت "قررنا رفع تمثيل الائتلاف السوري المعارض إلى درجة بعثة اعترافاً منا بقوة الشراكة بيننا، وهذه الوضعية الجديدة الأرفع لا تمنح بعثته في لندن صفة دبلوماسية تامة لكنها تعزز مكانتها وتساعد رئيس البعثة في جهوده الرامية لحشد المناصرة والتأييد للائتلاف، كما أنها لا تعني أيضاً تسليمه السفارة السورية". وكانت بريطانيا قررت في التاسع والعشرين من أيار/مايو 2012 ابعاد القائم بأعمال السفارة السورية واثنين من دبلوماسييها بعد نحو شهرين على اغلاق سفارتها في دمشق وسحب جميع دبلوماسييها من هناك، وردت الحكومة السورية بسحب سفيرها سامي الخيمي من لندن واغلاق السفارة لاحقاً. وحول موقف بريطانيا من مطالب الائتلاف السوري المعارض اقامة حظر جوي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سورية، قالت دخل الله "إن مجلس العموم (البرلمان) البريطاني كان صوّت من قبل ضد التدخل العسكري البريطاني في سورية، ونحن نحترم هذا القرار ولذلك ينصب تركيزنا على تقديم المساعدات الفنية والمساعدات غير الفتاكة والمساعدات الانسانية أيضاً، وكما هو معروف فان بريطانيا هي ثاني أكبر دولة مانحة بشكل ثنائي للجهود الإنسانية في سورية". واضافت أن الحكومة البريطانية "لا تزال تؤمن بأن الانتقال السياسي عن طريق التفاوض هو السبيل الوحيد لانهاء الصراع وتخفيف المعاناة الإنسانية، وتطالب النظام السوري وداعميه بالعودة إلى المسار السياسي والمفاوضات لحل النزاع". واشارت دخل الله إلى أن الحكومة البريطانية "تعتبر أن مسؤولية انهيار الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف تقع على عاتق النظام السوري". وقالت "نحن نعمل مع شركائنا الدوليين باستمرار من أجل التوصل إلى حل ونهاية لهذه الأزمة، وكان اجتماع لندن للدول الأساسية الإحدى عشرة في مجموعة أصدقاء سوريا واحداً من التحركات التي نقوم بها للتشاور مع أصدقائنا في المجتمع الدولي وفي المنطقة لانهاء هذا الصراع". وسُئلت عن موقف الحكومة البريطانية من انتشار الجماعات الجهادية في سورية، فأجابت دخل الله "اتفقنا مع شركائنا في مجموعة أصدقاء سورية على أهمية وقف تدفق المقاتلين الأجانب على سورية، ونحن لا نعتبر أن المقاتلين المتطرفين يشكلون جزءاً من المعارضة وموقفنا يقوم على دعم المعارضة المعتدلة، واعتبار أن المسألة ليست الاختيار بين نظام الأسد وبين المتطرفين". وقالت "الخيار البديل هو دعم الائتلاف السوري المعارض والمجلس العسكري الأعلى، والوصول إلى وضع في سورية تتمتع بمجتمع ديمقراطي وتعددي يتسع لكافة ابنائه". وكانت المجموعة الأساسية من أصدقاء سورية اعلنت في بيانها الختامي الخميس أنها "اتفقت بالاجماع على اتخاذ المزيد من الخطوات معاً عبر استراتيجية منسقة لزيادة دعمها للائتلاف الوطني ومجلسه العسكري الأعلى والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به، وبذل كل ما في وسعها لمحاسبة نظام الأسد على الارهاب الذي يمارسه، بما في ذلك احالته من خلال مجلس الأمن الدولي للمحكمة الجنائية الدولية، والتعاون لمكافحة قوى التطرف المتنامية، واتمام ازالة أسلحة سوريا الكيميائية، وتعزيز جهودها في مجال ايصال المساعدات عبر الحدود وخطوط القتال بغض النظر عن موافقة النظام أو عدمها".