بدأت القوى الست وإيران مرحلة حاسمة من المساعي الدبلوماسية بشأن أنشطة إيران النووية خلال محادثات في فيينا انطلقت أمس الأربعاء وتستمر ثلاثة أيام بهدف حل نزاع عمره نحو عشر سنوات. ورغم وجود شكوك في إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الطرفين إلا أنهما يستعدان الآن لبدء صياغة نص اتفاق نهائي قد يضع نهاية لسنوات من العداء وانعدام الثقة ويقلص خطر اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط. وخلال الشهرين المقبلين تريد مجموعة "5+1" (المانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) من إيران أن توافق على أن تخفض أجزاء كبيرة من أنشطتها النووية التي تخشى من أنها تهدف لانتاج أسلحة بينما تريد إيران من القوى إلغاء العقوبات الاقتصادية الطاحنة. وقال دبلوماسيون من الجانبين إنهم يريدون بحلول منتصف يوليو حل جميع نقاط الخلاف الشائكة بشأن قضايا مثل قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ومستقبل المنشآت النووية بالإضافة لوضع جدول زمني لتخفيف العقوبات بحلول منتصف يوليو. وبعد ذلك ينتهي العمل باتفاق مؤقت أبرمه الجانبان في نوفمبر الماضي وإذا جرى مد هذا الاتفاق فسيؤدي ذلك على الأرجح إلى تعقيد المحادثات. وحذر مسؤول أميركي كبير من الإفراط في التفاؤل وقال لصحافيين طالبا عدم نشر اسمه "بصراحة شديدة الأمر صعب للغاية". وأضاف "أود أن أحذر الناس من أن بدء صياغة (اتفاق) لا يعني قطعا أن اتفاقا يلوح في الأفق أو أننا واثقون بأننا سنصل لحل في نهاية المطاف". وبشكل عام تريد القوى الست أن تضمن الحد من أنشطة برنامج إيران النووي بدرجة تكفي بحيث تستغرق إيران وقتا طويلا لتجميع مكونات قنبلة نووية إذا اختارت القيام بذلك. وتنفي طهران أن تكون هذه نواياها. ومن أهم هذه الضمانات عدد أجهزة الطرد المركزي التي سيكون بقاؤها في إيران مقبولا. ومن الممكن أن تخصب أجهزة الطرد المركزي اليورانيوم إلى المستوى الذي يستخدم في انتاج القنابل. وتملك طهران نحو عشرة آلاف جهاز طرد مركزي لكن الغرب سيود على الأرجح تقليص هذا العدد وهو مطلب قد لا يكون مقبولا للمفاوضين الإيرانيين. ومن القضايا المهمة أيضا الأبحاث التي تجريها إيران وتطوير تقنيات نووية جديدة وكمية اليورانيوم المخصب التي يمكنها الاحتفاظ بها. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب كوقود في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية أو لانتاج الأسلحة إذا تم تخصيبه لمستوى عال.