"أتساءل: كيف يمكنني مواجهة هذا العالم لو أنني لم أستدل على طريق الكتابة؟". هذه تغريدة كتبتها من دون تحضير مسبق، على تويتر وأرفقتها بوسم #الكتابة_هي_الحل . ورغم عفوية التغريدة، التي كتبتها أساسا كإهداء لمشروع "تكوين" الثقافي المعني بالكتابة والتدرب عليها، إلا أن أصل التساؤل ليس عفوياً بل هو أحد أسئلتي الكبرى منذ أن تعلمت الكتابة، فقد كانت دائما بالنسبة لي هي الخلاص وهي المنقذ وهي الملاذ، أي أنها كانت الحل لكثير من المشكلات التي واجهتني، في حياتي كلها، أحيانا بقصد وأحيانا أخرى بغير قصد. وعلى هذا الصعيد كنت دائماً أتذكر أحد أجمل أبيات قيس بن الملوح ويقول فيه: "وما أشرف الأيفاع إلا صبابةً / ولا أنشد الأشعار إلا تداويا"، بل ان كثيراً من مقابلاتي الصحفية يرد فيها هذا البيت ردا عن أي سؤال يتعلق بالشعر أو بالكتابة ودورهما في حياتي أو وظيفتها في الحياة عموما. كنت أعرف بالتأكيد أن كثيرين من الشعراء والكتاب، غيري، يشاركون مجنون ليلى بهذه القناعة الإيمانية بالشعر وبالكتابة، لكنني لم أتوقع أن فكرة الوسم على تويتر في ذلك الإطار ستحظى بكل هذا الاهتمام والدعم من قبل كثير من الكتاب والقراء والمغردين. فقد اكتشفت من خلال متابعتي للوسم منذ أول تغريدة فيه قبل أيام قليلة، أن الكتابة هي الحل بالنسبة للكثيرين، من غير الشعراء والكتاب أيضا، وبطرق مختلفة وصور متنوعة. والجميل في هذا الوسم أنه من النوع المستمر، ولا أظن أنه سيتوقف فهو غير مرتبط بحدث معين ولا مناسبة مؤقتة، بل سيبقى حياً يرزق على قيد الكتابة والتغريد دائماً، لأنه يعنى بموضوع الإبداع الكتابي المستمر باستمرار نهر الحياة بالتدفق في شرايين الكون، وهو موضوع لا يتعلق بالشعراء والكتاب وحدهم بل متعلق بكل من يؤمن بالكلمة ودورها في التغيير. ومنذ أن وضعت الوسم على صفحتي في تويتر تعودت على زيارته والتجول به أكثر من مرة في اليوم، لأحظى بقراءة مساهمات مدهشة لم تكن لتخطر على بالي اجتهد كتابها من الكتاب المحترفين وغير المحترفين بإدراجها تحت شعار "الكتابة هي الحل"، وقد استمرت المساهمات في الوسم على شكل رذاذ ينهمر بالكلمات حتى وصفته الكاتبة هند الدهمش بأنه كعصفور ينتفض من بلل المطر. سأضع هنا الآن بعض المساهمات التي وجدتها أمامي وأنا أكتب هذه المقالة، على أمل العودة للكتابة عن الكتابة باعتبارها هي الحل، ولانتقاء المزيد من المساهمات لاحقاً: يوسف المحيميد: حينما يستبد بك الشتات، وتنعدم الحيلة، فإن الكتابة هي الحل. منى الشمري: حين لا تكون الكتابة هي الحل، فلن يجدي أي حل أخر. محمد الرفرافي: الكتابة هي الحل، شِعارٌ يَنفع أن يَرْفعَه كاتبٌ يَنْوي تشكيل حزب سياسي لِخَوْض انتخابات ما. طلال حمزة: الكتابة هي الحل، والقراء هم : المشكلة! كوثر الأربش: الكتابة هي الحل، حتى لا تتبخر تجاربنا وتنمحي تأملاتنا. دلع المفتي: أحتاج لبياض الورقة ينسيني سواد الأرواح. عبدالعزيز الرويلي: الكتابة هي الحل، وفي أحيان كثيرة هي الربط! علياء الدواس: الكتابة هي الحل وهي الشباك عندما يكون الباب مغلقاً. اسماء عليان: الكتابة هي الحل، لأنها كما قال عنها د.غازي القصيبي: "حين يتعلق الأمر بمشاعري الحقيقية، مشاعري الخفيّة، أجد أن الكتابة أسهل من الكلام". زهرة الليمون: الكتابة هي الحل، وﻷنني امراة برأس من المطاط وأفكار مشتعلة ورغبات ملتوية وﻷنني سيئة جداً في اصطياد الشكوى وجب علي أن أكتب الغموض للعدم ﻷستريح. د.أمثال الحويلة: الكتابة هي الحل في التفريغ الانفعالي والتعبير عن الحالة الشعورية. ريم الميع: الكتابة هي الحل.. للكآبة ريم علي: الكتابة هي الحل إذا أردت أن تعيش حرا. ميساء الشريف: الكتابة هي الحل، لأنها تُحرّض على الحب .. :) اسامة الفليح: الكتابة هي الحل، ودع عنك كل الكآبة. أكتبوا ولا تكذبوا.. اكتبوا ولاتكتئبوا.. اكتبوا واكتبوا. نفلة محمد: الكتابة هي الحل لأنها ببساطة: الطريق المؤدي إلينا. أمل ناضرين: الكتابة هي الحل، عندما يخذلك الأصدقاء ويتناساك الأقرباء وينشغل عنك الأبناء. البدوي الأخير: الكاتب الحقيقي هو الذي يكتب وهو يعتقد أن الكتابة ستكون الشيء الوحيد الذي سينقذه لاحقاً لو غرق في البحر! شيخة البرازي: الكتابة هي الحل من أجل الأكوان الرحبة التي ستنبثق بك! من أجل أن تصعد كوكباً.. من أجل أن تستعيد نفسك؛ اكتب. صفر: الكتابة هي الحل، لأننا العُقدة. علي عكور: الكتابة هي الحل، تظنّ أنك أوقفت النزف بوضعِ القلم على فوّهة الجرح، لا تدري أن دماءك أصبحت وشمًا في رأس القلم. وسأختم بتغريدة ريم ناصر، وهي إحدى أظرف تغريدات الوسم: الكتابة هي الحل إذا لم يكن في جيبك مُسدّس