يهرب عشاق الطبيعة من ضغوط الحياة والعمل إلى أماكن تكون الكلمة العليا فيها للهدوء، هذه الأماكن يخيل للبعض أنها في بلدان بعيدة أو انها تكلف الكثير من المال والجهد للوصول إليها، إلا أن الواقع يختلف تماما. فرسان جزر البحر الأحمر الجميلة بتاريخها العريق وتراثها التليد وموروثاتها الشعبية المدهشة هي الحضن الدافئ لرواد الاجازات القصيرة، فلم يعد هناك عائق زمني او مالي يحد من الوصول إلى هناك في ظل وجود وسائط نقل متعددة، ففي الوقت الحالي تقلع من وإلى جازان يومياً أربع رحلات. هذه الجزر بكل ما فيها من روعة وتاريخ وطبيعة تفتح ذراعيها لعشاق الإجازات القصيرة لسبر أغوارها فالغوص والسباحة والمشي والصيد كلها رياضات يمكن للزائر ممارستها. روعة الشاطئ عشاق المواقع التراثية سيجدون في الجزر كنزا ثمينا فالمتاحف البحرية متواجدة، وخمرى تراثية تقرأ فيها تاريخ الجزيرة الجميل، وقرية صير القديمة على بعد 100كلم من الميناء، هذا بالإضافة إلى جزيرة أبو طوق وملامح النخيل الحزين الذي يقابل بباقاته الباسقة بيوت وصناديق الصيادين البيضاء التي هجرها أصحابها للبحث عن لقمة عيش أفضل في مناطق أخرى كلها عوامل جذب للسائح. جزر فرسان لم تبح بعد بكل أسرارها، ففيها يلتقي البحران تحت جسر أبو طوق في لقاء حميمي يعبر عن شوق الرجل الفرساني العائد من رحلة سفر بعيدة بأهله وذويه، أما حفيف شجر القندل المتداخل مع سيمفونية البحر المتلاطم في الغابة الخضراء فتعتبر للزائر غناء مثيرا للأشجان والتأمل في قدرة الخالق سبحانه وتعالى. أنشطة كثيرة تنتظر الزوار فرسان حكايات من الدانة والشعر وذكريات الغوص واللؤلؤ وأحلام مغادري منازلهم في جزيرة قماح على أمل العودة إليها في أقرب الفرص التي قد تكون أعواماً إذا قدر لهم ذلك الباحثون من أحلام المساء الجميلة وهواجيس الشعر والسهر والشجن لن يجدوا حساسية فنية مرهفة وعالية أكثر من الإنسان الفرساني الذي هو فنان متحرك وشاعر وطائر مغرد وكيف يحلق بسامعيه في عوالم رومانسية تجمع بين الحلم والواقعية في أدب رفيع يعبر عن حالة معاناة الإنسان الفرساني في رحلات السفر في البحر والغوص والصيد وما يلاقيه من أهوال البحر وتقلباته المسالمة والمرعبة في أحايين كثيرة. طبيعة ساحرة لن يجد الراغب في إجازة عرس أو إجازة عمل.. أو الهروب من الضغوط النفسية والصحية عالماً ممتعاً ومدهشاً حيث بةبيئة الدلافين والسلاحف وببغاء البحر والغزلان البرية وأهازيج البحارة أكثر مما سيجده من فرسان مع بساطة وابتسامة الرجل الفرساني واحتفائه الجميل بضيوفه.