سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ولي ولي العهد: خادم الحرمين حريص على تطوير الاقتصاد الوطني للارتقاء بمكانة المملكة العالمية خلال رعايته مؤتمر "الاقتصاد الوطني.. التحديات والطموحات" في جامعة المؤسس
رعى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - مساء أمس افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي الثاني الذي يقام تحت عنوان "الاقتصاد الوطني.. التحديات والطموحات" وتنظمه جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في كلية الاقتصاد والإدارة بالتعاون مع الشريك المنظم مركز الخليج للأبحاث، وذلك في مقر الجامعة. مدير جامعة الملك عبدالعزيز يعلن إطلاق كرسي الأمير مقرن لإدارة الأزمات والكوارث بتكلفة 5 ملايين وكان في استقبال سمو ولي ولي العهد لدى وصوله صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز، ومدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب. وقد وصل في معية سموه، صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن مقرن بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعد بن عبدالرحمن. ثم عزف السلام الملكي. الأمير مقرن يلقي كلمة في الحفل بعد ذلك قص سمو ولي ولي العهد الشريط إيذاناً بافتتاح معرض"غيث" المصاحب للمؤتمر الذي يستعرض مسيرة الاقتصاد السعودي عبر الزمن. وبعد أن أخذ سمو الأمير مقرن مكانه، بدئ الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. عقب ذلك ألقى ولي ولي العهد كلمة بهذه المناسبة فيما يلي نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين. أصحاب السمو.. أصحاب المعالي والسعادة الإخوة والأخوات.. أيها الحفل الكريم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أستهل فعاليات مؤتمر "الاقتصاد الوطني، التحديات والطموح" في دورته الثانية الذي تنظمه كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة المؤسس بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث، حيث يأتي دور هذا المؤتمر في إطار ما تسعى إليه جميع مؤسسات الدولة من الارتقاء وتطوير مستوى الاقتصاد السعودي بما يعود بالنفع على جميع المواطنين من خلال ما يتمخض عنه من توصيات ونتائج، فسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وكما ذكرت في أكثر من مناسبة حريص على الاقتصاد الوطني للمملكة، ودائما ما يحرص على تطويرها للارتقاء بمكانتها اقتصادياً بالمجتمع الدولي، ونجد ذلك جلياً من خلال تبوؤ المملكة مكانة اقتصادية عالمية من خلال دخولها ضمن مجموعة العشرين ورئاستها عددا من اللجان الاقتصادية في المنظمات الدولية. أيها الحفل الكريم.. زخر عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين بالعديد من المبادرات والمنجزات من أجل التقدم وبناء المستقبل الأفضل للمملكة وأبنائها. ويمكننا التأكيد أن تلك المبادرات والمنجزات استهدفت وتستهدف في مجملها خدمة المواطن والارتقاء به، وتحقيق رفاهيته، وتوفير كل احتياجاته باعتباره محور التنمية، ومن هذا المنطلق جاءت المبادرات والخطط والاستراتيجيات والمشروعات الكبرى التي رصدت لها مئات المليارات من الريالات، حيث شهد القطاع الصحي نقلة نوعية في جميع مجالاته، فقد تم خلال الفترة القصيرة المنصرمة تشييد وإنشاء العديد من المستشفيات والأبراج الطبية، وتحسين وتطوير المنشآت القائمة، وكذلك إنشاء العديد من الجامعات في عدد من المناطق خاصة المناطق التي لايتوفر بها جامعات، وأيضاً إنشاء المدن الاقتصادية في العديد من مناطق مملكتنا الغالية. ولي ولي العهد يتحدث إلى وسائل الإعلام وكذلك ما يشهده الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة من توسعة وتطوير لم يشهد لها التأريخ الإسلامي مثيلاً. وختاماً، نشكر معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز ومنسوبي الجامعة، خاصة منسوبي كلية الاقتصاد والإدارة على إقامة هذا المؤتمر، كما نشكر كل من ساهم في إقامة هذا المؤتمر خاصة مركز الخليج للأبحاث، ونشكر الجميع على حضورهم. وأتمنى لمؤتمركم هذا بحضوره المتميز التوفيق والسداد، والخروج بتوصيات تسهم بشكل فاعل في مواجهة التحديات وتحقيق الطموحات لتعزيز موقع اقتصادنا الوطني. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". ثم ألقى مدير جامعة الملك عبدالعزيز كلمة رفع خلالها الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما وفرته للجامعة من مقومات العلم والتعليم والبحث والتفكير في جميع التخصصات، مشيراً إلى أن تلك المقومات لا تقتصر على الإمكانات المكانية أو المرافقية من معامل ومكتبات وأجهزة وخلافة بل تجاوزت ذلك إلى تهيئة الكادر السعودي المتميز والمدرب في شتى أنحاء العالم حتى أصبح منافساً ومبدعاً ومؤلفاً ومقيماً. وأفاد أن تنظيم الجامعة ممثلة في كلية الاقتصاد والإدارة للمؤتمر العلمي جاء من أجل تعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني من خلال الوقوف على التحديات لتجاوزها، واستشراف الطموحات المستقبلية من أجل تحقيقها. وقال: "إن اخضاع الاقتصاد وكل تفريعاته إلى التحليل العلمي والبحث التطبيقي واستقراء الواقع وتحديد مكامن القوة والضعف كلها مقومات نجاح وعوامل تقوية لاقتصادنا الوطني واقعه ومستقبله"، لافتا الانتباه إلى أن كلية الاقتصاد والإدارة نحت هذا المنحى العلمي في دعمها الاقتصاد الوطني لإدراكها أنه لا سبيل إلى اقتصاد معافى إلا عن طريق العلم الناضج والتحليل الدقيق والرصد الواقعي لكل المؤشرات والمؤثرات بغية وضع استراتيجية واضحة المعالم للنهوض به بما يتواكب مع متطلبات التنمية الشاملة وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله. الأمير مقرن بعد افتتاحه معرض»غيث» المصاحب للمؤتمر بحضور الأمير متعب بن عبدالله وخاطب المشاركين في المؤتمر قائلا: "إن مشاركتكم لها أبعاد ومدلولات تشكل إضافة حقيقية لدفع حركة البحث العلمي وطرح رؤى اقتصادية تسهم في رفد محركات الاقتصاد الوطني وتحقيق طموحاته ومواجهة تحدياته ووضع الحلول لكل مشكلة". وأعلن مدير جامعة الملك عبدالعزيز موافقة سمو ولي ولي العهد على إطلاق كرسي في الجامعة باسم "كرسى الأمير مقرن لإدارة الأزمات والكوارث" بتكلفة بلغت 5 ملايين ريال، مؤكداً أن الكرسي سيكون بناء في وضع ممارسات تطبيقية في مجاله بإذن الله. بعدها ألقى عميد كلية الاقتصاد والإدارة الدكتور أيمن صالح فاضل كلمة هنأ فيها سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز على الثقة الملكية الكريمة بمناسبة اختياره وليا لولي العهد. وبين أن المؤتمر يهدف للتعرف إلى واقع الاقتصاد الوطني وما حققه من تطور في ظل ما يشهده العالم من تحولات اقتصادية وسعي القيادة الحكيمة إلى تحقيق التوازن بين مكوناته وترسيخ ثقافة التنمية الاقتصادية، إلى جانب الوصول لأفضل التوصيات والاستفادة من المرحلة التاريخية والوفرة المالية. إثر ذلك ألقيت كلمة القطاع الخاص ألقاها المهندس يحيى بن محمد بن لادن استعرض فيها مسيرة القطاع الخاص في المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز وأبنائه البررة وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، مفيداً أن القطاع الخاص حظي بدعم سخي ومؤازرة من القيادة الحكيمة ما أسهم تحقيق العديد من الإنجازات. وأفاد أن نسبة الناتج المحلي للقطاع الخاص بلغت 59 بالمئة عام 2013م، مشيراً إلى أنه أسهم - طبقاً لإحصاءات وزارة العمل في شهر شعبان العام المنصرم - في استيعاب 7 ملايين و350 ألف عامل من العمالة الوافدة غير العمالة المنزلية. وأكد بن لادن أن القطاع الخاص حريص على توطين الوظائف انطلاقا من مسئوليته الوطنية والاجتماعية واستقطاب العمالة الوطنية الماهرة التي تناسب بيئة العمل ولاسيما العمالة الحرفية، داعياً لتوفير معاهد متخصصة بمساهمة القطاع الخاص. وعد مراكز البحوث في الجامعات الرائدة محركا أساسيا لاقتصادات الدول المتقدمة من خلال أبحاثها وتقديم الحلول المبتكرة للقضايا الاقتصادية. أصحاب السمو والمعالي والسعادة حضور الحفل عقب ذلك ألقى رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز عثمان بن صقر كلمة تطرق خلالها لنتائج المؤتمر الأول التي كانت دافعاً لتنظيم المؤتمر الثاني انطلاقا من رؤية جامعة الملك عبدالعزيز في وضع البحث العلمي في خدمة المجتمع وقضايا التنمية، وبما ينسجم مع استراتيجية مركز الخليج للأبحاث التي تقوم على وضع العلم والمعرفة في خدمة المجتمع. وأكد أن الاقتصاد الوطني يقف شامخا متناميا في ظل الأزمات المالية التي تعصف بالاقتصادات العالمية، مرجعا ذلك لفضل الله عز وجل ثم حكمة القيادة الرشيدة التي تمتلك رؤية التخطيط السليمة والنظرة الثاقبة التي تتعامل مع المستقبل برؤية واضحة وجلية، إلى جانب امتلاك المملكة للمقومات الطبيعية. وأبان أن المؤتمر سيشهد إقامة 18 جلسة و52 بحثا ومشاركة أكثر من 100 متحدث ومناقش ومتداخل جميعهم يتناولون الاقتصاد الوطني. وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث من وجهة نظري لا يمكن فصل الاقتصاد السعودي عن الاقتصاد الخليجي فكلاهما يؤثر ويتأثر بالآخر، وهذا ما ترجمه خادم الحرمين الشريفين في كلمته أمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت في الرياض عام 2011م". وأضاف: "انطلاقا من مبادرة ورؤية خادم الحرمين الشريفين فإن الاقتصاد يعد حجر الزاوية في منظومة الاتحاد الخليجي المأمول الذي يستطيع أن يكون أنموذجا لتحقيق طموحات أبناء دول الخليج ويدرأ المخاطر، وبطبيعة الحال لن يتحقق التكامل الاقتصادي إلا في وجود مناخ من الأمن والاستقرار والقدرة على الدفاع عن دولنا". ثم تسلم سمو ولي ولي العهد هديتين تذكاريتين من مدير جامعة الملك عبدالعزيز ومن عميد كلية الاقتصاد والإدارة. بعد ذلك كرم سمو ولي ولي العهد المشاركين في تنظيم المؤتمر والرعاة. إثر ذلك التقطت الصور التذكارية مع سموه.. ثم عزف السلام الملكي. بعدها غادر سمو ولي ولي العهد مقر الحفل مودعاً بالحفاوة والتكريم. حضر الحفل المستشار والمشرف العام على مكتب سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأستاذ عبدالعزيز بن صالح الحواس، وعدد من أصحاب المعالي وعدد من المسؤولين والأكاديميين وممثلي القطاع الخاص.