آخر قمة عربية حضرتها مع الوفد الإعلامي العربي كانت في قطر.. البداية التي قرأنا أخبارها وسمعنا موجزات عن مقترحات متطلباتها.. كانت تعطي الكثير من التفاؤل والأمل بأن تكون القمة العربية في أي مكان عقدت وحدها القادرة على فرض ما هو مطلوب من مواقف موضوعية وفتح فرص التقارب بين كل فئات العضوية.. هذا لم يحدث.. ولم يكن يحدث قبل ذلك.. بل جميعنا نذكر كيف كان أغرب حاكم في كل امتداد التاريخ العربي المعروف باسم «معمر القذافي» يرغم كل القيادات على تأجيل البداية حتى يكون في حالة صحو تدفعه نحو الاجتماع، وقد لقي توبيخاً من عقليات لا تقبل ذلك التردي.. وقد ارتاح الناس في قطر وقتها لأن القذافي كانت قد انتهت حياته بسوء.. من طرائف الحضور في قمة قطر أن ممثلي الدول كانت كلماتهم تبتلع أي مساحات وقت قد يوفّر القليل منها حواراً موضوعياً يرتفع بواقع العلاقات، لكن ذلك لم يحدث.. بل ما لم يكن متوقعاً أن الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي استغرق ما يقارب الساعة بينما جميع من كانوا قبله يتحدثون عبر عشر دقائق أو خمس عشرة دقيقة فقط، هو مدّد الوقت إلى ستين دقيقة في استمرارية كلام يزدحم بالمبالغات والحديث عن دولته كما لو كانت لا تعيش أي مشاكل.. وكأنها تنفرد بتعدّد خصوصيات تطور.. أين الواقع.. في ذلك الوقت الماضي القريب؟.. لا شيء من ذلك وقتها، خصوصاً وأن ما حدث بعد قمة قطر لم يكن تراجعاً، وإنما كان استمراراً للخصومات.. نعرف أيضاً أن بعض اجتماعات تم فيها التعبير عن القلق والضيق حيال ما هي عليه أي قمة آنذاك من اهتمام شخصي بممارسة الخطابة بعيداً عن ممارسة التجديد.. لاشك أن دولة الكويت التي نعرف جزالة أخلاقياتها ونعرف أيضاً أنها مجتمع اتصال دائم بإيجابيات علاقات تقدير ولا تتقبل سيادة لأي خصومات.. لكن المشكلة هي في العالم العربي حيث وبوضوح تتعدد منطلقات الخلافات، وأسوأ من ذلك الزج بالديانة عبر فرض خصوصية عبادة تطرح كانتماء سياسي أكثر مما هي في واقع انتماء عقائدي.. والأسوأ لا يعترف بغيرها.. إن الأمل.. والعالم العربي اليوم في الكويت يجدد اجتماع القمة.. أن يكون هناك اتجاه موضوعي لفئة واعية المفاهيم وعقلانية الفكر بحيث يمهّد لمستقبل علاقات إسلامية منطقية المنطق والواقع..