بين أربعمائة فنان سينمائي من ألمانيا والعالم، استطاع أن يجتاز المرحلة الأولى بصعوبة، ليدخل المنافسة والتصفيات النهائية مع ستة عشر منافساً ومنافسة، للقبول في واحد من أهم المعاهد السينمائية الأوروبية والمدعومة من قبل الدولة الألمانية، إنه مجتبى سعيد طالب الإخراج السعودي المقيم في ألمانيا منذ سنوات، حيث يخرج ويكتب أفلاماً تلامس الهوية الإسلامية والسعودية هناك. وعن تجربته الصعبة في القبول في معهد (بادن فوتنبرغ) السينمائي، يشير متحدثاً: "اجتزت المرحلة الأخيرة، مع ستة فقط من الذين وقع عليهم اختيار لجنة تحكيم ضمت كبار مخرجي وفناني أوروبا". وعن مراحل المنافسة للقبول في المعهد، يشير سعيد موضحاً: "قدمت فيلمي (حياة)، ثم قبلت للمشاركة في المسابقة، التي ضمت مجموعة اختبارات، منها اختبار قيادة الممثل، كمخرج واختبار صناعة فيلم في 72 ساعة، بعد أن طلبت لجنة التحكيم صناعة فيلم مستلهم من عبارة شعرية للشاعر الألماني هيرمان هيسه تقول: "في كل بداية يعيش ساحرٌ داخلي"، وكان أمراً شبه مستحيل، ولكن تم انجاز الفيلم في الوقت المحدد عن قصة فتاة شرقية تصر على المشاركة في كرنفال الحضارات السنوي. ويضيف مجتبى: "عرض الفيلم على لجنة التحكيم وكان من بين الأسئلة، ماذا ستفعل إذا عدت لبلادك ولا توجد لديكم هناك سينما في المملكة، فأجبت إن الأمور ستكون افضل في المستقبل القريب فهناك حركة سينمائية رائعة في المملكة. وتم القبول في قسم الإخراج بالمعهد". مجتبى سعيد وكان مجتبى قد أنجز في عامه الأول، فيلمين، هما (كفاحي) الذي يروي قصة رجل تركي مسلم يريد الدخول للحزب النازي وهو فيلم كان محل إعجاب الكثير من النقاد والمخرجين والفنانين لأنه يقدم كوميديا من نوع خاص. أما الفيلم الآخر لمجتبى سعيد كان وثائقياً تجريبياً، بالاشتراك مع مخرج ألماني ونمساوي، واسم الفيلم: (بعد موت فولكر فيجه) واختاره المعهد كأفضل فيلم من أفلام المعهد للعام الماضي. وعن جديده، يجيب: "أعكف الآن على كتابة سيناريو فيلم حول شاب سعودي يصله خبر وفاة أمه الألمانية، فيضطر لمغادرة المملكة للذهاب لألمانيا لتشييع ودفن أمه هناك. أما عن مساحة عمله في ألمانيا فيشير إلى أنها كبيرة، خصوصاً أن المخرجين السعوديين والخليجيين غير موجودين، لذا لاشك أن تلامس أفلامي حكايات تتعاطى بشكل مباشر مع الحكاية والهوية السعودية التي ولد فيها وتقوم بإبرازها للآخرين. إلى جوار ذلك، سيعرض فيلمي (حياة) على قناة ال "BBC" العربية، ضمن برنامج سينما بديلة، قريباً، في حلقة ستخصص حول الفيلم والسينما السعودية". وعن الفرق بين المعهد السينمائي الخاص والمعهد السينمائي المدعوم من الحكومة الألمانية، يجيب معلقاً: "هو ذلك الدعم الهائل الذي تقدمه الحكومة للطالب السينمائي حيث تتكفل بإنتاج أفلامه بما فيها فيلمه الطويل، وكذلك تبتعثه لدورات داخل وخارج ألمانيا". منبهاً إلى أن تكلفة طالب الإخراج السينمائي هي تكلفة عالية جداً على الدولة الألمانية، لذا يكون اختيار طالب الإخراج، اختياراً دقيقاً جداً تكون فيه المعايير الفنية هي الوحيدة والحازمة. يذكر أن معهد بادن فوتنبرغ يصنف من أفضل المعاهد السينمائية في أوروبا واختير المعهد قبل بضع سنوات، كأفضل معهد سينمائي في العالم حسب التصنيف السنوي لمجلة (هوليود ريبورتر)، إلى جانب حصد طلبته لأربعة أو خمسة أوسكارات في مهرجان أوسكار عن فئة الطلاب.