الوحدة الوطنية والأمن والسلام أمور حيوية لأي دولة وخطوط حمراء لا يجوز اختراقها. دول كثيرة عانت ولاتزال تعاني من عمليات من المؤسف أنها تتم تحت مسميات وشعارات إسلامية. إنه الإرهاب حين ترفع مجموعة أو منظمة راية الدين وتتحدث عن مبادئ الدين ثم تخطط وتنفذ أعمالاً مناقضة لتلك المبادئ. إنه الإرهاب حين تقدم مجموعة من الناس على قتل المواطن والوطن بحجة إنقاذ الوطن. إنه الإرهاب حين تقوم دولة على دعم الجماعات المتطرفة بطرق مباشرة وغير مباشرة لتحقيق مصالح سياسية أنانية. إنه الإرهاب الذي يقتل السائح ويقتل الاقتصاد ويقتل معه آمال الناس ومصالحهم. إنه الإرهاب الذي يحارب التعليم، ويحارب التنمية، ويحارب السلام وبناء الجسور الإنسانية. إنه الإرهاب الذي يحارب الحضارة، ويعادي الماضي والحاضر والمستقبل.إنه الإرهاب الذي يعادي الفرح ويعادي الكلمة وينتمي إلى حزب القتل والتصفية والإلغاء.إنه الإرهاب الذي يزرع الحقد والكراهية، ويرفض القوانين والأنظمة، ويستخدم العنف وسيلة لتحقيق أهدافه. إنه غياب الحوار والحقوق الإنسانية وحضور الاغتيال والتفجير والتكفير. إنه قتل الأبرياء، إنه الأساليب العنيفة المرعبة التي ينفذها أفراد أو جماعات أو دول لتحقيق المصالح المادية أو الانتصارات الفكرية. من يزعم أنه يقتل المدنيين بهدف محاربة الإرهاب فهو إرهابي. ومن يدعم الجماعات المتطرفة التي تمارس الإرهاب فهو داعم للإرهاب. من يقتحم مدرسة ويقتل طلابها الأبرياء فهو إرهابي مهما كانت الأسباب والمسميات والشعارات. إنه احتكار الحقيقة وتصفية من له رأي آخر. من يمارس من موقعة كرئيس لمجلس الوزراء (بدرجة دكتاتور) ثم ينظم مؤتمراً لمكافحة الإرهاب فهو يعمق الإرهاب ويحاول تغطية إرهابه. لقد تعددت تعريفات الإرهاب وتحديد دوافعه لكن العالم يتفق على رفضه مهما كانت تعريفاته وأسبابه فلا يمكن تأييد قتل إنسان بريء من أجل خدمة أهداف سياسية، أو دعماً لفكر معين أو ثقافة معينة. العالم أمام أفكار وأفعال خطيرة تعبر عن فشل ثقافي وعجز دولي، وسياسات رمادية، وازدواجية في المعايير أدت إلى تفاقم الخطر وتفرع قنوات الإرهاب وتطور أساليبه وتعدد منظماته حتى وصل الأمر إلى تقاتل منظمتين يحملان راية واحدة. العالم بحاجة إلى تكامل الجهود وتنسيقها في سياسة مكافحة الإرهاب وإيقاف منابعة الفكرية والمادية، وإيقاف التعامل مع الإرهاب بمعايير مزدوجة.