تتميز النساء بقدرتهن على ملاحظة الانفعالات وقراءتها وفهمها أكثر من الرجال وباستقبالها وإرسالها. وهذا شيء طبيعي نظراً للدور الاجتماعي المتوقع من المرأة، ففي تجربة عُرضت بعض الانفعالات على الجنسين، وجد أن النساء تعرفن على جميع الانفعالات إلا انفعال الغضب! ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أن النساء أنفسهن لا يعبرن عن هذا الانفعال نظراً للمحظورات الاجتماعية المفروضة عليهن. فالمرأة التي تغضب تنتقد اجتماعياً وينتقص من أنوثتها إن عبرت عنه! والفتاة المثالية المؤدبة لا يجب أن تغضب! ولقد لاحظت خلال عملي في العيادة ومع النساء أنهن لا يميزن كثيراً بين انفعالَي الحزن والغضب! وكثيراً ما أوضح للعميلة أثناء حديثي معها أن ما تشعر به هو الغضب لا الحزن! فالنساء هنا يستخدمن انفعال الحزن كبديل للغضب. لذلك تكبت النساء الغضب ويعبرن عنه بالاكتئاب الذي تصاب به النساء أكثر من الرجال. في تجربة جميلة أجريت لمعرفة مدى الفروق بين الجنسين في التمييز والتعرف على انفعال الغضب. لم توجد فروق كبيرة بين النساء والرجال في التعرف على هذا الانفعال. ولكن الغريب في الدراسة أن الرجال تعرفوا على انفعال الغضب لدى الرجال أكثر من تعرفهم عليه لدى النساء! وكذلك النساء أدركن انفعال الغضب لدى الرجال أكثر من إدراكهن له لدى النساء! وهنا يبدو أن المرأة مسكينة وفي وضع لا تحسد عليه! فلا بنات جنسها ولا الجنس الآخر لهم القدرة على تمييز انفعال الغضب لديها! وبالتالي ما دام انفعال الغضب عند النساء لا يتم إدراكه من الجنسين. فهذا مبرر آخر للنساء في عدم التعبير صراحة عن هذا الانفعال! فما الجدوى إذا لم يدركه ولم يتفهمه أحد! ولكِ الله يا حواء!