تعتبر عادة الثرثرة والنميمة من أكثر العادات التي تثير غضب الرجال في زوجاتهم فهناك الكثير من الزوجات يسعدن كثيرا عند التحدث سريعا مع الغرباء, ومن المواضيع المتداولة علاقتهن بوالدة الزوج " الحماة" وهذه من اكبر المشكلات التى تقوم بها المرأة ويعتبرها الزوج اختراقاً لخصوصيات المنزل . وفى هذه الحالات يرى الزوج أن الزوجة ليست أهل لتحمل المسؤولية وحفظ السر،خاصة عندما يبوح بأسراره لها وسرعان ما يفاجأ ويجدها متداولة لدى الآخرين،وفي هذا الصدد تم إجراء العديد من الدراسات فقد اوضحت دراسة أن المرأة تقضي 298 دقيقة في التحدث مع الآخرين, سواء في مكان العمل أو المنزل، ويبدو أن أكثر الأحاديث تداولا هي مشاكل الآخرين والأطفال وعلاقات معارفهن العاطفية, كما جاءت موضوعات التسوق والمسلسلات وزيادة الوزن والحميات الغذائية, وحتي قياس الملابس ضمن اللائحة, وذكرت ثلث النساء أنهن يقضين جزءً من النهار في الحديث عن الغذاء الذي تم تناوله, في حين تحدث ربعهن عن وصفات جديدة. و أكدت على أن النساء يتميزن بقدرتهن علي فتح أحاديث جديدة, في حين يتعجب الرجال من المواضيع التي يتم الحديث عنها عندما يتواجدون مع النساء ، وكشفت الدراسة معدل ثرثرة وتذمر السيدات قبل التوجه للعمل نحو 17 دقيقة، بأن 38% منهن يمضين 12 دقيقة أسبوعيا في الحديث مع أصحاب المحلات وقالت السيدات المشاركات في الاستفتاء أنهن يسعدن كثيرا عند التحدث إلى صديقاتهن، إلا أنهن يتحدثن مع شركائهن ووالداتهن ولكن في مواضيع مختلفة كلياً، وتبين أن فحوى حديث المرأة لزوجها يتمحور حول نهارها ومن أزعجها في العمل وما شابه، في حين أنها تحتفظ بالحوار الأهم والأدسم لصديقتها المفضلة كما تفضل السيدات التحدث وجها لوجه مع الآخرين بدلا من الهاتف، ناهيك عن الخروج مع صديقة واحدة بدلا من مجموعة كبيرة. وجاءت لائحة أكثر المواضيع دردشة على الشكل التالي التسوق - الحمية والتمارين الرياضية - مخاوف صحية - وجبة الغذاء - من يقابل من - المشاكل العاطفية لمعارفهن – الأطفال – الوصفات - مشاكلهن مع الشريك - قياس الملابس - أطفال الآخرين - أحداث المسلسلات - الكبر والترهل - الحماة أو والدة الزوج - العمليات التجميلية - الشكوى من الشريك. ومن جهة أخرى أكدت نتائج مسح جديد أن المرأة ثرثارة بطبيعتها، ولن تتمكن أبدا من الاحتفاظ بسر لديها، فهي لن تستطيع أن تحافظ على سر أو تؤتمن عليه، مهما بلغت أهمية وخصوصية هذا السر لديها، إذ غالباً ما تخبر شخصاً واحداً على الأقل بعد 47 ساعة و15دقيقة وأربع ثوانٍ تحديدا وكحد أقصى، وبعضهن يشعرن بالندم عقب إذاعتهن للسر، خاصة إذا حدثت مشاكل وصعوبات نتيجة إذاعتهن لهذا السر. وأشارت دراسة بريطانية اخرى الى أن لدى المرأة هرموناً أطلق عليه اسم "أوكسيتوسين" وصفه العلماء بأنه هرمون ضبط المزاج وهو الذي يدفع المرأة إلى التحدث مع الأهل والصديقات والجارات وغيرهن للتخلص من الضغوط دون الانسحاب للصمت أو الاندفاع إلى العدوان، كما يفعل الرجال، وهو ما يجعل المرأة أقل عرضة للوقوع فريسة للإدمان أو الاضطرابات العصبية، وبالتالي فإن النساء يتأثرن بالضغوط حسب نسبة الأوكسيتوسين كما أن قياس نسبة الاوكسيتوسين لدى السيدات خلص إلى أن النساء اللاتي لديهن ضغوط قليلة في العلاقات ويحاولن إسعاد من حولهن ترتفع لديهن نسبة الأوكسيتوسين. أما السيدات اللاتي لديهن مشاكل عديدة وضغوطات نفسية وتشعرن بالخوف فتقل نسبة هرمون الأوكسيتوسين لديهن، حيث نجد أن الهرمون يرتفع عند المساج البدني وعند الذكريات الجميلة، بينما يهبط عند الذكريات المؤلمة. وهذا الهرمون تفرزه الغدة النخامية ووظيفته الأساسية عند الإناث هو انقباض الرحم عند الولادة وتدفق الحليب عند الإرضاع، وهو يفرز عند الجنسين، ولكن بكمية أكبر لدى السيدات ويؤدي هرمون الأنوثة الأستروجين إلى زيادة فاعلية هرمون الأوكسيتوسين بينما يؤدي هرمون الذكورة التستستيرون إلى خفض فعاليته، إلا أن الثرثرة ترهق الإنسان نفسه جسديا ونفسيا بحيث يتعب عضلات الحلق والشفتين والوجه ويعيق عملية التنفس لارهاقه الرئتين. و يري علماء النفس والاجتماع أن هناك أسبابا عديدة وراء إفشاء النساء للسر فالمرأة تغضب سريعا أكثر من الرجل، كما أنها تغضب كثيرا أيضا؛ لأنها حساسة للغاية، وأبسط الأمور تتسبب في جعلها غاضبة، ومعظم النساء الغاضبات لا يتحكمن في انفعالاتهن ويبحن بالأسرار في وقت غضبهن، لكن سرعان ما يندمن على فعلتهن هذه، وهناك من تشعر بالفراغ القاتل فتهرب منه عن طريق الحكي والكلام مع المقربات وبالطبع تقول كل ما لديها من أسرار، وهناك من تعودن على عدم تحمل المسئولية وعدم تحمل سر أحد، بل عدم إدراك قيمة السر وأهمية الحفاظ عليه.