نتذكر كيف أثار إنشاء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حفيظة أمريكا وشركات النفط فيها وخارجها لدرجة التشكيك بنجاحها وهي الآن تتقدم جامعاتنا بالحضور الأكاديمي المنضبط والمنظم، وقد سدت بالكوادر التي خرجتها احتياجاتها من المدرسين وكذلك أرامكو وسابك وقطاعات أخرى حتى انها الأولى من حيث رصانة البحوث العلمية في العديد من المجالات.. مركز التدريب على الإنشاء والحفر بالمعهد التقني الذي دشن الخميس الماضي بالدمام يُعد إضافة أخرى وبتخصصات ترافق هندسة النفط، ولعل خطوة أرامكو، والمبادرة منذ سنوات طويلة في تدريب الشباب تؤكد أنها تضيف بُعداً جديداً في خلق كوادر متخصصة وبمهنية عالية، يضاف لها سابك وما تقوم به من انتقاء خاص للمواهب وتدريبهم أو ابتعاثهم للجامعات المرموقة في العالم، وهما توكدان على هدف تنمية المواد البشرية المطورة ورعايتها.. المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني كتبنا عنها كثيراً وعن حالة القصور الهائلة لا في انتقاء وتهيئة الشباب أو المدربين رغم الوفرة المالية الهائلة والسبب مركزية العمل واتباع (بيروقراطية) العمل الحكومي وحتى ان الإداريين في المؤسسة لا تزال تسيطر عليهم الروح التقليدية في العمل، ولا نرى في خططهم إلا ما يرسلونه من تقارير عندما تستفزهم وجهة نظر أو نقد لهم، وقد قلنا ونكرر إن عوامل العجز كبيرة وباعتراف المحافظ نفسه «ان العمالة التي تأتي من بلدانها أمية وتتدرب هنا وتصل إلى مستويات متقدمة في هذا المجال بسبب الحاجة لهم» دون أن يبرر معنى الحاجة ولماذا نجحوا وعجز شبابنا عن الإحلال بديلاً عنهم وقد قلت في مقال سابق ودون أي رد من المؤسسة إن تجربة قديمة ناجحة بتدريب العاملين بالدولة وخارجها من أصحاب الوظائف المتوسطة والصغيرة في المساء، سوف يضيف لنا طاقات أخرى مدربة وفي معاهد تستهلك طاقة كهربائية وغيرها دون استغلالها والاستفادة منها أسوة بغيرنا ممن نجح بهذه التجارب.. المؤسسة تحتاج إلى دماء جديدة؛ إدارية وفنية وتقنية ولابد من إعادة النظر بنظامها وأسلوب عملها بإدخال أعضاء لإعداد الخطط والبرامج وتقويم المراحل السابقة التي جعلتها دون الجهود والعطاء المادي وحرية العمل التي مُنحت لها والسؤال لماذا تنجح معاهد التدريب بالشركات الكبرى وتفشل في هذه المؤسسة؟ وتبعاً لهذا التردي يمكن تشكيل هيئة إشراف عليا من أرامكو وسابك وشركات الكهرباء وبعض الجهات الأهلية ذات القوائم العليا بالتوظيف لتكون هي من ترسم الاحتياجات للسوق بناء على مخرجات المتدربين بالمؤسسة.. قيل الكثير عن شبابنا، اتكالي مدلل، ليس لديهم نزعة الثبات وتأكيد وجودهم وتدافعهم على الوظائف الحكومية لأنها بلا رقابة ولا متابعة، وهذا كله تنفيه الحقائق بنجاحهم في القطاع الخاص والشركات والبنوك، وتبقى العلة الأساسية بالتعليم والتدريب المهني وحتى الجامعي.