أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مستشار وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول أن جامعة الملك فهد تشكل نموذجا مشرقاً لمؤسسات التعليم، مضيفا في المحاضرة التي ألقاها في الندوة المصاحبة لاحتفالية جامعة الملك فهد بمرور خمسين عاما على إنشائها بصفته أحد خريجيها أمس الاول، ان الجامعة كانت نموذجاً لهذه البلاد فقد كان سكن طلابها يجمع شبابا من مناطق مختلفة بثقافات وأساليب معيشة وطبقات اجتماعية مختلفة، ولكن الجميع كان ينصهر بانسجام في البيئة الجامعية وتشكل هذه الاختلافات إثراء لتجاربنا. خالد الفالح: جامعة الملك فهد توأم سيامي لأرامكو ونصف قياديي الشركة من خريجيها وقال سموه " لدينا تجارب ناجحة في مؤسسات نفاخر فيها في كل محفل وهما الجارتان أرامكو وجامعة الملك فهد ونتساءل لماذا لا تتكرر هذه التجارب وتستفيد منها بقية المؤسسات؟". واستعرض الأمير عبدالعزيز بن سلمان شريط ذكرياته في جامعة الملك فعد وقال مخاطبا منسوبي الجامعة "أتمنى أن أكون بينكم كل يوم لأني وجدت في هذه المؤسسة ما لم أجده في أي مكان آخر" ، وقال إنه يعتز بتخرجه في هذه الجامعة الرائدة، ويفخر بعشر سنوات قضاها في رحاب الجامعة التي علمته الكثير ليس على مستوى المناهج فقط ولكن على مستوى الخبرة الاجتماعية والمهارات الشخصية التي توفرها بيئة الجامعة، مؤكدا ان الجامعة مع اهتمامها بالتعليم إلا أنها خلقت بيئة مثالية للتواصل الإنساني وانتشار الحب والمودة والتعاون ووفرت تلاقيا إنسانيا يندر وجوده في أي مؤسسة أخرى. وعبر عن فخره عندما القى كلمة الطلبة عند زيارة خادم الحرمين الشريفين للجامعة العام 1399ه، "وكان منبع اعتزازي أني أمثل آلافاً من ابناء الوطن لهم في كل موقع دور بارز وهم في كل مواقعهم أعلام يشار إليهم بالبنان، وتمثيلي لهم كان أشرف موقف وقفته في حياتي، وأشكر الدكتور خالد السلطان على منحي شرف الكلام اليوم باسم خريجي الجامعة في هذه المناسبة المهمة". وقال إن فكرة الدراسة في الجامعة كانت تعاوده منذ المرحلة المتوسطة لعدم رغبته في الابتعاث ولأن جامعة البترول هي الجامعة المحلية الوحيدة التي كانت ستلبي رغبته في تعليم جيد والبقاء في الوطن وأضاف ان إكمال دراسته العليا وعمله في الجامعة كانت بمشورة أبيه الأمير سلمان بن عبدالعزيز. واسترجع الأمير عبدالعزيز بن سلمان ذكريات قدومه للجامعة وقال أتيت للجامعة في صيف شديد الحرارة لأداء اختبار القبول ولا أستطيع أن أصف حجم الرهبة والخوف من عدم قبولي لأني كنت لا أرغب في الابتعاث وكانت الجامعة هي المنفذ الوحيد للحصول على تعليم جيد بدون ابتعاث، وقال إن دخولي اختبار القبول كان من أشد المواقف رهبة في حياتي كما أن ما أسمعه عن صرامة الجامعة من أصدقائي كان يبعث على الرهبة. وزاد بان الصورة الذهنية المشرقة لجامعة الملك فهد في وجدان المجتمع السعودي انجاز لا يمكن شراؤه ولا يمكن أن توفره أي مؤسسة علاقات عامة لأن الجامعة بنتها على أسس حقيقية حافظت عليها وطورت مخرجاتها التي تعزز هذه الصورة، فكما أن الجامعة تعطي للخريج احتراما في مواقع العمل فإن تميز الخريج يعزز من مكانتها في المجتمع. وأوضح أن اختبار القبول كان صعبا مشيراً إلى أن فرحته كانت لا توصف بقبوله ومن ثم بداية رحلته في الجامعة التي استمرت عشرة أعوام اكتسب خلالها صداقة الكثير من الشباب التي تمتد إلى اليوم. وقال ارتبطت بصداقات بشباب من المنطقة الجنوبية ولي أصدقاء من الدمام والقطيف وسيهات ومن المنطقة الشمالية والغربية وكان يجمعنا هنا عامل واحد وهو البحث عن التميز. ولفت كان المعيدون ينتظرون معنا ويدرسوننا خارج أوقات الدوام إلى ساعات متأخرة من الليل دون أي مقابل كما كانت اجتماعات الدراسة تمتد ليالي طويلة، وكنا نتعاون في الليل على الدراسة ونتنافس في النهار على الدرجات. ونوه أن الجامعة تمكنت من تحقيق أهدافها ولها تجربة كبيرة وخبرة وقد مرت بفترات تحد كبيرة، ففي الثمانينات الميلادية ونظرا لقلة الموارد المالية تم التدخل في استقلاليتها وكانت مهددة بفقد تميزها ولكنها ورغم كل ذلك استطاعت أن تحافظ على تميزها. الدكتور خالد السلطان يكرم الأمير عبدالعزيز بن سلمان وأوضح أنه عمل بعد التخرج في الجامعة في معهد البحوث وواجه أول تجربة فشل في أول عمل له بعد محاولته تأسيس مركز لبحوث الطاقة بسبب التعقيدات والتدخلات الخارجية وهو ما اضطره إلى مغادرة المعهد، وأضاف أن خريجي الجامعة لديهم صبر وأحلامهم لا توأد، وتعلمنا الالتزام بما نصبو إليه. وقال رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح من جانبه: " إن أرامكو السعودية دعمت مسيرة الجامعة منذ ولادتها وتعتبر الجامعة امتدادا جغرافيا لشركة أرامكو وهي الينبوع العلمي الذي تعتمد عليه الشركة والقطاع الخاص، مبينا أنه لايوجد في العالم أجمع نموذج للتعاون العلمي والصناعي كالذي يوجد بين أرامكو وجامعة الملك فهد مشيراً إلى أن أرامكو والجامعة كانتا سباقتين إلى تحقيق التكامل العضوي بين القطاع الأكاديمي وقطاع الأعمال حتى أصبحت المؤسستان توأمين سياميين. وأبان أن شركة أرامكو كانت في الثلاثين من عمرها عندما ولدت الجامعة، وكانت الشركة في ذلك الوقت مجرد شركة أعمال حفر وتنقيب بينما كانت الأعمال الهندسية بواسطة الشركات الأجنبية ، مضيفا أنه بعد تأسيس الجامعة ومرورها بمراحل عدة حتى وصلت للاحتفال بعامها الخمسين، وخلال هذه المدة أصبحت الجامعة شريكا استراتيجيا، وبعد خمسة عقود ناجحة من الشراكة أسهمت خلالها الجامعة في تحول الشركة لتصبح أكبر شركة بترول في العالم، مؤكدا أن الجامعة كانت رافدا رئيسيا لدعم برامج الشركة وخصوصا في مجال السعودة إلى أن وصلت إلى 90 في المائة. وأوضح رئيس ارامكو السعودية أن مستقبل المؤسستين مشترك وعلاقتهما واضحة من خلال وجود أكثر من نصف مهندسي الشركة البالغ عددهم 5000 مهندس من خريجي الجامعة وأكثر من نصف قياداتها من خريجي الجامعة، معبرا عن اعتزازه كونه احد خريجي الجامعة. ولفت الانتباه الى أن خريجي جامعة الملك فهد أثبتوا أنهم أفضل كوادر الشركة على الإطلاق وأنهم تفوقوا في كثير من المهارات حتى على خريجي أفضل الجامعات العالمية التي تبعث الشركة لها طلابها البالغ عددهم أكثر من 2000 طالب سنويا لأفضل الجامعات في العالم، مبينا أن الدراسات أكدت أن خريجي جامعة الملك فهد هم الأفضل. وقال : " إن برنامج التحول المتسارع الذي تنفذه شركة أرامكو للتحول إلى شركة طاقة متكاملة يتطلب من الجامعة مواكبة زيادة أعمال الشركة وحاجتها المتزايدة للتقنيات والعنصر البشري المدرب ". وأبان الفالح أن الجامعة تتفهم جيدا هذه التحولات في شريكتها الأهم وتقوم بمبادرات تدل على هذا التفهم من أبرزها المجلس الاستشاري الذي تشارك فيه أرامكو . وقال : إن العلاقة بين الجامعة تديرها لجنة عليا من خلال خمسة محاور : المحور الأول هو التميز الأكاديمي وقد نجحت في تخريج كوادر متميزة واعتمدت نظاما اكاديميا صارما وضمن هذا المحور أعلن الفالح عن إنشاء كلية البترول وعلوم الأرض التي خطط لها لتكون إحدى أفضل خمس كليات في العالم وستجمع الكلية جميع العلوم الخاصة بعمليات النفط وستكتمل الكلية في العام 2015م. وأضاف : إن المحور الثاني هو محور الأبحاث والتطوير حيث تنفذ الجامعة أبحاثا عالمية وقد شكلت الأبحاث لصالح الشركة 60% من أبحاث الجامعة منها 2000 دراسة بيئية، وحصلت الأبحاث على جوائز وبراءات اختراع، كما تدعم الشركة مراكز التميز البحثي في الجامعة ، فيما كان المحور الثالث عن نقل التقنية وتحقق ذلك من خلال وادي الظهران الذي لا يوجد أي مكان في العالم يجتمع فيه هذا الكم من مراكز البحث والتطوير والشركات في صناعة النفط، واصفا ما تحقق في وادي الظهران بالمعجزة. وأشار إلى أن المحور الرابع هو برامج التحالفات الدولية الذي دخلت أرامكو والجامعة من خلاله في تحالفات مع أرقى الجامعات في العالم، وقد استخدمت الشركة علاقاتها الدولية لجذب الجامعات والشركات وتأسيس هذه التحالفات بينما كان المحور الخامس المشاركة المجتمعية وبرامج خدمة المجتمع من خلال دعم أرامكو لسايتك وتنمية برامج العمل التطوعي. الدكتور خالد السلطان يكرم المهندس خالد الفالح جانب من الحضور للندوة