عرضت مؤخراً قناة إم بي سي1 برنامج "بدون شك" من تقديم المذيع محمد فهد الحارثي. وقد تم تعريف البرنامج على أنه حواري اجتماعي يتناول قضايا المجتمع السعودي من منظور قانوني وإنساني، وذلك باستضافة دائمة لنادية التميمي كاستشارية نفسية وللمحاميين: خالد الفاخري وأحمد المحيميد. وذُكر أن البرنامج يحل القضايا بهدوء واتزان، ويهدف إلى نشر الثقافة الحقوقية. لا شك أن هدفا كهذا هو هدف مهم ونبيل، ولكن وكما يقال "فالطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة"، فهناك عدة إشكاليات في شكل البرنامج ورسالته وأسلوبه تتعارض مع بعضها البعض، فالبرنامج مصور باستوديو له نفس تركيبة البرامج الحوارية الأخرى، ولكن مع وجود جمهور. المذيع لا يقف ولا يتفاعل مع الجمهور الذي ليس له هدف آخر غير التصفيق، فليس هناك أي تفاعل مع القضية أبداً ولا هناك إشارة من المذيع في أي وقت للجمهور وكأنه صورة مركبة يسمع وقت التصفيق ولإشعارنا بأن مساحة الاستوديو كبيرة، مع أن مشاركة الجمهور أو التفاعل معه في القضايا المطروحة يمكن أن يكون إضافة للبرنامج. في نفس الوقت هناك مبالغة كبيرة في إضفاء عنصر التشويق، فكل شيء يعرض على أنه يحدث في نفس يوم التصوير وزيارة فريق البرنامج لابد أن تتواكب مع متابعة مقدم البرنامج، مع إن عمل تقارير كهذه وبثها كتقرير يوضح الحالة ومجرد لقاء بين المقدم والطرف الآخر المتسبب في القضية لن يضير البرنامج شيئاً. فمسألة ترتيب الكثير من الأمور والزيارات واللقاءات في نفس اليوم وحل الكثير من القضايا بشكل سريع، تبدو غير منطقية، ولا تعطي الكثير من المصداقية للبرنامج. صحيح أنه يعرض في بعض الحلقات عن انتظار ليوم أو أكثر للقبض على مدمن أو لطلب نفقة من شخص يماطل، ولكن لماذا كل هذا الإصرار على لحظية الحدث إذا كان المهم هو حل المشكلة وعرض القضية وإيضاح الجانب القانوني منها. البرنامج يتكلم عن قضايا مهمة وحساسة وما يمكن أن يوضحه من إرشادات نفسية ومعلومات قانونية مهمة جداً، لذلك من الأجدى إعطاء وقت أكبر لهذه الإرشادات والمعلومات والتخفيف من النمط الأمريكي في التشويق وهدر الوقت فيما لا يشكل إضافة حقيقية، فهذا هو ما سيضمن للبرنامج شريحة أكبر من المشاهدين ووجوداً أطول على الساحة.