تغيب قيمة جنسية مقدم البرامج في حضور الإعداد المتكامل، هذا ما تؤكده مديرة إذاعة «بانوراما اف ام» هدى ياسين، التي تقدم برنامجاً متخصصاً في الشأن النسائي السعودي على رغم أنها لبنانية الجنسية وغير مطّلعة عن قرب على واقع السعوديات، إذ ترى أن مثل هذه البرامج ليس من الضروري أن ترتبط بشخصية مقدمها أو جنسيته، بحكم أنها تعتمد في أساسها على الإعداد المتكامل للمواضيع التي يتم طرحها، إضافة إلى القدرة على الطرح وإدارة الحوار. وتقول مقدّمة برنامج «هدى وهن» في حديثها إلى «الحياة»: «البرنامج يعدّه الزميل علي طالب المراني وهو سعودي، ويعمل على جمع كل ما يتعلّق بالمواضيع والتنسيق مع الضيوف المناسبين لها، أما بالنسبة إلى التقديم فأنا لا أرى أن تقديمه من مذيعة غير سعودية يعد مشكلة، فالتقديم يحتاج إلى الإعداد الجيد والإلمام بالقضايا المطروحة، من دون النظر إلى الجنسية، ونعمل خلال ساعة كاملة يومياً على عرض قضايا ذات أهمية في المجتمع السعودي وتحديداً على المستوى النسائي، ونستضيف اختصاصيين سعوديين لإعطاء النصائح والحلول التي تتناسب مع تركيبة المجتمع، إضافة إلى ذلك فالمجتمع السعودي ليس بعيداً عني، فأنا أعمل لإذاعة تُبثّ في السعودية منذ 14 عاماً ما أسهم في إلمامي بطبيعة المجتمع، إضافة إلى العلاقات القوية التي تربطني بالكثير من الصديقات السعوديات اللاتي أحرص على أخذ مشورتهن في بعض القضايا والتعرّف عليها أكثر»، منوّهة بسعادتها بصدى البرنامج ومستوى التفاعل مع قضاياه. وتصرّ ياسين على أن التنوّع الإذاعي في السعودية لم يؤثر في «بانوراما»، التي ما تزال تحافظ على موقعها ومكانتها لدى الجمهور السعودي، لكنها ترى أن هذا التنوع خلق نوعاً من المنافسة والحراك لدى طاقم الإذاعة للبحث عما هو جديد، بهدف استمرار الحضور والمنافسة، فيما تستبعد مواجهتها لصعوبات في عملها كمديرة ومذيعة في الوقت ذاته، إذ تبيّن أنها قادرة على الفصل بين الإدارة وعملها كمذيعة، نظراً للخبرة التي بنتها خلال أعوام طويلة من العمل، إلى جانب رؤيتها أن العمل كمذيعة ومديرة يتيح لها القرب بشكل أكبر من الصعوبات التي تواجه الإذاعة ومذيعيها وبالتالي العمل على علاجها. وحول مشاركتها في تقديم نشرة الأخبار في mbc 1 تقول: «صحيح أنني أجد نفسي في البرامج الحوارية والاجتماعية على غرار برنامج (هدى وهن)، لكن هذا لا يمنع من مشاركتي في تقديم النشرات الإخبارية على mbc 1، فأنا وجدت نفسي منذ فترة طويلة كمذيعة في إذاعة بانوراما ومديرة لها، وفي الوقت ذاته سعيدة بكوني مذيعة ثابتة لتقديم النشرات الإخبارية، إذ أشعر أني أعيش تطوراً على مستوى مسيرتي الإعلامية ما يمنحني السعادة، ومن المبهج أن تذهب إلى عملك بعد مضي 14 عاماً في المؤسسة نفسها وتشعر دائماً أن خبرتك تزداد، إضافة إلى أن الإعلام العربي بدأ حالياً يكسر قيوده ويتمرد على المحظورات والممنوعات الكثيرة التي كانت مفروضة عليه، وبات بإمكانه طرح ما يريد، وهذه أمور تجعلني أكثر تمسكاً به». وتتهم هدى مذيعات عدة بالاعتماد على عنصر الجمال، من دون الاهتمام بالأداء والمهنية الإعلامية، وتضيف: «الجمال عامل أساسي ومهم للشاشات العربية، بل إنه يأتي في المرتبة الأولى ومن شأنه الإسهام بفتح أو إغلاق الكثير من الأبواب، فهنا يقولون إن لم تكن المذيعة جميلة فلن يشاهدها أحد، في الوقت الذي نشاهد فيه مذيعات كثر على قنوات عالمية لسن على قدر عالٍ من الجمال، لكن برامجهن تحظى بمتابعة عالية على مستوى العالم، وبالنسبة إليّ لا أعتقد أنني استفدت من هذا الجانب، لأنني أخذت وقتي في الصعود وصقلت تجربتي حتى وصلت إلى ما أنا فيه».