كثير من البرامج التي تقدمها الفضائيات العربية تتخذ من الإثارة مدخلاً لها، فكثير من هذه البرامج التي تقوم على الجمع بين المتناقضين تتسم بسمة أساسية هي الصياح والصوت العالي ويصل الأمر أحياناً إلى مرحلة السباب وتبادل الشتائم على الهواء مباشرة في أحايين كثيرة، فهل الإثارة هدف في ذاته أم أنها وسيلة لجذب المشاهد وتشويقه وشد انتباهه؟ وهل تحقق هذه البرامج الهدف منها في إثراء وعي المشاهدين وزيادة حصيلتهم المعرفية وتمكينهم من الحقائق في ظل انعدام الموضوعية في الحوار وتعصب كل طرف إلى رأيه، وماذا عن تصنيف الآخرين على أسس مذهبية وعرقية ومناطقية؟ وهل تدل زيادة نسبة المشاهدة لهه البرامج عن نجاحها؟ وما هي أبرز إيجابياتها وسلبياتها؟ الرسالة حملت هذه الأسئلة وعرضتها على مجموعة من الأكاديميين والإعلاميين والمختصين وسألتهم عن رأيهم في ما تقدمه هذه البرامج والآثار السالبة التي قد تنتج عنها وما ينبغي اتخاذه من سب للحيلولة دون إثارة النعرات والانقسامات فتباينت آراؤهم وتنوعت وجهات نظرهم على النحو الذي نطالعه بين ثنايا التحقيق التالي: انعدام الحوار بداية يؤكد الدكتور توفيق السيف الكاتب والمفكر أن الإثارة في الحوارات حكم على برامج معينة، فمعظم البرامج الحوارية لا تنطوي على إثارة وإنما تنطوي على آراء، ويقول: التشويش فهو تقديم المعلومات الخاطئة. البرامج الحوارية لا تقدم معلومات بل تساعد على إظهار الآراء وحينما يقول الإنسان إنه متفق مع هذا الرأي أو مختلف معه. فالبرامج الحوارية في المحصلة تقدم مجموعة من الآراء. وأضاف السيف: أما التقارير الإخبارية فهي مصدر المعلومات وقد تنطوي على معلومات كاذبة أو محرفة وهذا فيه تشويش على المشاهد. الناس أحرار تأخذ ما تشاء من الآراء وترفض ما تشاء. أما هذه البرامج فالبعض من الناس قد ينجذب لمشاهدتها والبعض الآخر قد يرفضها. أما عن النسبة العالية من المشاهدة لهذا النوع من البرامج فيقول: السبب الأساس هو انعدام الجدل الطبيعي بين الناس. في المجتمعات الأخرى هناك نقاشات طبيعية تتم بعفوية في المدرسة والنادي والشارع. لكن الشعوب العربية تفتقر إلى هذا النوع من الحوارات التي تتيح النقاش الواسع ولذلك يبحث الناس عن الآراء في أي مكان والقنوات التلفزيونية أتاحت لهم هذه الفرصة، إذا كنا ننزعج مما تعرضه البرامج التلفزيونية الحوارية فالبديل عن ذلك هو توفير الحوار والجدل في المجتمع وألا نضع قيوداً وممنوعات وغير ذلك على مجالسهم ومنتدياتهم. أما عن الايجابيات والسلبيات قال: أبرز الايجابيات تحفيز المشاهد على التفكير لأن المشاهدين في الماضي تعودوا على نمط محدد من التفكير وهذه البرامج يشترك فيها أناس متباينون ومتباعدون في الأفكار وهي تطرح المسلمات من الأفكار وتشجعهم على التأمل والتفكر. أما السلبيات فأعتقد أن كثيراً من البرامج موجهة وليست محايدة ونحن نتوقع بطبيعة الحال أن الشركات والحكومات تستثمر في هذا القنوات لكي تستفيد منها لكن أحيانا التوجيه يكون إلى نقاط غير مقبولة. لفت الانتباه من جانبه يوضح الدكتور نبيل حماد أن الإثارة في الإعلام هي من الوسائل التي تساعد في لفت الانتباه سواء في القنوات الفضائية أو الصحف، وقال: إن أردنا أن نتحدث عن الإثارة ولفت الانتباه فهذا من المحاسن الأدبية في كل العلوم، حتى القران الكريم لفت الانتباه بالمنطق والقصة والعاطفة، كما استخدم أسلوب الترغيب والترهيب للفت الانتباه. وأضاف حماد: لفت الانتباه عنصر واحد كما يعلم الجميع، ولكن هناك وسائل لجذب الانتباه ومن ثم هنالك وسائل تساعد على المحافظة على الانتباه، وهناك إثارة علمية وإثارة جنسية وإثارة حركية كما في مجال السينما وغيرها. ومضى حماد قائلاً: من الناس من يتجه نحو البرامج الجدلية والمثيرة في بعض القنوات الإخبارية والسياسية، وهذه البرامج تعتبر ذات طابع جديد في العالم العربي وذات منهجية، وأصبحت بعض القنوات تقلد وتحاكي تلك البرامج. والقنوات التي تهدف إلى الإثارة والجدل والعصبية ورفع الصوت بين ضيوفها فهي قنوات لا فائدة منها ، فلو كانت هناك لغة هادئة ومتقنة لوجدنا عكس ما تجني مثل هذه القنوات والبرامج. وأضاف: عندما تخاطب أي قناة مشاهديها بنقاط الافتراق فهذا يثير غدة اسمها الأدرينالين adrenaline تثير العصبية والجدال والعنف، فهنا لا نجني أي فائدة من هذه القنوات إلا الافتراق وعدم الوصول إلى أي هدف، والعكس صحيح، فعندما تخاطب الفضائيات جمهورها عن نقاط الالتقاء هنا نجد الفائدة ونجد الأدب في الحوار، وهذا ما علمنا إياه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. أما بالنسبة لنجاح أو فشل مثل هذه البرامج فالإثارة تكون وقتية وهنا تكون ضجيجاً لا معنى له، والله تعالى يقول: "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال". الإثارة أنواع وبدوره يقول الدكتور عبد الله بن هضبان الحارثي أن الإثارة الإعلامية هي ما يجعل الفضائيات والبرامج أكثر جاذبية وجمالاً، وقال: هنالك إثارة جيدة ومفيدة وحسنة المضمون، وهناك إثارة سخيفة لا يكون منها أي فائدة. وأضاف الحارثي: إذا كان المقصود من البرنامج الإثارة المجردة فهنا ينتقل البرنامج إلى الأسوأ، ولكن عندما يكون الحوار مقرونٌ بقليل من الإثارة التي لها أهداف إيجابية لدى الجمهور فإن ذلك يعطي البرنامج والقناة تميزاً ويزيد من الجمهور المتابع. وختم الحارثي بالقول: هناك أنواع متعددة من الإثارة فهناك إثارة للتشويش، وهنالك إثارة للفائدة وهنالك إثارة للفت الانتباه وهنالك إثارة مفتعلة، وبالتالي فإن الجمهور يعتمد على الموضوع وعلى كيفية إدارة الحوار، وإن كان لا بد من الإثارة فلتكن إثارة مفيدة تلفت النظر وتحقق الفائدة . إشكالية البرامج الحوارية من ناحيته يؤكد الأستاذ أنور عسيري أن الإثارة إحدى أدوات الإعلام لجذب المشاهد وتجنب الملل في المشاهدة وتلعب دوراً أساسيا في إعلامنا الفضائي، ويقول: الإعلام الهابط يتعامل مع الجانب السلبي للإثارة وهو الجانب الذي تنعدم أو تضعف فيه معايير الأخلاق وقيم المجتمع، لذلك فالمشكلة ليست برأيي في مفردة الإثارة، فهناك إثارة إيجابية يمكن من خلالها تضمين خطابات موجبة، وبدون الإثارة نفتقد لجانب الجذب الذي بدونه تقل نسبة المشاهدة وهو ما يفسر انصراف الناس عن إعلامنا ولجوئهم للإعلام الآخر. فالمطلوب قدر معقول من الإثارة الجاذبة على أن تكون ملتزمة بمعاييرنا الإسلامية ومن خلالها يمكن تضمين ما نراه من محتوى ايجابي. ويمضي عسيري قائلاً: بقي أن نتحدث عن إشكالية البرامج الحوارية في فضائياتنا العربية، وللأسف فإن نسبة كبيرة من هذه البرامج ترتهن للإثارة الفارغة وتخلو من المضمون الايجابي فتتحول الموضوعات الساخنة ووجهات النظر من وعاء لإنضاج الرأي أمام طاولة المشاهد إلى مجرد تجاذبات خالية من الوعي والتثقيف. فالمشاهد يرتبط بها لتفريغ شحنات وتحقيق شيء من المواجهة والشعور بالانتصار لرأي يتبناه، وهي بهذا تحقق نجاحاً ذاتياً ولكنها تقتل في المجتمع عقله وتهوي به إلى قاع السطحية. هذه الصورة السلبية في قائمة البرامج الحوارية تجعلنا نتساءل عن المؤهلات الثقافية التي يستند إليها هؤلاء المحاورون وبالتالي قدرتهم الفكرية على التعامل مع قضايا ذات بعد فكري يستلزم قدراً من الوعي والنقاش، وللأسف فالضعف المعرفي الذي يسيطر على بعض المحاورين من صناع هذه البرامج الحوارية هو الذي يجعلهم يتقاذفون الإثارة الفارغة للخروج من عنق القضايا الجادة. وهنا يكمن الفرق بين توظيف الإثارة بمنطقها الايجابي، خاصة في اختيار الموضوعات الساخنة التي يتجاذبها المجتمع وبين تجاوز هذه النقطة إلى تقديم وجبة حوارية تنتج وعياً لدى المشاهد. لدينا إشكالية معرفية في إدارة الحوار التليفزيوني واستسهال الولوج من هذا الباب وبالتالي فإن التأثير في معظمه سلبي رغم بروز نماذج مشرقة تستحق التأمل. ويختم عسيري بالقول: لا ينبغي أن نلوم المشاهد، فأدوات الاختطاف البصري للمشاهد وإغراءات الجذب في الشاشة باتت مركزية في دفعه للمشاهدة، لكننا نعول عليه أيضاً في قدرته على تحديد ماهية البرنامج الذي اختاره، وهل يتعاطى مع الصورة والإثارة الفارغة، أم أنه فعلاً برنامج جاد ينطلق من إيقاع الشاشة وأساليب الحوار واتجاهات الجذب ويقدم رسالة هادفة وجاذبة، وبدون ذلك سيظل هذا النوع من البرامج الحوارية مسيطر على أجواء إعلامنا ويهدم ضمن مجموعة أخرى قيمنا واتجاهاتنا التربوية. إثارة إيجابية ويرى الدكتور فهد السنيدي وجود فرق كبير بين الإثارة والتشويش، ويقول: هناك فرق بين الاثنين، فكيف تجمع بينهما؟ قد تكون الإثارة مطلباً إعلامياً في بعض الأحيان، لكنها ينبغي أن تكون ضمن حدود معينة. فالإعلام المعاصر ينقسم إلى عدة أنواع أهمها الإعلام البنائي وهو الذي يسعى أصحابه من خلاله إلى البناء ولكن بآليات الإعلام والتي قد يكون من ضمنها أحياناً قدر من الإثارة التي لا تخرج عن الإطار العام. وهناك من يسعى إلى الإثارة ليحقق مطالب عدة منها تحريك الركود وبالأخص إذا علمنا أن الإعلام لا يوجِد بالضرورة الحلول لكنه يسعى إلى تحريك الركود، ولذا قد يستخدم بعضهم الإثارة التي لا تخرج عن الحدود المقبولة ولا يتعرض للأشخاص بسوء ولا يستخدم الكذب أو التشويش المبني على غير الحقائق وهذا يخالف شرف المهنة. وللأسف فإن بعض الإعلاميين يلجأ لكذب لإحداث الإثارة وهذا خطير جداً، لذا حذر المليك رعاه الله من خطورة الكلمة في خطابه الأخير أمام مجلس الشورى. وعن أسباب تمتع هذه البرامج بقدر كبير من المشاهدة يقول السنيدي: السبب في ذلك أنها تحقق قدراً من الحرية التي فقدها الناس، وبالتالي تجد هذه البرامج شيئاً من المتابعة، لكنها لا تستمر إذ سرعان ما تنتهي، وقد فطنت بعض الفضائيات إلى ذلك فحرصت على التنويع واستحداث أشكال للبرامج الحوارية لا تقتصر على مجرد الإثارة من أجل عدم ملل المشاهد، وقد أشرت في كتابي (صناعة المذيع الناجح) إلى شيء من هذه البرامج. ويختم السنيدي بالقول: لا يمكن الحديث عن سلبيات وايجابيات هذه البرامج لأنها ينبغي أن تبنى على الدراسات والاستبيانات، وليس بالضرورة أن تكون هناك سلبيات لمجرد رفضنا أو قبولنا لهذا النوع من البرامج. أحيانا تكون إيجابيات هذه البرامج كبيرة على المستوى الفردي والجماعي والحكومي. السلبيات والايجابيات تكون مقرونة بصدق أو كذب المعلومة وأسلوب طرحها الذي يؤثر على المشاهد. لا للتصنيف! ومن منظور شرعي يشير الدكتور عبد الله العمراني أستاذ الفقه بكلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى ضرورة التحلي بأدب الخلاف في البرامج الحوارية أو غيرها، وقال: لا بد لنا من الالتزام بالضوابط الشرعية، وهذا ما أمرنا به الله عز وجل، وكلنا أبناء دين واحد ووطن واحد، التصنيف أمر غير مرغوب، وينبغي أن يكون دليلنا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كنا بصدد مناقشة علمية في برنامج حواري أو غير حواري، سواء أكان في الأخلاق أو العبادات أو المعاملات أو غيرها، أن نحتكم إلى القرآن والسنة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"، فالحق واضح، والحجة بيضاء، وفي ديننا الحق والعدل والإنصاف أمور واضحة لا لبس فيها ولا اختلاط في المفاهيم، وتصنيف الناس إلى فرق وجماعات وشيع وأحزاب هو أمر منهي عنه، ومن ثم علينا أن نحتكم للحق في جميع أقوالنا وأفعالنا وسلوكياتنا. لا للتصنيف والتقسيم وأضاف العمراني: إذا كان هناك اختلاف فينبغي ألا يؤدي إلى شقائق وتنافر وخصومة وبغضاء وتناحر، بل يجب أن يكون هدف المختلفين معرفة الحق والالتزام به. وعلى من يقدمون هذه البرامج الحوارية أن يبتعدوا عن التصنيف والتقسيم، حتى لا نفرق بين أبناء الوطن ولا بين إخوة الدين، فقضايا الأمة أكبر وأعمق وأخطر، وينبغي أن تعطى الاولوية بدلا من الإغراق في الفرعيات والتفصيلات، وأن يكون هدفنا خدمة الدين والوطن، ونستخدم هذه الحوارات في ما هو مفيد. وختم العمراني بالقول: المناظرات بين أهل العلم والفكر والثقافة والدعوة كانت موجودة في الماضي، وكان الفقهاء يستخدمون الحوارات الفقهية مع طلابهم، وقد تكون حول قضايا عامة أو متخصصة، ولكن كان هناك التزام بأدب الحوار وموضوعه ولها هدف وأطر. لذا لا بد أن يكون هدف هذه الحوارات هو الوصول إلى الحق وألا يكون الخلاف تصادمياً كما نراه في بعض الحوارات، فالأمر ليس منازعة بل سعي للوصول إلى الحقيقة، واختلاف الآراء مندوحة وأمر مشروع ولكن يكون منضبط بالضوابط الشرعية. وسيلة وليست هدفا ومن جانبه يقول: خالد الشمراني: من المفترض أن يكون دور هذه البرامج الحوارية هو إيصال المعلومة الصحيحة للمشاهد والمستمع، فهي ليست مقصوده بذاتها، إنما هي وسيلة لهدف، فإذا حادت عن هذا الهد ف تكون وسيلة فاسدة، والإثارة، وإن كانت لها قيمتها عند شرائح عديدة من الإعلاميين ألا أنها في المحصلة النهائية لا تحقق المنشود منها. وأضاف: هذه البرامج إذا حملت مضامين غير إيجابية أو مخالفه للعقيدة الصحيحة ومصادمة للنصوص والثوابت، أو تسبب فتنة أو تشويشاً أو تثير القلاقل حقيقةً تكون وسيلة هدم وليست آلة بناء. ويعزو الشمراني سبب إقبال المشاهدين على هذه النوع من البرامج بأن النفس البشرية تميل للتشويق والإثارة، ويستدرك بالقول: لكن يجب أن ننشر بين الناس ثقافة البحث عن المعلومة الصحيحة والفائدة والبعد كل البعد عن تضييع الأوقات في ما لا ينفع، ويجب أن يكون للعلماء والدعاة دور في حث الناس على استغلال أعمارهم. وأضاف قائلاً: الإثارة مستويات وإذا كانت في حدودها المعقولة ولم تقض على الهدف الرئيسي للموضوع وتخدمه فلا بأس بها. أما إذا تجاوزت المعقول فإنها حينئذ تكون سلبية. فالبرامج عبارة عن وسيلة ولها حكام المقاصد، فإذا كان قصدها مشروع وأسئلتها مباحة كانت هذه البرامج مبارحة، أما إذا كانت غير ذلك فهي في هذه الحالة تكون مذمومة ومحرمة شرعاً. بيئة قانونية ويشارك الأستاذ محمد محفوظ الكاتب الصحفي بقوله: أرى أننا كمجتمع سعودي ينبغي أن نعلي كل القيم الحوارية في مجتمعنا حتى تتأكد وترسخ. لا شك أنه ستظهر بعض النتوءات في مسيرة تعزيز الحوار في المجتمع السعودي، فالإثارة هي أحد هذه النتوءات التي ينبغي أن تعالج. وأرى أن السبيل إلى معالجة هذه النزعات السالبة هو الإصرار على مشروع الحوار والتأكيد على متطلباته وآداب الحوار بين رأي وآخر وفكر وآخر. وطالب المحفوظ بإيجاد بيئة قانونية متكاملة، وأن يكون بين المختلفين في الدائرة الواحدة تأكيد لقيم الاستقرار والأمن الاجتماعي، وقال: البرامج الحوارية ليست مهمتها تصفية الحسابات أو إطلاق التهم وسوء الظن في الآخرين. وعن سبب المتابعة العالية لهذه البرامج فقال: المجتمع يعيش حالة من الانطلاق والاندفاع نحو القضايا الرئيسية التي تهم المواطنين، وأي برنامج حواري يستقبل من قبل المواطنين باهتمام كبير، ومن أهم إيجابيات هذا التنوع من البرامج أنها تبقي عالم الفكر والآراء مفتوح للجميع بمختلف المواقع وشرائح الاجتماعية والوطنية، هذه المتابعة هي التي تصدر الحكم على صواب هذه الفكرة أو تلك، أما أبرز سلبياتها فتكمن في الشحن النفسي المترتب على المماحكة والسجال الفكري والمعرفي بين المتحاورين.