حكاية كانت.. ثلاثة عشر شهرا هي عمر الفراق الذي كان بينا.. حينما امتدت يدي لتجذب الأخرى.. فأبت الأخرى إلا الابتعاد.. وكان زمن ذلك.. ثلاثة عشر شهراً.. ثلاثة عشر شهراً هي في عمر الفراق مدة طويلة.. وكان قدرنا أن نلتقي وجهاً لوجه صدفة.. التقينا ومنذ الوهلة الأولى لم أعرفك.. لم تكوني أنتِ من عرفتها.. لقد رسم الحزن على وجهكِ كل خرائطه.. غيّر من ملامحك الشيء الكثير.. بحثت عن ابتسامتك المشرقة دوما.. فوجدت أن الحزن وربما الهم قد تغلب كثيراً على ماضيك.. أحسست بكِ بأنك لا أنتِ.. وأنكِ تعيشين غربة نفسكِ في جسدك.. شيء من حزن دفين يشع من عينيك.. حتى صوتك فقد نبراته وكأنه اعتزل فاهك.. لم تكوني هكذا حين كنا.. ولم أكن أتمنى أن أراك على هذه الصورة.. لم تكوني هكذا حين كنا.. وأنا فيما سبق كنت أستمد منك القوة والصبر.. فلم أعرفك أول ما صادفتكِ.. فمن غيركِ.. نظرتكِ حزينة.. وملامحكِ مبعثرة.. تباعدت بينا الأيام فغيرت كل شيء فيكِ.. حتى إني بحثت عنكِ فيكِ.. هل الفراق بيننا صنع فراقا آخر في داخلكِ غيّر كل شيء فيكِ.. رأيتكِ.. وصرخت بكِ.. أين أنتِ يا حبيبتي.. أين بسمتكِ.. أين غضبكِ.. أين ضحكتكِ التي تجذبني.. وتكسر مجاديف حزني فأغرق بك ِ.. أرجوكِ لا تقارني بيني وبين كل الرجال الذين دلفوا بابكِ.. فأنا حين أحببتك.. أحببتك بصدق.. لم أرَ فيكِ سوى ما أحبه فيكِ..فقد كنت الأولى في حياتي والأخيرة.. فمن غيركِ.. أهو حب جديد لم يكن كحبي أنا.. أم أن قلبك ظل صائماً عن الجميع من بعدي.. أما زلتِ تبكين يومك قبل أن تنامي ؟.. أما زلتِ تصنعين لنفسك شخصية جديدة كل يوم ولا تلبسِها؟.. هل الفراق بيننا صنع فراقا آخر في داخلكِ غيّر كل شيء فيكِ.. حين رأيتك لم أستطع أن أفعل شيئاً.. ضعت في مكاني.. عادت ابتسامتك في شفتي.. ذرفت دمعة لا أعرف ماهيتها.. هل هي شوق لك أم رأفة لما وصل إليه حالكِ.. كل ما أعرفه أني ذهبت عن مكانك حتى لا تشاهدي دموعي وتأتي كعادتك سابقاً لتمسحيها فتركت دمعتي تسيل لوحدها وفي داخلي إنك لن تمسحيها أبداً.. حكاية كما سبق أغمضي عينيك عني وارحلي.. وشاهدي كيف يعيش البشر.. واحذي حذوهم.. فلم يعد بوسع قلبي السهر والانتظار.. اطلقي العنان لخطواتك لتختار طريقها كيفما تشاء.. وأمسكي بيد من اخترت.. فالحب قد ترينه ورود طيب الشذى.. وأراه أنا من زاويتي مليئاً بالأشواك.. فاتركيني.. كوني حذرة ولا تحلمي فيطول نومك فالمرأة إن طال نومها بهتت.. اتركيني وارحلي.. فالحب بالنسبة لي شائك وأنا لا أطيق احتمال وجعه.. أعترف بأن حبك حدّ نظري كنت أراه واحة غناء.. أركض فيه بحرية.. لم أرفع رأسي إلى السماء.. ولم أكن أعرف مساحة تلك الواحة.. لم أكن أشعر بضيق واحتك.. إلا حينما أردت أن أتفاخر بواحتك ولم أجد أحداً.. فقدت كل من حولي من أجلك.. وأصبحت وحيداً فحين تغيب الشمس .. لا يسعني الظلام.. ولا يحتمل قبلي الفقد.. بحثت عن من يشعل شمعة في الظلام فلم أجد سوى يدي تشعل الشمس للجدران.. كنت لك كالحمل الوديع.. وكنت لغيرك وحشاً مكشرا.. وكنت أحبك بما لا حدود حتى نسيت أن بعض النساء كيدهن عظيم.. خسرت قلوباً أحبتني بصدق لأكسبك وخرجت في النهاية صفر اليدين.. لن أغير اسمي مطلقاً ندمت على دمعتي التي ذرفتها شوقاً إليك وتمنيت أن ترتقي دمعتي من خدي إلى عينيّ ياللخسارة كنت كذبة في حياتي.. تصورت بأن كذبك شوق وحنين وحملته في قلبي كل هذه السنين.. مزقت كل الذكريات الجامدة على الورق والتي تدور في صدري كدوامة لاتتوقف.. لا أريد أن يضعفني شيء فقد اتخذت قراري بشجاعة لم تكن لي يوما من الأيام.. ليس بيني وبينك سوى سنين رحلت و لن تعود.. قال لي أبي ذات يوم "لا تفكر ندماً على ما فات.. بل اجعل من الماضي درساً تخرج منه بالفائدة" مات أبي وكنت صغيراً.. ومات حبك حين ماتت الذكريات.. كنت أتوقع الحياة من بعدك صعبة.. وكنت أخاف من الخطوة الأولى.. لكن جرحك علم قدميّ أن تخطو الخطوة الأولى.. فرأيت ما بعد الخطوة الأولى.. أن الحياة لها آفاق أُخر.. وتعلمت كيف أمسح ما يجرني.. فمسحتك!.. عصفت بي الذكريات حتى التعب.. فصعب جداً أن تمضي كل السنين الماضية بسهولة.. فقدت عمري بك.. وبعثت بعد موت حبك في قلبي.. كانسان جديد.. يختلف عن ذاك الإنسان الذي يفرح بنطق حروف اسمك.. ورحلت من ذاك الطريق الذي لا تعرفينه.. حتى لا تلحق بي خطواتك.. ففي مفترق الطرق ستجدين جسد حبك وستجدين رحيلي إلى حيث لا تعلمين.. وفي طريقي الجديد دعوت الله جل شأنه أن يشفيني منك!.. فلا تعود بك الذكريات إلى الخلف.. وغيري حروف اسمي في نطقك.. فرحيلي عنك موت للسنين الماضية.. فلا تنعشي جسد الحب الميت بأنفاسك التي كانت آخر عهد لي بالأمنيات!.. نسيت كل شيء خلفي.. نسيت اسمك.. وملامحك.. وعنوانك.. نسيت حتى ابتسامتي التي ابتسمت لك حين اللقاء.. بعيد أنا عنك الآن.. وطريقي مختلفة عن طريقك تماماً.. فاحملي كلماتك وهمساتك وجرحك لا اسم غير اسمي.. ولن أغير اسمي مطلقاً!..