يوم الأربعاء الخامس من شهر ربيع الآخر كان حفل تسليم الجائزة في فروعها الثلاثة للفائزين، في دورتها الأولى، بنادي الطائف الأدبي، هذه الجائزة من أفق الاسم الذي اتخذته تسير في أفق تجربة شعرية رائدة، هي تجربة محمد الثبيتي، تلك التجربة التي جعلت الموقف من الحداثة في مشهدنا المحلي يحقق حراكا وجدلا، له مرجعياته الثقافية والمجتمعية، وحين نجاوز ذلك نجد أن هذه التجربة من الحداثة الشعرية نقلت القصيدة من أفق التعبير إلى أفق قصيدة الرؤيا والكشف، ومن حالة الوجع والأنين إلى القصيدة التي تجدل وجع الذات مع ألم الأرض، وبكاء الرموز الإنسانية الأمر الذي جعل هذه القصيدة وجعا كونيا يجاوز المكان المحدود والزمن التاريخي إلى زمن النص وعالمه، مما جعل هذه القصيدة عالما كونيا تتعانق فيه النبوءة مع الحلم مع الاستشراف، على النحو الذي يجعل النبوءة، والعراف، والريح، والرمل مفردات لها حضورها المتجدد في نص الثبيتي. وأظن أن هذه الجائزة موقع وقفة في أفق هذه التجربة الثرية، تستنطق نصها، وتستعيد منجزها، وتهيئ تجددا للتجربة الشعرية العربية، ونموا لأبحاث الشعرية العربية، وهي تعانق أفق القصيدة الجديدة، تكتشف رموزها، وتتأول نبوآتها، واستشرافاتها. كل هذا يدعوني إلى حث نادي الطائف الأدبي الذي تبنى مشكورا هذه الجائزة أن يبحث عن دعم استمرارها، وحفاظها على الأفق الذي وضعت فيه تجربة محمد الثبيتي التجربة الشعرية العربية وأبحاث شعريتها.