إعلانات التجارة العقارية في السنين الأخيرة أخذت منحنى جديدا في الترغيب. قالت إن المعلن عنه ينفع ليكون استراحات. والناظر إلى الموضوع لأول وهلة سوف يدق بباله أن بُنيتنا السكنية قد اكتملت واكتفينا بالأراضي التي نرغب لبناء مأوى نأوي إليه، وها نحن الآن في مرحلة اختيار ترف الحياة وهو الاستراحات . وعهدنا بالاستراحات أن تكون بيتاً ريفياً صغيرا يُدار ويصان لتأوي إليه الأسرة في الإجازات ... "لتستريح " . لكنها الآن تضم ملاعب وملاحق. هذا نوع من الاستراحات التي يحرص المعلن أن يجعل حروف ( في آي بي ) تُصاحب الإعلان، كي يمتنع " غير المهمين " . وفي آي بي = الشخص ذو الأهمية ( مالا طبعا ) حتى المفردة «الاستراحة» جديدة على المجتمع السعودي. هذا التوجه أو النزعة ليس إلا إيحاء بالعزلة أو الانفراد. كان الناس إذا ضجروا من وسط المدينة يخيمون في البرية ويضربون الخيام، وخصوصاً في أوقات الربيع: قال شاعرهم: - يا ما حلا طقّت الصيوان. وكان الناس مخيرين في مختلف البدائل فتارة في الرمال، ومرة قرب جدول ومرة في منعرج نفود. يتبارى الناس في إنشاء الاستراحات، ولو لم يبنوها لاستأجروها .. شخصياً أعذر الناس، أهل تلك الممارسة. لأن معارفهم كثر، والمنزل لا يكفي لاستقبال الأحبة وأطفالهم. أصبحت الاستراحات مدلولاً اجتماعياً ترفيهياً استثمارياً. فالإعلانات عن التأجير اليومي والشهري على اتساع. ولا أرى الميل إلى إنشاء الاستراحات وزخرفتها إلا في المنطقة الوسطى، لنقل منطقة الرياض والقصيم. ويقل شيوعها في المنطقة الشرقية والغربية. ربما لكونهم «مستريحين» بجوارهم للبحر. لي صاحب زين استراحته وزخرفها. وفي أول الأمر كان يخرج إليها مع الأسرة كل أسبوع ثم كل أسبوعين ثم بدأ الأولاد يختلقون الأسباب لعدم الذهاب. وصارت الاستراحة والمسبح- كما يقول صاحبي- للحارس الآسيوي، يدعو إليهما أصحابه متى شاء. * الذي لا يتعب لا يرتاح (مثل عربي ) * تعب الجسم راحة النفس ( مثل فرنسي )