«ابتسموا.. سامحوا.. قدموا الخير.. فلن يبقى سوى أثرنا».. رحل الصديق والزميل محمد أبا حسين وسيبقى أثره الطيب وابتسامته وتسامحه في قلوب محبيه ومعارفه وأصدقائه وزملائه.. فقد كان متسامحاً متواضعاً ليس له عداوات أو خلافات.. بل على العكس كان له صداقات متعددة في المجتمع، والكثير من الأصدقاء في الوسط الصحفي الذين يستشيرونه ويأخذون بنصيحته ورأيه ومشورته في عملهم فهو كريم في أخلاقه وكريم في تعاطيه وتعامله مع الآخرين.. هذا أبا حسين «الإنسان».. أما محمد أبا حسين «الصحفي» فهو أستاذ «الكلمة» يتعامل معها بحساسية خاصة يقدر أهميتها.. يعي خطورتها ويدرك مسؤوليتها.. يصيغها يطوعها بما يخدم الهدف المقصود وبما يعود بالخير على المجتمع والوطن.. بل إنه يبدع في استخدام «الكلمة» وتوظيفها في الأعمال الصحفية المختلفة سواء في الخبر أو التحقيق أو التقرير حتى أصبح مدرسة مستقلة بذاته.. وقد استفاد منه كل من عمل معه، وتتلمذ على يديه العديد من الكوادر الصحفية التي قدمت أعمالاً صحفية جيدة.. ورغم أستاذيته التي يعرفها ويعترف بها الجميع إلا أنه يتقبل النقد والملاحظات حتى ممن هم أقل خبرة وتجربة ودراية فهو يؤمن بأن العمل الصحفي تفاهم وتعاون وتلاقح أفكار من أجل تقديم نتاج أفضل.. ورغم أن أبا حسين - رحمه الله - من الجيل القديم والمؤسس إلا أنه يختلف عن الكثير من جيله فهو إنسان متجدد في أفكاره وعطائه وتعامله مع كل جديد سواء مع التغييرات التي حدثت وتحدث في المجتمع - التي تعامل معها بكل صدق وأمانة وموضوعية بما يتماشى مع مصلحة مجتمعه - أو مع الجديد في عالم الصحافة والإعلام والاتصال وحتى في مجال التقنية فقد كان أستاذاً حقيقياً في التعامل مع «الكمبيوتر» في بداياته الصعبة والمحدودة قبل دخول «الإنترنت» وكان مرجعاً للزملاء في هذا الجانب.. فقد تفوق علينا في دورة للكمبيوتر سجل فيها عدد من الزملاء في الجريدة بمعهد المسار لدى الصديق العزيز الأستاذ سعيد بن محمد بن بنان، وواصل أبا حسين تعليمنا بعد انتهاء الدورة. هذا هو محمد أبا حسين الإنسان الذي فقدناه والصحفي الذي عشق المهنة فأعطى لها كل وقته وحياته وابتعد عنها بصمت.. ومات بصمت.. لكن تبقى له في «المهنة» بصمات.. ويبقى له في القلب محبة خاصة.. رحم الله محمد أبا حسين الإنسان والصحفي والمواطن المخلص وأسكنه فسيح جناته..