تم إرجاء استدعاء الهيئة الناخبة في الجزائر إلى ما بعد 17 يناير الجاري على خلفية السفر المفاجئ للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليلة الاثنين الثلاثاء إلى فرنسا لإجراء فحوصات طبية. وتثير عبارة "إلاّ في حالة الضرورة القصوى" التي تضمنها خبر إرجاء استدعاء الهيئة الناخبة الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واج) بالتزامن مع خبر مغادرة بوتفليقة البلاد باتجاه فال دوغراس الباريسي، تثير الكثير من الاستفهامات والتخوفات بشأن ذهاب بوتفليقة من عدمه إلى الإعلان عن استدعاء هذه الهيئة التي يتحدد بموجبها دستوريا تاريخ تنظيم الاقتراع الرئاسي الذي تقدّم إليه إلى حد الساعة أزيد من 17 مترشحا لا يعرفهم الجزائريون ولا مقاعد البرلمان. ويفتح قول وكالة الأنباء الرسمية أن الرئيس الجزائري س "يستدعي الهيئة الناخبة – إلا في حالة الضرورة القصوى – يوم 16 أو 17 من الشهر الجاري" المجال واسع للتكهنات حول معنى هذه العبارة الحصرية وعلاقتها بمرض الرئيس وتنقله المفاجئ إلى باريس وهو الذي كان من المنتظر أن يعلن أمس الأربعاء 15 يناير استدعاء الهيئة الناخبة مثلما نشر في كامل وسائل الإعلام المحلية، خاصة وأن المادة 133 من القانون المتعلق بالنظام الانتخابي، تشترط لاستدعاء الهيئة الانتخابية، عدم الاخلال بأحكام المادة 88 من الدستور، التي تتحدث عن شغور منصب الرئاسة بسبب عجز أو مرض أو وفاة، وهذا بموجب مرسوم رئاسي يوقّعه بوتفليقة في ظرف تسعين (90 يوما) قبل تاريخ الاقتراع أي في ظرف أقل من ثلاثة اشهر، وهي الآجال نفسها المتبقية على الموعد الاستحقاقي المزمع في 16 أبريل 2014 تاريخ انتهاء العهدة الثالثة لبوتفليقة. وتردد أوساط إعلامية منذ سقوط خبر نقل بوتفليقة إلى باريس أن مصير الجزائر سيتحدد من على فراش رئاسي بمستشفى فرنسي إمّا في إشارة إلى احتمال عدم عودة الرئيس بوتفليقة إلى البلاد مثلما هو مقرر غداً الجمعة لتوعك صحي جديد لا تريد السلطة الكشف عنه لحسابات المرحلة المقبلة، أو لأن بوتفليقة ذهب إلى باريس لاستشارة أطبائه وأنه سيعود من هناك وهو يحمل في يده تقريرا طبيا يمنع ترشحه للرئاسيات بسبب عدم أهليته بدنيا وعقليا لخوض غمار حملة انتخابية تحتاج الكثير من الصحة والديناميكية، ما قد يخلط حسابات المطبلّين له من رجالاته المقربين وزعماء الأحزاب الموالية للسلطة والوزراء ويشجّع آخرين ممن يدعمونه لكنهم لم يجهروا بذلك بتغيير المواقع يدفع بأسماء ثقيلة ما تزال في الظل للخروج إلى العلن وإعلان ترشحها للرئاسيات وهي التي لم تر داعيا لفعل ذلك لاعتقادها أن اللعب مغلق وأن السلطة حسمت خياراتها سلفا.