أعلن خبير اقتصادي جزائري يرأس حزباً مغموراً ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان (أبريل) المقبل، فيما تواصل امتناع «كبار السياسيين» عن الترشح تحسباً لإعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رسمياً ترشحه لولاية رابعة. وشكل رئيس الوزراء السابق علي بن فليس حالاً نادرة بين الشخصيات «الوازنة» بإعلان عزمه على الترشح، فيما تسير الجزائر نحو أغرب رئاسيات في تاريخها السياسي التعددي الذي بدأ عام 1989، وذلك لغياب أي مظهر لوجود اقتراع رئاسي بعد أربعة أشهر، نتيجة لانعدام رغبة الترشح لدى الوازنين في ظل حديث ولاية رابعة لبوتفليقة. وساهم الرئيس الجزائري بشكل غير مباشر في «نفور» السياسيين، إذ بدا «مستمتعاً» بالمشهد من دون أن يعلن قبوله الترشح من عدمه. ويشير بعض المعارضين إلى أنباء غير مؤكدة عن نية بوتفليقة رفض عرض الترشح لولاية جديدة. ويعتقد أن الأسبوع الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل، سيشهد البت في الأمر، مع موعد استدعاء الرئيس بوتفليقة للهيئة الناخبة، وهو توقيت مناسب لقطع التردد في شأن ترشحه. وأعلن الخبير الاقتصادي كمال بن كوسة (41 سنة) عزمه على خوض الانتخابات الرئاسية، وهو كان يعمل خبيراً مالياً في بورصة لندن، وبادر في عام 1993 بإنشاء حركة «الجزائر طوارئ» لبناء اقتصاد منظم. لكن ترشح هذا التكنوقراطي لا يغير في معادلة المرشحين شيئاً، إذ انحصرت اللائحة منذ أسابيع طويلة في نفس الشخصيات التي كشفت نواياها مبكراً، علماً أن بعضها راجع حساباته بعدما أثار حلفاء الرئيس فكرة ترشحه. وباستثناء رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور فإن الذين أعلنوا ترشحهم يحتلون مراتب ثانوية في الساحة السياسية ويصعب توقع جمعهم عدد التوقيعات اللازم لدخول السباق. ويسير علي بن فليس، رئيس الحكومة السابق، بجدية نحو إعلان ترشحه بداية الشهر المقبل، واختار مقراً لحملته الانتخابية وعين مديراً لها هو عبد القادر صلاة الوزير السابق المكلف بإصلاح السجون. كذلك أعلن رئيس «الجبهة الوطنية» الجزائرية موسى تواتي ترشحه للانتخابات الرئاسية، وأيضاً رشيد نكاز وهو سياسي فرنسي من أصول جزائرية اشتهر بدفاعه عن المنقبات في فرنسا. ورشح حزب التجمع الجزائري، رئيسه علي زغدود للرئاسة، فيما يعتبر الوزير السابق للخزانة العامة علي بن نواري الشخصية السياسية الثانية المقيمة في الخارج التي تعلن ترشحها للرئاسة. كما أعلن رئيس حزب «جبهة المستقبل» عبد العزيز بلعيد أمس، ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية، وذلك خلال مؤتمر حزبي حضره 1200 من أنصاره.